لماذا نستيقظ بمزاج سيء؟

قد يشعر العديد من الأشخاص بالمزاج السيئ في أوقات مختلفة خلال اليوم، إلّا أنّ معظم هذه الحالات تكون فور الاستيقاظ من النوم، فلماذا نستيقظ بمزاجٍ سيء؟ وهل لقلة النوم دور في هذا الشعور؟ وما إلى ذلك من الأسئلة المتعلقة بهذا الشأن سيتم الإجابة عليها من خلال هذا المقال.^[١]

أسباب الاستيقاظ بمزاج سيء

ثمة العديد من الأسباب التي تكمن وراء الاستيقاظ بمزاجٍ سيء؛ منها تغير الفصول والتوتر، ولكن غالبًا ما يكون عدم حصول الجسم على القسط الكافي من النوم هو السبب الرئيسي لذلك،^[٢] وفيما يأتي بيان للأسباب المؤدية للاستيقاظ بمزاجٍ سيء:^[١]

اضطرابات النوم

كما ذكرنا سابقًا إنّ عدم حصول الشخص على كفايته من النوم يؤدي إلى الشعور بمزاج سيء فور الاستيقاظ من النوم، إضافةً إلى ذلك فإنّ سوء المزاج بدوره يؤدي إلى صعوبات في النوم أو التسبب بالخمول الذي يؤدي إلى نوم الشخص على مدار اليوم إثرَ الشعور بهذا المزاج السيء، ومن المحتمل أن يكون السبب وراء حدوث مثل هذه الاضطرابات الإصابة بما يُعرف بانقطاع النفس الانسدادي النومي (Obstructive sleep apnea)، وهو أحد اضطرابات التنفس التي تحدث أثناء النوم والتي تتسبب بتوقف التنفس خلال النوم.^[١]

هرمونات التوتر والقلق

في الواقع إنَّ أجسام الأشخاص المصابين بالتوتر والقلق تقوم بإفراز هرمون الكورتيزول (Cortisol)، وغالبًا ما ترتفع مستوياته عند الاستيقاظ من النوم والذي قد يكون سبباً وراء الشعور بمزاجٍ سيء بعد الاستيقاظ من النوم.^[١]

الالتهابات

قد تكون إصابة الجسم بالتهابٍ ما هي السبب الكامن وراء الاستيقاظ بمزاج سيء، ووفقًا للدراسات السريرية، فإنّ الزيادة في مستويات إنترلوكين-6، وهو أحد البروتينات المكونة للجهاز المناعي، قد تتسبب بالمزاج السيئ، مع الإشارة إلى أنّ مستويات هذا البروتين تتأرجح ما بين الزيادة والنقصان، وتختلف من وقتٍ لآخر خلال اليوم، ومن شخصٍ لآخر، إلّا أنها تكون في ذروتها فترة الصباح.^[٣][٤]

انخفاض مستويات السكر في الدم

قد يتسبب انخفاض مستوى السكر في الدم بمزاجٍ سيء عند الاستيقاظ، وغالباً ما يرتبط ذلك باتباع نظام غذائي معين، ومن الممكن أن يختلف ذلك من شخصٍ لآخر، ويجدر بالذكر أن بعض الأطعمة الضارة قد تتسبب بارتفاع مبدأي في السكر ثم انخفاض مفاجئ فيه مؤديًا بدوره إلى الاستيقاظ بمزاجٍ سيء، ومن الأمثلة على هذه الأطعمة: الخبز، والبطاطا المقلية، والمعكرونة، والبيتزا، والشوكلاته، والبسكويت، إذ إنّ جميع هذه الأطعمة ترفع مستويات السكر في الدم ولكن لفترةٍ قصيرة يعقبها انخفاض مفاجئ.^[٢]

انخفاض مستويات المغنيسيوم

يتسبب انخفاض مستويات المغنيسيوم في الجسم باضطرابات في النوم، إضافةً إلى تسببه بالقلق والتوتر وذلك لكونه معدن أساسي يستنفذ عند التعرَّض للإجهاد والقلق.^[٢]

