يعرف رهاب الخلاء (Agoraphobia) على أنه الخوف من التواجد في المواقف التي يكون فيها الهروب صعباً، ويجدر بالذّكر أنَّ احتمالية الإصابة بهذا الرّهاب بأي مرحلة من مراحل عمر الإنسان هو 1.3% تقريبًا، وذلك وفقاً لما أشار إليه المعهد الوطني للأبحاث، إذ تبلغ نسبة انتشار هذا الرّهاب حوالي 0.8% للذكور، وللإناث حوالي 0.9% سنوياً،[١][٢] وللتعرُّف على كل ما يتعلق برهاب الخلاء كأسبابه، وأعراضه، وعلاجه، تابع قراءة هذا المقال.



بماذا يتميز رهاب الخلاء؟

بشكل عام، يعتبر المصاب برهاب الخلاء أن المنزل أو الأماكن المعروفة بالنسبة إليه هي البيئة الآمنة الوحيدة، وبالتّالي قد يخشى مغادرتها في بعض الأحيان لمدة قد تصل إلى عدة أشهر أو حتّى سنوات، وخاصّة إذا كان المريض يعاني من رهاب شديد، كذلك يخشى المريض من التواجد في الأماكن المكشوفة، أو الأماكن العامة، مثل: الطائرات، والأسواق، والقطارات، والمواصلات العامّة بشكل عام، كما قد يشعر بالتهديد والخوف والرهبة من الأماكن الهادئة كدور العبادة، والمنتزهات، وغيرها.[٣]


ما أسباب رهاب الخلاء؟

لا يزال السبب الدقيق لرهاب الخلاء غير معروف حتى الآن، لكن هناك العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة به، ونذكر منها ما يلي:[٤][٥]

  • الإصابة باضطراب قلق آخر، مثل؛ اضطراب القلق الاجتماعي، أو اضطراب القلق العام.
  • الإصابة بنوع آخر من الرهاب.
  • وجود تاريخ عائلي يرتبط بالإصابة برهاب الخلاء.
  • الإصابة بصدمة قديمة، أو تعرّض المريض لنوع من سوء المعاملة في السّابق.
  • التعرُّض لنوبة هلع في موقف أو مكان معين.
  • التعرّض للقلق والإجهاد بشكل متسمر
  • التعرّض لمواقف صعبة أو أحداث مؤلمة، مثل وفاة أحد الوالدين، أو التعرُّض للاعتداء.


ما أعراض رهاب الخلاء؟

قد يخشى المصاب برهاب الخلاء من التواجد في أماكن محددة؛ بسبب الشعور بالقلق والخوف الشديدين، وبشكل عام تتشابه أعراض هذا المرض وعلاماته مع أعراض نوبة الهلع، ويمكن أن تتضمن ما يلي:[٦][٧]

  • التعرّض لعدم انتظام ضربات القلب، والشعور بألم في الصدر.
  • الشعور بالخوف الشديد، والارتعاش.
  • صعوبة التنفُّس، أو زيادة معدل التنفُّس.
  • الإصابة بالدوار، والدوخة
  • احمرار الوجه، أو القشعريرة المفاجئة.
  • التعرُّق بشكلٍ مفرط.
  • المعاناة من اضطرابات في المعدة، وآلام البطن.
  • المعاناة من التقيّؤ.
  • الشعور بالارتباك.


عامةً يختار المصاب بهذه الحالة تفادي المواقف أو الأماكن التي تحفّز ظهور هذه الأعرض، كما قد تطرأ عدة تغيّرات في حياته، تتضمن كل مما يلي:[٧]

  • حدوث تغيّرات سلوكية في شخصيته.
  • الامتناع عن رؤية الأصدقاء والتواصل معهم.
  • اللجوء للتسوق عبر الإنترنت فقط.
  • البدء في تعاطي الكحول، أو المخدرات.


كيف يتمُّ تشخيص رهاب الخلاء؟

يحتاج الطبيب لمعرفة أكبر قدر ممكن عن ما يعاني منه المريض للتمكّن من تشخيص الإصابة برهاب الخلاء بالشكل الصحيح ووصف العلاج المناسب، وبالتالي يجب إخبار الطبيب عن الأعراض ووصفها بالطريقة الواضحة والصحيحة، حيث يقوم بدوره بالكشف عن الإصابة بالرهاب عن طريق المعلومات المذكورة من قِبل المريض، مثل الأعراض، وعدد مرات تكرارها، والموقف التي تحفّزها، وغيرها.[٢]


كيف يُعالج رهاب الخلاء؟

يجدر بالذكر أن علاج رهاب الخلاء قد يحتاج لفترة من الزّمن، حيث قد يحتاج المريض لبعض الوقت للشعور بالتحّسن أو التّعافي من الحالة بشكل عام، ويتضمن العلاج كل من الأدوية، والعلاج النّفسي كبقية الحالات المرضية العقلية، ونوضّحها فيما يلي:[٨]


