ما مدة علاج الوسواس القهري؟

الوسواس القهري هو أحد الأمراض النفسية المزمنة، لكن ساهمت العلاجات المختلفة في السيطرة على المرض والتخفيف من آثاره على الحياة إلى حدٍ كبير، وتتضمن هذه العلاجات عادةً أدوية مضادات الاكتئاب إلى جانب العلاج النفسي مع الطبيب المختص، لكن السؤال الذي قد يتراود لدى معظم المُصابين أو عائلاتهم هو مدة علاج الوسواس القهري، وهل يجب الاستمرار عليه مدى الحياة أم لا!^[١]

ما مدة علاج الوسواس القهري؟

تحتاج مضادات الاكتئاب 10-12 أسبوعاً ليبدأ مفعولها في تخفيف أعراض الوسواس القهري، ويحتاج أغلب المُصابين الاستمرار عليها مدة لا تقل عن 12 شهراً، وأحياناً قد تمتد إلى عدة سنوات، أو حتى مدى الحياة، وذلك لأن مدة العلاج تختلف حسب عوامل متعددة، منها شدة الحالة، ومدى تحسّن الأعراض.^[٢]

قد يكون من الممكن التوقّف عن استخدام أدوية الوسواس القهري في حال تحسّنت الأعراض تماماً بعد سنة كاملة على الأقل من استخدامها، لكن الطبيب يتخذ القرار حسب ما يراه مُناسباً.^[٢]

مدة العلاج النفسي للوسواس القهري

يحتاج المُصاب إكمال 12-20 جلسة علاجية مع الطبيب النفسي قبل ملاحظة تحسّن واضح في أعراض الوسواس القهري، لكن المعظم يحتاج الاستمرار على حضور الجلسات مدة 6-12 شهر تقريباً، حيث يتم عمل جلسة أسبوعياً في البداية، ومن ثم جلسة كل أسبوعين، وبعدها جلسة شهرياً بشكلٍ منتظم.^[١][٣]

الحالات الشديدة من الوسواس النفسي

إذا شخّص الطبيب حالة المُصاب بالوسواس النفسي الشديد، فغالباً يحتاج برنامج علاجي داخل المستشفى قد يمتد لعدة أشهر، يتلقّى فيه علاجات يومية من العلاج النفسي مع الأدوية الموصوفة، وبعد التحسّن، يستطيع إكمال العلاج في المنزل مع المتابعة الطبية المستمرة.^[١]

إيقاف علاج الوسواس القهري

إن التوقّف عن استخدام أدوية الوسواس القهري دون موافقة الطبيب له آثار سلبية عديد على صحة المُصاب، فقد تعود أعراض الوسواس القهري من جديد، كما أن التوقّف المفاجئ لهذه الأدوية يُسبب أعراضاً انسحابية قد تكون مزعجة جداً، لذا يجب مناقشة الطبيب أولاً قبل التوقّف عن أي نوع من علاجات الوسواس القهري لضمان الحصول على نتائج علاجية ناجحة، والتعافي من المرض قدر المُستطاع.^[٤]

هل يمكن الشفاء من الوسواس القهري؟

لا يمكن الشفاء تماماً من المرض، لكن العلاجات مفيدة إلى حد كبير في التخفيف من المرض، فيستطيع المُصاب بالوسواس القهري عيش حياة طبيعية كالآخرين، إلا أنه يجب التذكير بأن المرض مزمن، يعني أنه من الطبيعي أن يمر المُصاب بلحظات ينتكس بها، وتعود الأعراض له من جديد، المهم هو محاولة التحلّي بالقوة والصبر، ومواجهة الوسواس بحزم، والاستعانة بالطبيب المُشرف للعودة إلى المسار العلاجي الصحيح.^[٥]