مشاكل في الكبد

يعمل الكبد على التخلص من سموم الجسم، وبالتالي فإنّ حدوث أيّ مشاكل أو اضطرابات في هذا العضو من الجسم تنعكس سلبًا على جودة النوم، وهذا بدوره يؤثر في الحالة النفسية عند الاستيقاظ من النوم.^[٢]

كيف نقلل من احتمالية الإصابة بمزاج سيء عند الاستيقاظ؟

فيما يأتي بعض الحلول والنصائح التي يُمكن الاستعانة بها للتقليل من احتمالية الإصابة بمزاج سيء عند الاستيقاظ:

• الحرص على تناول وجبة الإفطار خلال فترة قصيرة بعد الاستيقاظ من النوم؛ لما لذلك من أثر إيجابي في الحالة النفسية للشخص عند الاستيقاظ، ويُنصح بتجنب الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات المكررة، والتركيز على تناول البروتين.^[٢]
• الحرص على تناول كميات كافية من عنصر المغنيسيوم؛ وذلك لأن نقصه قد يؤدي إلى مشاكل واضطرابات في النوم، مما يؤثر في الحالة المزاجية للشخص،^[٥] ومن أهم المصادر الغنية بالمغنيسيوم: القمح الكامل، والسبانخ، والكينوا، واللوز، والكاجو، والفول السوداني، والشوكلاتة الداكنة، والأفوكادو، والزبادي.^[٦]
• ممارسة طقوس وروتين محدد حول وقت النوم؛ وذلك لتحفيز الشخص للحصول على النوم المريح والعميق، ومن الأمثلة على ذلك: تجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم، وأخذ قسط كافي من الوقت للاسترخاء قبل النوم.^[٧]
• المحافظة على صحة الكبد، ويتمثل ذلك من خلال ما يلي:^[٨]
• الامتناع عن الكحول والمخدرات.
• تجنب استخدام الإبر غير المعقمة أو التعرض لها.
• تجنب مشاركة أدوات النظافة الشخصية.
• المحافظة على الوزن؛ وذلك لتقليل احتمالية الإصابة بدهون الكبد.
• ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
• تناول الأطعمة الصحية والمفيدة.
• أخذ اللقاحات المتوافرة بشأن أمراض الكبد.
• تجنب المبيدات الحشرية وغيرها من السموم والمواد الكيميائية، وعند التعرض لها أو استخدامها يجب الحرص على ارتداء قناع الوجه وتهوية الغرفة.
• الإقلاع عن التدخين.
• مراجعة الطبيب وذلك في حال استمراية الاستيقاظ بمزاج سيء وهو ما يُطلق عليه بعض الأطباء بالاكتئاب الصباحي.^[١]

ما الذي يعكر المزاج أكثر: النوم المتقطع أم قلة النوم؟

يعتبر النوم المتقطع ذو تأثير سلبي في الحالة المزاجية عند الاستيقاظ من النوم، وذلك بصورةٍ أشد مقارنةً بقلة النوم، ووفقًا لدراسة نُشرت في مجلة النوم عام 2015م فإنّ الأشخاص الذين عانوا من نوم متقطع بشكلٍ متكرر لمدة 3 ليال متتالية كانت حالتهم المزاجية أكثر سوءًا مقارنةً مع الأشخاص الذين عانوا من قلة النوم،^[٩][١٠] وبشكلٍ عام إن قلة النوم لعدة ليالي له العديد من الآثار السلبية؛ ومنها تشتت التفكير، والذي يؤدي بدوره إلى مواجهة الشخص لصعوبات التركيز خلال اليوم، إضافةً إلى مشاكل اتخاذ القرارات، وتشتت الذهن، وقد تؤدي أيضاً إلى الإصابة بالحوادث في المنزل والعمل وحتى على الطريق، وفي حال الاستمرار بقلة النوم وعدم الحصول على القسط الكافي منه فإن ذلك قد يؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة مع الوقت؛ كأمراض القلب، والسمنة، والسكري، وارتفاع ضغط الدم.^[١١]