في الحقيقة، يحب الأشخاص المبدعون أحلام اليقظة وتخيّل إمكانيات وعجائب العالم المختلفة، وعلى الرغم من انغماسهم في عالم الخيال والأحلام، إلا أن لديهم أُسساً كافية وثابتة لتحويل أحلام اليقظة هذه إلى حقيقة واقعية، وغالبًا ما يوصف هؤلاء الأشخاص بأنهم حالمون، ولكن هذا لا يعني أنهم يعيشون في عالم الأحلام والخيال دائمًا.[١]

الشخصية الخيالية في علم النفس

للحديث عن الخيال والشخصية الخالية، يجدر بنا معرفة الفرق بين الذاكرة والخيال؛ فالذاكرة (بالإنجليزية: Memory) هي استنساخ دقيق لمحتويات التجربة السابقة بنفس الترتيب الذي كانت عليه في الماضي، بينما الخيال (بالإنجليزية: Imagination) فهو إعادة تكوين وإنتاج محتويات التجربة السابقة وترتيبها بأسلوب جديد يختلف عن النظام الذي كانت عليه في الماضي، وفي بعض الأحيان يُطلق على الذاكرة اسم الخيال التناسلي أو التوالدي (بالإنجليزية: Reproductive Imagination)؛ والسبب في ذلك هو إعادة إنتاج محتويات التجربة السابقة بنفس الشكل والنظام الأساسي، مع اختلاف في أسلوب ترتيب الأحداث فقط، فعلى سبيل المثال أن تتذكر حدثاً ما من الماضي بنفس الترتيب الذي كان عليه فهو الذاكرة، أما إذا رأيت ذهبًا وجبلًا في الماضي، وتذكرتهم وتصورتهم على هيئة جبل ذهبي فهذا يُعرف بالخيال، لذا يُطلق على الخيال أحيانًا اسم الخيال المنتج أو البنّاء (بالإنجليزية: Productive or Constructive Imagination)؛ ففيه يبني العقل صورةً جديدةً من محتويات التجربة السابقة.[٢]


يجدُر بالذّكر أنّ الخيال يُشارِك في مجموعة متنوعة من الأنشطة البشرية، وقد تم استكشافه من مجموعة واسعة من وجهات النظر الفلسفية؛ إذ درس فلاسفة العقل دور الخيال في القراءة الذهنية والتظاهر، بينما درس علماء الجماليات الفلسفيون دور الخيال في تكوين أنواع مختلفة من الأعمال الفنية والتعامل معها، أما علماء المعرفة فقد درسوا دور الخيال في تجارب الفكر النظري واتخاذ القرارات العملية، وأخيرًا درس فلاسفة اللغة دور الخيال في السخرية والاستعارة.[٣]


أنواع الخيال

صنّف العلماء والفلاسفة الخيال إلى 8 أنواع، ومن الجدير بالذكر أن هناك بعض التداخلات بين هذه الأنواع؛ إذ إنهم لا يعملون بشكل مستقل ومنفصل تمامًا عن بعضهم البعض، ويتحد الكثير منهم معًا خلال دورة الحياة،[٤] وفيما يلي توضيحًا لكل نوع على حدة.


الخيال الفعّال

يجمع الخيال الفعّال (بالإنجليزية: Effectuative Imagination) المعلومات معًا لخلق مجموعة جديدة من المفاهيم والأفكار.[٥]


الخيال الفكري أو البنّاء

يُستخدم الخيال الفكري أو البنّاء (بالإنجليزية: Intellectual or Constructive Imagination) عند التفكير في الفرضيات وتطويرها من أجزاء مختلفة من المعلومات، أو التفكير في قضايا مختلفة ذات معنى في مجالات الفلسفة أو الإدارة أو السياسة أو غيرها.[٥]


