لا يقتصر التدخين على أنَّه عادة سيئة قد يمارسها الشخص فحسب، بل أيضًا هو عادة تتسبب بالإدمان وتدمير الصحة وغيرها من المشاكل، وفي هذا المقال سيتم الإجابة عن سؤال "لماذا ندمن على التدخين؟".[١]

لماذا ندمن على التدخين؟

وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض واتقائها (CDC) فإنَّه يُعزى إدمان الشخص على التدخين لسببين رئيسيين وهما: احتواء السجائر على النيكوتين، وعدم القدرة على الاعتياد على روتين خالٍ من التدخين، وفيما يأتي بيان لكل منها:[٢]


النيكوتين

النيكوتين (بالإنجليزية: Nicotine) هو مركب كيمائي يسبب الإدمان، وهو موجود في نبات التبغ، ويتم تصنيع العديد من المنتجات التي تحتوي على التبغ؛ كالسجائر العادية، ومعظم السجائر الإلكترونية، والسجائر غير المعدة للتدخين، ومن أهم التفسيرات التي توضح سبب الإدمان على النيكوتين ما يأتي:[٣]

  • يتم إطلاق الدوبامين (بالإنجليزية: Dopamine)؛ وهي مادة كيميائية تفرز من الدماغ عندما يقوم الشخص باستهلاك النيكوتين عن طريق السجائر أو غيرها من المنتجات، حيث يقوم الدوبامين بتحفيز الدماغ على القيام بنفس السلوك كالتدخين أو استخدام منتجات التبغ مرارًا وتكرارًا.[٤]
  • يطلق الدماغ الدوبامين عن طريق استهلاك النيكوتين في كل مرة يأخذ فيها المدخن نفخة من السيجارة، حيث إنَّ المدخن العادي ينفخ نحو 10 مرات أو أكثر في كل سيجارة.[٤]
  • تسبب زيادة معدل التدخين زيادةً في استهلاك النيكوتين؛ وبالتالي تزداد الحاجة إلى النيكوتين ليشعر المدخن بالرضا والراحة، ومن الجدير ذكره بأنَّه سرعان ما يعتاد الشخص على التدخين؛ لأن النيكوتين جعله جزءًا من روتين حياته.[٥]
  • يصبح المدخل مضطرباً وسريع الانفعال عند التوقف عن التدخين؛ ولذلك يصعب عليه تركه؛[٢] بالرغم من عدم وجود أعراض انسحابية خطيرة نتيجة التوقف عن التدخين، ومن أبرز الأعراض التي قد تظهر على الشخص عند ترك التدخين ما يأتي:[١]
  • الشعور بدوخة ليوم أو يومين بعد ترك التدخين.
  • الاكتئاب.
  • الشعور بالغضب ونفاذ الصبر.
  • الإحباط.
  • الشعور بالقلق والتوتر.
  • الانفعال السريع.
  • صعوبة في النوم، أو الاستمرار في النوم.
  • رؤية أحلام وكوابيس مزعجة أثناء النوم.
  • صعوبة في التركيز.
  • الشعور بالملل.
  • الصداع (لمعرفة كيفية علاج الصداع بعد ترك التدخين، انقر هنا).
  • التعب.
  • زيادة الشهية.
  • زيادة في الوزن.
  • تباطؤ في معدل ضربات القلب.
  • الإصابة بالغازات والإمساك.
  • السعال
  • جفاف الفم والتهاب الحلق.
  • نزول الإفرازات الأنفية.
  • ضيق في الصدر.


