الاكتئاب المبتسم

ما هو الاكتئاب المبتسم؟

الاكتئاب المُبتسِم (Smiling depression) ليس مرضًا نفسيًّا بحد ذاته، ولكنّه مُصطلح يستخدمه الأطباء المختصون بالصّحة النّفسية ليصفوا الشّخص الذي يكون مكتئباً وقلقاً ولكنّه يخفي ذلك وراء ابتسامته، ويبدو للجَميع أنّه سعيد وطبيعي،^[١] بينما قد يكون يعاني من مشاعر اليأس والحزن الداخلي، وقد يكون الأشخاص الذين يعيشون مع هذا النوع من الاكتئاب غير المعالج أكثر عرضة لخطر إيذاء أنفسهم، وعلى الرغم من صعوبة التعرف على هذه الحالة إلّا أنّ العِلاج موجود وقد يكون دوائي وسُلوكي.^[٢]

علامات وأعراض الاكتئاب المبتسم

فيما يلي نظرة عامة على علامات وأعراض الاكتئاب المبتسم:^[٣]

• الأعراض الكلاسيكية للاكتئاب: بما في ذلك الحزن العميق وتدني احترام الذات، وقد تكون بعض هذه الأعراض مرئية للآخرين، بينما قد تظل الأعراض الأخرى خاصة.
• تغيرات في الشهية: في حين أن بعض الناس يفرطون في تناول الطعام عندما يكونون مكتئبين، إلّا أنّ الآخرين يفقدون شهيتهم.
• تغيرات الوزن: وهي شائعة مع أي نوع من أنواع الاكتئاب.
• تغيُّرات في طبيعة النوم: يستصعِب البعض النهوض من الفراش عندما يكونون مكتئبين لأنهم يريدون النوم طوال الوقت، والبعض الآخر لا يستطيعون النّوم، ويُصابون بالأرق أو يظهرون تغيرات كبيرة في عادات نومهم، مثل الاستيقاظ ليلًا والنوم نهارًا.
• الشعور باليأس: الشعور بالذنب واليأس من الأمور الشائعة.
• فقدان الاهتمام بالأنشطة: قد لا يهتم المصابون بالاكتئاب المبتسم بالأنشطة التي يستمتعون بها عادةً.

ما أسباب الاكتئاب المُبتسم؟

هُناك العديد من الأسباب التي تجعَل المُصاب بالاكتئاب يخفي أعراضه، ومن أبرزها:^[٤]

• الشعور وكأنّه عبء على الآخرين: يشعر الكثير من المُصابين وكأنهم عبء على عاتق من حولهم، لذلك من تقليل هذا الشّعور يخفون أعراضهم.
• الشّعور بالعار من فِكرة المُعاناة من مرض نفسي: بالرّغم من أنّ المرض النّفسي أمر طبيعي وشائع وله علاج وليس عارًا ولا يستدعي الخجل بتاتًا، إلّا أنّ بعض المرضى يحاولون إخفاء أعراضهم إذا شعروا بالحرج أو الخجل حيال ذلك.
• الرغبة بالإنكار: بعض المُصابين ينكرون أنّهم بحاجة لمُساعدة من قِبَل طبيب نفسي لتجاوُز الاكتئاب، لذلك يبدأون بإخفاء أعراضهم.
• الرّغبة بمُواكبة المظاهر: إذا اعتاد شخص ما على القيام بدور معين في حياته، فقد يخفي أعراضه لمواكبة المظاهر والاستمرار على ما سبق.

عِلاج حالات الاكتئاب المُبتسم

أوّل خُطوة يجب أن يخطوها المريض هي مُراجعة الطّبيب النّفسي، إذ إنّ الطّبيب النّفسي سيجعَل المريض ينفتِح معه ويُشارِكه بصدق كُل ما يشعُر به، وسيُحدّد الطّبيب حينها إذا كانت الأدوية المُضادّة للاكتئاب ستُفيده، وتتضمّن الخطة العلاجية أُمور أُخرى مثل:^[٥]

• تجنّب الإنكار والتّحدث مع الصّديق المُقرب أو أحد أفراد الأسرة عن أي مشاعر سلبية أو حزينة، فإنّ الحديث معهم قد يرفع من عبء إخفاء المشاعر الحقيقية.
• قضاء الوقت بالخارج بالطّبيعة.
• التّمرُّن من 10 - 15 دقيقة في اليوم، إذ قد يكون ذلك كافيًا لتحسين المزاج.
• الاستماع إلى الموسيقى أو ابتكار الفن أو مُمارسة أي أنشطة أُخرى.
• تجربة الاسترخاء والتأمُّل.

خُطورة الاكتئاب المُبتسم

عندما تزداد الأعراض عند الشّخص المُصاب بالاكتئاب المُبتسم سيتفاقَم الأمر لديه فيبدأ بالتّفكير بإيذاء النّفس والانتحار، لذلك من المهم مراعاة أن احتمالية الانتحار أعلى بكثير لدى مُصابي الاكتئاب المبتسم، لذلك يجب الانتباه والتّركيز على تصرّفات المُصاب والأفكار الانتحارية لديه والتّحدث معه حول مشاعره الصّعبة التي يُعاني منها، والتحدث عن الطرق التي قد يفكر بها، كما يجب اصطحابه لأقرب أخصّائي صحّة نفسية.^[٦]

انتبِه لأشخاصك المُقربين إذا اعتقدت أنّ أحدهم مُصاب!

إذا كان لديك صديق أو شخص مُقرب توقف فجأة عن الاستجابة للمكالمات الهاتفية، أو الرسائل النصية، أو ألغى الخطط المُربتة مُسبقًا بينكما بالرّغم من اختبائه وراء ابتسامته وتصرّفاته المُعتادة فلا تتردد في سؤاله عما يحدث معه، وما إذا كان على ما يرام، عليك أن تجعله يعرِف أنّه مسموع وليس وحده.^[٧]

ما الفرق بين الاكتئاب المُبتسم والاكتئاب التقليدي؟

يختلف الاكتئاب المُبتسم عن الاكتئاب التقليدي من حيث الأعراض الخارجيّة، إذ إنّ المُصاب بالاكتئاب المُبتسم قد لا يعاني من أعراض خارجية للاكتئاب، وإنّ اكتشاف وتشخيص حالة الاكتئاب المُبتسم أكثر صعوبة من الاكتئاب التقليدي، لأن الكثير من الأشخاص المصابين بالاكتئاب المبتسم قد لا يدركون أنهم يعانون من الاكتئاب أساسًا، وغالبًا ما يمتلك الأشخاص المصابون بالاكتئاب المبتسم طاقة أكبر من أولئك المصابين بالاكتئاب التقليدي، وهذا يمكن أن يرفع مستوى الرّغبة بالانتحار.^[٨]