تلعب شخصية الإنسان دورًا مهًما في تحديد سلوكه، حيث إنّ للسلوك أنواعًا مختلفة؛ ويعد السلوك الإجرامي إحداها، وبالتالي فإنّ فهم شخصية الإنسان يعدّ أمرًا ضروريًا لمعرفة ما إذا كان الشخص يمتلك صفات الشخصية المجرمة أم لا، وبالتالي يمكن اعتباره مجرمًا، فما هي الصفات التي يُحكم من خلالها على أنّ الشخص مجرمًا؟ وما هي دوافع السلوك الإجرامي وعلاجه؟[١]



صفات الشخصية المجرمة في علم النفس

بالنسبة لعلم النفس؛ فإنه يمكن الاستدلال على أن الشخصية مجرمة من خلال وجود الصفات التالية:[٢]

  • ضعف القدرة على ضبط النفس: ويتمثل ذلك بعدم قدرة الشخص على التحكم بانفعالاته وحالته المزاجية، وبالتالي فإنّ الشخص التي تتسم بضعف القدرة على ضبط النفس؛ وسيقوم بأشياء لم يخطط من قبل لفعلها، ولكن قد يفعلها نتيجةً للانفعالات، ويتصرف دون الإمعان بعواقب السلوك عند فعله.
  • الشخصية المعادية للمجتمع: حيث يتمثل ذلك بالقيام بسلوك مخالف قبل سن الخامسة عشرة؛ كالهروب من المدرسة، أو إلحاق الضرر بالممتلكات أو الحيوانات، أو الرغبة بامتلاك الأسلحة، والسرقة، والكذب، وإيذاء الآخرين.
  • المعاناة من التفكك الأسري: إذ من أكثر الصفات شيوعًا عند الأشخاص المجرمين افتقادهم للدعم الأسري، إذ إنّ الأسرة المتفككة تفتقر إلى القدرة على حل المشاكل، وبالتالي لا تمتلك القدرة على التواصل الصحيح والذي يصل بهم لنتيجةٍ إيجابية، كما أنهم يفشلون في التعبير عن مشاعرهم بالطريقة التي تصِل للحلول، وفي الحقيقة غالبًا ما تكون الأسر من هذا النوع تتشارك في الصفات الإجرامية بين أفرادها.
  • وجود أصدقاء مجرمين: إذ يمتلك الأشخاص المجرمون أصدقاءً من نفس النوع والسمات، ويشتركون بالحس الإجرامي، وغالبًا ما يكون لديهم ميول مشتركة لتعاطي المخدرات وشرب الكحول، وبالتالي فهم يؤثرون في بعضهم من حيث الترغيب بالسلوك الإجرامي.
  • امتلاك القيم المعادية للمجتمع: وتتمثل هذه السمة بالتفكير الإجرامي؛ إذ يعتقد الشخص المجرم بأن سلوكه الإجرامي له أسباب ومبررات، وبالتالي يُظهر عدم الشعور بتأنيب الضمير، ويعتقد بوجود مبرر لامتلاكه لهذه الصفة وهو ما جعل سلوكه سلبيًا.
  • الكسل المعرفي: أيّ اختيار الطريق الأسهل والخالي من التحديات، حيث يمتلك العديد من المجرمين هذه الصفة، لذا فهم لا يملكون الطموح، كما ويشعرون بالملل جرّاء الالتزام بأمر ما؛ مما يجعلهم يميلون إلى اتخاذ قرارات متسرعة خاطئة وسلبية.[٣]
  • التفاؤل المفرط بنجاح الجريمة: إذ يكون لدى الأشخاص المجرمين شعورًا مفرطًا بالأمل بأنه لن يتم الإمساك بهم أبدًا؛ وبالتالي فإن هذه الصفة تجعلهم يفعلون جرائم خطيرة بسبب نجاح نموذج جريمة معينة في الماضي، وبالتالي فإنهم يجدون بأن هذا النموذج سينجح معهم دائمًا.[٣]
  • الاستحقاق: ويتمثل ذلك بالتمحور حول الذات مع عدم الاكتراث لاحتياجات الأشخاص الآخرين من حولهم، إذ يتبع المجرم شعار الأنا بشكلٍ أساسي لأنهم يعتقدون أن الحياة تدور حولهم فقط.[٣]
  • مركزية القوة: إذ يعتقد المجرمين بأنهم في صراع على السلطة، وكأن الحياة من حولهم أشبه بمعركة حول القوي والضعيف، وبالتالي فإن شعوره بأنه يمتلك القوة سيجعله يستغل الخصم الأضعف منه.[٣]


دوافع السلوك الإجرامي

في الواقع إن الجريمة تحدث نتيجة التعرَّض لظروف اجتماعية، واقتصادية، وأسرية، وثقافية، حيث يمكن بيان دوافع السلوك الإجرامي بالشكل الآتي:[٤]