أسباب نفسية

بعد أن يعتاد الشخص على التدخين ويصبح جزءًا من روتينه اليومي لدرجة يصبح فيها بحاجة للتدخين ليشعر بأنَّه طبيعي، وقادر على إكمال المهام الطبيعية الأخرى التي يقوم بها خلال يومه، حيث يتم ربط التدخين ببعض العادات اليومية والاجتماعية، وبالتالي يصعب على الشخص القيام بهذه الأنشطة دون التدخين، فعلى سبيل المثال؛ بعض الأشخاص يعتادون على شرب القهوة مع التدخين وبعضهم أثناء الحديث على الهاتف،[٦] وقد يرتبط الأمر أيضاً بالإحساس ببعض الانجذاب تجاه التدخين، فعلى سبيل المثال عند شعور بعض الأشخاص بالتوتر والإحباط فإنّ رغباتهم تميل نحو التدخين، بينما البعض الآخر يميلون للتدخين نتيجة الشعور بالسعادة والاسترخاء، فعندما يقلع الشخص عن التدخين ويشعر بأحد هذه الأحاسيس فإنَّه يميل بشكلٍ عفوي للرغبة بالتدخين.[٢]




يُدمن المراهقين على التدخين بشكلٍ أسرع من البالغين، وذلك لأن المواد التي تسبب الإدمان الموجودة في الدخان تقوم بتنشيط نظام المكافأة في الدماغ (بالإنجليزية: Brain reward system)، والذي يكون في فترة تطوره خلال سن المراهقة.




ما هي الأعراض التي تظهر على مدمن الدخان؟

تظهر بعض الأعراض على الأشخاص المدمنين على التدخين أو بالأخص على النيكوتين، لذلك قد يواجه المدخن صعوبة في تركه حتى ولو كان الشخص يستهلك التبغ لمرة واحدة كل فترة، ومن أبرز الأعراض التي تظهر على مدمن النيكوتين ما يأتي:[٧]

  • الرغبة الشديدة باستهلاك النيكوتين.[٧]
  • صعوبة في التوقف عن استهلاك النيكوتين.[٧]
  • القيام بمحاولات غير مجدية للإقلاع عن التدخين.[٨]
  • ظهور بعض الأعراض الانسحابية عند محاولة التوقف عن التدخين؛ وهي حالة تُسمى بالديك الرومي البارد (بالإنجليزية: Cold turkey)؛ وتحدث هذه الحالة عادةً عند التوقف المفاجئ عن الاعتماد على مادة معينة؛ فينتج أعراض مزعجة؛ كالرغبة الشديدة في التدخين، أو القلق، أو التوتر، أو عدم الشعور بالراحة، وأعراض أخرى تم ذكرها سابقاً.[٨]
  • عدم قدرة الشخص على ترك التدخين رغم وجود مشاكل صحية تمنع استهلاكه.[٨]
  • الابتعاد وتجنب المواقف الاجتماعي التي لا يسمح بالتدخين فيها.[٨]


هل يمكن التخلص من إدمان التدخين؟

الجواب نعم، لا يعني ما سبق أنه لا يمكن التخلص من إدمان التدخين، فعلى الرغم من المعاناة من أعراض جانبية مزعجة بعد الإقلاع عنه، إلا أنّ هذه الأعراض الانسحابية قد تستمر لبضعة أسابيع فقط، ومن ثم وبمجرد خروج النيكوتين من روتين الحياة سيكون الشخص بصحةٍ أفضل مما كنت عليه أثناء فترة التدخين، وسيشعر بأنه أفضل من ذي قبل، ومع ذلك يُفضل أن يكون لدى المدخن خطة علاجية قبل البدء بترك التدخين، وذلك لتفادي الأعراض الانسحابية المزعجة، حيث ستكون الفترة الانتقالية أسهل بكثير عندما يكون المُدخن مستعدًا ذهنيًا للإقلاع عن التدخين، وعند امتلاكه استراتيجيات تمكنه من تحقيق ذلك.[٩]


المراجع

  1. ^ أ ب "Why People Start Smoking and Why It’s Hard to Stop", cancer, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Why Quitting Smoking Is Hard", cdc, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  3. "Nicotine: The Addictive Chemical in Tobacco Products", fda, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Why Is Nicotine So Addictive?", drugabuse, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  5. "Nicotine dependence", mayoclinic, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  6. "Nicotine Dependence: How Does it Happen?", swedish, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت "Nicotine & Addiction", smokefree, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث "Smoking - Casual Habit or Addiction?", healthhub, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  9. "Tips for Making it Through Nicotine Withdrawal", webmd, Retrieved 15/6/2021. Edited.