هل سبق أن عرفت ما الذي يفكّر به شخصٌ آخر بمجرد النظر إليه؟ هل شعرت يومًا أنك وشخص آخر تقرآن آراء بعضكم البعض؟ هل فكرت بأنه قد يكون لديك قوة التّخاطر؟[١] يمكن قراءة هذا المقال لمعرفة ما الذي توصّل إليه العلماء عن التخاطر.

هل التخاطر حقيقي؟

يمكن القول أن التخاطر حقيقي إلى حدّ ما عند الحديث عن التخاطر الذي أصبح ممكنًا بسبب وجود وسائل الاتصال والتكنولوجيا، ولكن إلى الآن لا يوجد دليلٌ قوي يشير إلى وجود التّخاطر الطّبيعي الذي يحدث بسبب قدرة خاصّة للفرد، ويجدر التّنبيه إلى ضرورة توخي الحذر عند شرح الدّراسات التي أُجريَت لتفسير التخاطر، إذ إن أحجام العينات في هذه الدّراسات صغيرة جدًا ولا يوجد تكرارٌ جيّد لنتائج هذه الدراسات.[١][٢]


ماذا يعرف العلماء عن التخاطر؟

عرّف العلماء التّخاطر على أنه نقل المعلومات من شخصٍ إلى آخر دون وجود تلامسٍ جسدي أو استخدام أيّ حواسّ بشرية معروفة كاللمس والرؤية وغيرها من أساليب الاستجابة، ولكن في أغلب الأحيان يُعتبر التُخاطر علمًا زائفًا، فقد فشلت الأبحاث على مرّ الزمن في الوصول إلى أيّ دليلٍ مقنعٍ يمكن من خلاله إثبات أنّ التّخاطر موجود.[٣][٤]


نظريات العلماء حول التخاطر

تعدّدت نظريات العلماء المثنتشرة حول التّخاطر، وهذه النّظريات نوضّحها على النحو التالي:


نظرية الخلايا العصبية المرآتية

تشير هذه النظرية إلى أننا لا نبالغ عند قولنا أنه يمكننا معرفة نوايا ومشاعر الأشخاص الآخرين المتواجدين بالقرب منا تلقائيًا؛ فقد أظهرت العديد من الدراسات وجود خلايا عصبية تعمل بمثابة مرايا آلية تمكّننا من قراءة عقول الآخرين، ومنها دراسةٌ أُجريَت على 30 متطوعًا نُشِرَت في مجلة الطب النفسي البيولوجي عام 2007، حيث وجدت هذه الدّراسة أن الأوكسيتوسين (Oxytocin) - وهو هرمون يزيد الثّقة وسلوك النهج الاجتماعي- يعزّز القدرة على تفسير الإشارات الاجتماعية الدقيقة، كما أنه يُحسّن القدرة على استنتاج الحالة العقلية للآخرين من خلال الإشارات الاجتماعية لمنطقة العين.[٥][٢]


نظرية الاتصال بعيد المدى

على عكس نظرية الخلايا العصبية المرآتية، تشير هذه النّظرية إلى إمكانية التواصل من دماغٍ إلى دماغٍ آخر عبر الإنترنت، وهذا ما أوجدته دراسةٌ نُشِرَت في مجلة بلوس ون عام 2014؛ نجح العلماء خلال هذه التجربة بنقل تيارات من البتات (بالإنجليزية: Bits) شبه العشوائية التي تمثل الكلمتين "hola" و "ciao" بنجاح من دماغٍ إلى آخر بين أفراد بشريين مفصولين بمسافةٍ كبيرة، مع الحرص على ضمان عدم مشاركة الأنظمة الحسية أو الحركية في عملية تبادل هذه المعلومات.[٦][٧]