  • الفقر: حيث إن العامل الاقتصادي وقلّة الإمكانيات المادية والذي من الممكن أن تؤدي إلى الافتقار لتعلّم خيارات العمل الجيدة، وسوء المكان المعيشي، إضافة إلى نبذهم من قبل بعض الأشخاص الآخرين بسبب فقرهم، كل ذلك قد يشكل دافعًا للجريمة.
  • الوضع الأسري: كلما كانت الأسرة قريبة من بعضها فإنها تكون قادرة على إخراج أفرد أصحّاء نفسيًا واجتماعيًا، لذا فإن التفكك الأسري من الممكن أن يؤدي للجريمة، وتعاني الأسر المتفككة من مشاكلٍ عديدة؛ منها انعدام التواصل بين أفراد الأسرة، وحدوث الخلافات بين الأب والأم، وافتقار الأبوين للمشاعر التي يحتاجها أبنائهم واحتياجاتهم.
  • تعاطي المخدرات: غالبًا ما يكون الأشخاص المجرمين من المتعاطين للمخدرات ومدمني الكحول، إذ يقع العديد من المجرمين تحت تأثير تعاطيهم للمخدرات أو الكحول عند ارتكابهم الجرائم، كما يمكن أن يؤدي الإدمان على شرب الكحول خلال فترة المراهقة إلى ارتفاع معدلات الجريمة في سن المراهقة.
  • الأمراض النفسية: قد تكون الإصابة بمرض نفسي معين هو السبب وراء ارتكاب الجرائم؛ كانفصام الشخصية، واضطراب ثنائي القطب، وغير ذلك من اضطرابات الشخصية المختلفة.[٥]


علاج السلوك الإجرامي

في الواقع من الممكن أن تُساعد معالجة المشاكل التي تكمن وراء السلوك الإجرامي في القضاء عليه، ويتضمن ذلك إعادة التأهيل؛ حيث إنّ الهدف الأساسي من إعادة التأهيل هو تقليل العودة للجريمة مرةً أخرى، والذي يؤدي بدوره إلى تقليل عدد ضحايا الجريمة والتكلفة الاجتماعية والاقتصادية، لذا فإنّ إعادة التأهيل الناجحة تؤدي إلى مجتمعات أكثر أمانًا، وتتمثل برامج إعادة التأهيل بتطوير المهارات الحياتية، وتعزيز العادات الإيجابية، وتقديم النصائح والدعم، والعمل على جعلهم أشخاصًا منجزين،[٦] وتتمثل طرق إعادة التأهيل بتطبيق ما يأتي:[٧]

  • دمج التعليم أثناء التواجد في مراكز الإصلاح: إذ إن التعليم من الممكن أن يقلل بشكلٍ كبير من معدلات العودة إلى الإجرام مرةً أخرى، والذي يتمثل بالتعليم الأساسي والذي يجب أن يناله الجميع.
  • العلاج من تعاطي المخدرات: لكون جرائم المخدرات من الأسباب الشائعة لدخول مراكز الإصلاح، بالتالي فإن برامج العلاج من تعاطي المخدرات تعد من أكثر البرامج فعالية في الحد من العودة للجريمة، حيث يتم ذلك عن طريق العلاج المكثف داخل السجن.
  • تحسين العوامل التحفيزية: وذلك من خلال بناء العلاقات وإظهار الاهتمام بقدرة المريض على النجاح؛ لما في ذلك في التقليل من شعوره بالإحباط واليأس.
  • التقييم المبكر للمخاطر والاحتياجات: وذلك من خلال تقييم العوامل التي قد تكون سبباً أو محفزاً للسلوك الإجرامي، حيث تشمل هذه العوامل ما يلي:
  • الانتماء إلى مجموعة معادية للمجتمع.
  • النشاطات الإجرامية السابقة.
  • مشاكل الصحة النفسية.
  • إدمان الكحول أو المخدرات.

المراجع

  1. "Personality correlates of criminals: A comparative study between normal controls and criminals", ncbi, Retrieved 29/6/2021. Edited.
  2. "6 traits that lead to criminal behavior", police1, Retrieved 29/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "10 Common Traits of Career Criminals", author jennifer chase, Retrieved 29/6/2021. Edited.
  4. "THE ROOT CAUSES OF CRIME", preventing crime, Retrieved 29/6/2021. Edited.
  5. "Criminal Rehabilitation: Programs, Statistics & Definition", study, Retrieved 29/6/2021. Edited.
  6. "Rehabilitation, education and work", corrections, Retrieved 29/6/2021. Edited.
  7. "4 Proven Ways to Reduce Recidivism", trend wyoming, Retrieved 29/6/2021. Edited.