العلاج النفسي السلوكي المعرفي

يركّز العلاج السلوكيّ المعرفيّ على تعليم المصاب برهاب الخلاء أو الحالات النّفسية الأخرى مهارات تحمّل القلق والتّعامل مع الأعراض المصاحبة بشكل أفضل، كما يساهم في تعليم المريض طريقة تحدّي المخاوف التي يواجهها بصورة أفضل، كذلك يساعده على تقليل أعراض القلق والتوتّر ونوبات الهلع، ويساهم في تحسين جودة الحياة، وبالتّالي يعد هذا العلاج من أفضل أشكال العلاج النّفسي، ويمكن تطبيقه من خلال زيارة معالج نفسي أو أخصائي.[٨]


الأدوية

هناك العديد من الأدوية التي قد يقترحها الطبيب لعلاج رهاب الخلاء؛ وأشهرها بعض أنواع الأدوية المضادة للاكتئاب، كما يمكن استخدام الأدوية المضادة للقلق في بعض الحالات، لكن بشكلٍ محدود، أمّا في الحالات الشديدة؛ يتمُّ استخدام الأدوية بالإضافة إلى أنواع أخرى من العلاج، مثل؛ العلاج المعرفي السلوكي والعلاج بالاسترخاء، ومن الجدير بالذكر أن الدواء قد يستغرق عدة أسابيع حتى يتمكّن من تحسين الأعراض، كما قد يضطر البعض أيضًا إلى تجربة العديد من الأدوية المختلفة قبل إيجاد الدواء المناسب.[٨][٢]


العلاجات البديلة

تبيّن أن لبعض المكملات الغذائية والعشبية العديد من الفوائد المهدئة والمضادة للقلق، لكن من الضروري مناقشة الطبيب قبل البدء بأيٍّ منها لعلاج رهاب الخلاء، وذلك لتفادي أي آثار جانبية أو مضاعفات طبيّة وصحيّة ونفسية محتملة.[٨]


نصائح ذاتية للتحكُّم في أعراض رهاب الخلاء

هناك مجموعة من الوسائل التي يمكن أن يساعدك اتباعها على التحكُّم والتقليل من أعراض رهاب الخلاء، وتتضمن ما يلي:[٧][٩]

  • اطلب الرعاية الطبية، واتبع طريقة العلاج الموصوفة إليك بصورة دقيقة.
  • احرص على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • اتبع نظاماً غذائياً صحياً.
  • مارس تقنيات التأمل والاسترخاء كل أسبوع، ولمدة 12 إلى 15 أسبوعاً على التوالي، حيث تساهم في دورها في تعليم طريقة ملاحظة بدء الشعور بالتوتّر، وطريقة التعامل معه للتقليل منه، بالإضافة إلى ذلك تهدف هذه التقنيات إلى إراحة واسترخاء العضلات.
  • تجنب شرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين والكحول، بالإضافة إلى المشروبات الغازية.
  • تجنُّب تعاطي المخدرات.


هل يمكن الوقاية من رهاب الخلاء؟

يجدر بالذكر بأنه لا يوجد أي طريقة مثبتة للوقاية من رهاب الخلاء لغاية هذه اللحظة، ولكن قد تساهم بعض الوسائل في تحقيق ذلك، ومنها التعرّف على الطريقة الصحيحة لإدارة الحالة النفسيّة في المراحل المبكّرة لها، والسعي للتقليل من هذه المخاوف، بالإضافة إلى ضرورة زيارة أخصائي الصحة النفسية أو الطبيب النفسي عند الشّعور بأي من الأعرض، كما وجب التنويه أن عدم السعي للتخلّص من هذه الحالة قد يُسبب العديد من المشاكل النفسية الأخرى، مثل الاكتئاب، أو غيره من الأمراض العقلية الأخرى، بالإضافة إلى احتمالية لجوء المريض لتعاطي المخدّرات أو إدمان المشروبات الكحولية، علاوةً على احتمالية تطوّر الحالة وتفادي المريض الخروج من المنزل على الإطلاق.[٦]


متى يجب مراجعة الطبيب؟

يؤثّر رهاب الخلاء في حياة المريض بشكل كبير، حيث إنه يؤدّي لإلحاق الضّرر في الحياة العملية والاجتماعية والعاطفية للمريض، كما قد يؤثّر في علاقاته، وقدرته على التواصل مع الأشخاص الآخرين، لذلك يجب على المريض مراجعة الطبيب على الفور في حال ظهور أي من الأعراض السابق ذكرها.[٥]


المراجع

  1. "Agoraphobia", StatPearls, 1/3/2021, Page 10. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Overview - Agoraphobia", nhs, 18/12/2018, Retrieved 16/6/2021. Edited.
  3. "Agoraphobia", betterhealth, 21/5/2020, Retrieved 16/6/2021. Edited.
  4. "What Is Agoraphobia?", verywellmind, 18/1/2021, Retrieved 16/6/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Agoraphobia", mayoclinic, 18/11/2017, Retrieved 16/6/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Agoraphobia", my.clevelandclinic, 14/10/2020, Retrieved 16/6/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت "What you need to know about agoraphobia", medicalnewstoday, 10/9/2020, Retrieved 17/6/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث "Agoraphobia", mayoclinic, 18/11/2017, Retrieved 16/6/2021. Edited.
  9. "agoraphobia", webmd, 15/6/2020, Retrieved 17/6/2021. Edited.