تأثير غانزفيلد

تُعدّ تجربة تأثير جانزفيلد (بالإنجليزية: Ganzfeld effect) أكثر أنواع التجارب شيوعًا لاختبار التخاطر،[٨] ويمكن تفسير تأثير جانزفيلد من مبدأ أنه عند الحرمان من التحفيز الحسي الذي تسببه المناظر والأصوات التي تملأ الحياة اليومية سيحاول العقل فهم ما يحدث، وسيمتلأ الدماغ بالفجوات مما يسبب هلوسةً بصرية وسمعية، بالإضافة إلى حالةٍ متغيرة من الوعي أو الإدراك ليس لها علاقة بالحواس.[٩]


واستُخدِم هذا المبدأ لاختبار التخاطر، حيث يوجد في هذه التجربة مرسلٌ يحاول إرسال الرسالة عن طريق التّخاطر، ومتلقي يحاول تلقي هذه الرسالة، ويكون كلًا منهما معزولًا، إذ يوُضَع الشخص المتلقي في غرفة، ويتمّ عرض مقطع فيديو أو صورةٍ ثابتة للمرسل، ويُطلَب منه محاولة إرسال تلك الصّورة ذهنيًا إلى جهاز الاستقبال في أيّ مكان من 20-40 دقيقة، ثم تُعرَض 4 صور على الشخص المتلقي، ويُطلَب منه اختيار أيّ من الصور لتكون الصّورة المُرسَلة، ولكن مع أن علماء التخاطر يدعون أن الصورة الصّحيحة يتم اختيارها بنسبة 34% من الحالات، وهي نسبة أعلى من نسبة 25% التي يمكن توقعها بالصّدفة وحدها،[١٠][٨] إلا أن لا شيء يثبت قطعيًا أن التّخاطر أمرٌ حقيقي.[١]


التخاطر العاطفي

وفقًا لملاحظات العلماء يمكن أن يكون التخاطر العاطفي بين الأشخاص على بعد مسافاتٍ كبيرة ظاهرة محتملة الوجود، وعلى الرّغم من أن التخاطر الذي يُقصَد به انتقال الأفكار قد لا يكون موجودًا، فقد جاء هذا الاستنتاج من الملاحظات المُشتركَة التالية:[٣]

  • يشعر الشخص بالسّعادة قليلاً، عند التواجد في غرفةٍ مليئة بالأشخاص السعداء على الرغم من عدم وجود سبب يجعله سعيدًا إلى هذا الحدّ، بينما يشعر بالضّيق بعض الشيء عند التواجد في غرفةٍ مليئة بالأشخاص الكئيبين أو الغاضبين.
  • يشعر الشّخص بحالةٍ عقلية أكثر استرخاءً عند التواجد في غرفته الخاصّة أو في مكان منعزل، بينما بسبب اختلاف التعبيرات العاطفية من الأشخاص عند التواجد في مكان مزدحم يشعر الفرد بالدّوار.

يشعر الشّخص بحالةٍ عقلية أكثر استرخاءً عند التواجد في غرفته الخاصّة أو في مكان منعزل، بينما بسبب اختلاف التعبيرات العاطفية من الأشخاص عند التواجد في مكان مزدحم يشعر الفرد بالدّوار.


المراجع

  1. ^ أ ب ت "Is Telepathy Real?", wonderopolis.org, Retrieved 30/6/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "The Biology of Telepathy", .psychologytoday, Retrieved 30/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Telepathy: A Science or Pseudoscience ?", osf.io/, Retrieved 30/6/2021. Edited.
  4. "Telepathy", britannica, Retrieved 30/6/2021. Edited.
  5. / "Oxytocin improves "mind-reading" in humans", /pubmed.ncbi.nlm.nih , Retrieved 30/6/2021. Edited.
  6. "Conscious Brain-to-Brain Communication in Humans Using Non-Invasive Technologies", ncbi.nlm.nih, Retrieved 30/6/2021. Edited.
  7. "Science or Science Fiction? Telepathy and Mind Control", www.yalescientific.org, Retrieved 8/7/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "Telepathy", newworldencyclopedia, Retrieved 30/6/2021. Edited.
  9. "What Is the Ganzfeld Experiment?", webmd, Retrieved 30/6/2021. Edited.
  10. "What is the Ganzfeld Effect?", healthline, Retrieved 30/6/2021. Edited.