الخيال التخيّلي

يحدث الخيال التخيّلي (بالإنجليزية: Imaginative Fantasy) عندما يكون الشخص قادرًا على إنشاء أفكار جديدة من البداية، وقد يحتاج البعض إلى من يرشده، بينما البعض الآخر لا يحتاج لذلك، ويُعرّف هذا النوع من الخيال على أنه الخيال القائم على خلق وتصوّر القصص والصور والقصائد والمسرحيات وغيرها، ويُطلق عليه مصطلح "روح الإبداع".[٤][٥]


الخيال التعاطفي

يساعد الخيال التعاطفي (بالإنجليزية: Empathy Imagination) الشخص على معرفة ما يمر به الآخرون عاطفياً من وجهة نظرهم ومرجعهم، ويُقصد به القدرة التي يجب على الشخص أن ينفصل عنها عقليًا، وأن يختبر ما يختبره شخص آخر من وجهة نظره.[٥][٤]


الخيال الاستراتيجي

يهتم الخيال الاستراتيجي (بالإنجليزية: Strategic Imagination) برؤية "ما يمكن أن يكون"، والقدرة على التعرّف على الفرص وتقييمها من خلال تحويلها إلى سيناريوهات ذهنية، واكتشاف ما يمكن الحصول عليها عند استغلالها، ويتمتع الأشخاص الذين لديهم خيال استراتيجي ممتاز بفهم واقعي لمهاراتهم الخاصة، وقدرة عالية على اكتشاف الفرص وتطويرها، ويُطلق على الخيال الاستراتيجي أيضًا الحكمة.[٥][٤]


الخيال العاطفي

يُركز الخيال العاطفي (بالإنجليزية: Emotional Imagination) على إظهار النزعات العاطفية وتوسيعها إلى سيناريوهات عاطفية، ويتطلب ذلك تغذية الحالة العاطفية للشخص، وتخيّل الوحوش للشعور بالخوف، وتخيّل السيناريوهات التي تحدث في الحياة للشعور بالقلق.[٥][٤]


الأحلام

تُعد الأحلام (بالإنجليزية: Dreams) شكلًا آخر من أشكال الخيال اللاواعي، والذي يتكون من صور وأفكار وعواطف وأحاسيس تحدث أثناء مراحل معينة من النوم، ويمكن أن يكون ذلك طريقةً ممتعةً أحيانًا ومخيفةً أحيانًا أخرى للوصول إلى الخيال، ونظرًا لأن العقل اللاواعي غالبًا ما يتعامل مع المشكلات الواعية أثناء النوم، فقد يجد الشخص أن الإجابات على بعض مشكلاته تظهر بشكل تام عند استيقاظه من النوم.[٥][٤]


يمكنك قراءة المزيد من المعلومات الممتعة والمشوقة عن الأحلام، انقر هنا.


إعادة بناء الذاكرة

تُعرف إعادة بناء الذاكرة (بالإنجليزية: Memory Reconstruction) بأنها عملية استعادة الشخص لذاكرته بما تحتويها من أشخاص وأشياء وأحداث، والذكريات هي أجزاء من المعلومات المخزنة في اللاوعي يتم سحبها إلى الدماغ الواعي، وغالبًا ما يملأ الخيال تلك الفجوات التي لا يتم فيها تنسيق الذاكرة بشكل صحيح.[٥][٤]


المراجع

  1. Kendra Cherry (25/4/2021), "10 Signs of a Creative Mind", verywellmind, Retrieved 24/7/2021. Edited.
  2. "Imagination: Meaning, Nature and Types | Psychology", psychologydiscussion, Retrieved 24/7/2021. Edited.
  3. "Imagination", Stanford Encyclopedia of Philosophy, 22/1/2019, Retrieved 24/7/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Understanding your Creative Engine — the 8 types of Imagination", writingcooperative, 26/9/2018, Retrieved 24/7/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "8 Types Of Imagination", teachthought, Retrieved 24/7/2021. Edited.