العلاج بالتعرّض ومنع الاستجابة (Exposure with Response Prevention) واختصارًا ERP، هو شكل من أشكال العلاج النفسي يهدف إلى مساعدة أولئك الذين يعانون من أفكار وسواسية على الامتناع عن الاستجابة لها،[١] وينطوي العلاج على تعريض المريض لأفكار، أو صور، أو أشياء أو مواقف مؤلمة، تُسبّب له القلق ولكن بطريقة مخططة، وتدريجية، ومتعمدة.[٢]

ما هي آلية عمل علاج التعرض ومنع الاستجابة؟

يبدأ علاج التعرض ومنع الاستجابة بتقييم شامل لتاريخ المريض الطبي والنفسي، ويشمل ذلك سؤال المعالج النفسي العديد من الأسئلة عن الحالة بما فيها الأعراض السابقة والحالية، وكيفية تأثيرها في حياة الشخص، ووجود أيّ مخاوف أخرى،[٣] ويمكن توضيح آلية العلاج كالتالي:

  • التصنيف: في أولى خطوات العلاج يتمّ تجهيز قائمةٍ بالمحفزّات والتي قد تشمل أشخاصًا، ومواقفَ، وكلماتٍ، وصورًا، وأفكارًا معينة، ومن ثم يتمّ تصنيف المحفزات على مقياس من 1 إلى 10، بحيث يعبّر الرقم الأعلى (10) عن المحفّز الأكثر شدّة، والذي من الممكن أن يسبّب حالة ذعر على سبيل المثال، في حين يعبّر الرقم 1 عن أقلّ المحفزّات إثارةً للقلق لدى الشخص، ويتمّ اعتبارها كنقطة بداية.
  • التطبيق: بمجرد تحديد المحفز الأول تبدأ مناقشة نهج التعرّض لهذا المحفز؛ فعلى سبيل المثال لو كان هذا المحفّز عبارة عن شيء ملموس فقد لا يكون الفرد مستعدًا للمسه في البداية، ويكون المطلوب هو ببساطة قضاء بعض الوقت في النظر إليه، وفي الخطوة التالية يتمّ تحريك هذا الشيء بالقرب من الشخص إلى حين أن يصبح الشخص جاهزًا للمسه أيْ للتعرّض له، ويجدر الانتباه على ضرورة التأكدّ من عدم وجود إكراه سواء أثناء التعرض أو بعده، ومن ثمّ تستمر هذه العملية في التسلسل الهرمي حتى تتم معالجة جميع الأفكار أو الدوافع المخيفة.[٤]


متى يستخدم علاج التعرض ومنع الاستجابة؟


علاج اضطراب الوسواس القهري

يتسمّ اضطراب الوسواس القهري واختصارً OCD، بنمط من الأفكار والمخاوف غير المرغوب فيها، تدفع الشخص إلى القيام بسلوكيات متكرّرة، وبذلك تُعيق هذه الوساوس والسلوكيات القهرية الأنشطة اليومية وتتسبّب في ضيق شديد،[٥] ويُعدّ العلاج بالتعريض ومنع الاستجابة أحد العلاجات المتبّعة لتحسين أعراض اضطراب الوسواس القهري، حيث يتمّ تعريض المريض تدريجيًا لعنصر مخيف أو وسواس ما، مثل: الأوساخ، وتعريفه بوسائل مقاومة الرغبة في القيام بالسلوكيّات القهرية، ومن الجدير بالذّكر أنّ العلاج بالتعرض ومنع الاستجابة يتطلّب جهدًا وممارسة، ولكن بمجرد أن يتعلم الشخص كيفية إدارة الوساوس والدوافع القهرية لديه فسيصبح بإمكانه الاستمتاع بجودة حياة أفضل.[٦]


علاج الرُهاب

يستخدم العلاج بالتعرض ومنع الاستجابة لعلاج الرُهاب أو الفوبيا مثل رُهاب العناكب، والذي يُعدّ من أكثر 10 أنواع الرُهاب انتشارًا على مستوى العالم، وفيه يتمّ تعريض الشخص للعناكب بشكل تدريجي إلى حين التغلّب على مشاعر الخوف، وعادةً ما يُستخدم حينها مصطلح التعوّد (Habituation) لوصف اعتياد الشخص على التعرّض لشيء ما كان في العادة يثير مشاعر القلق لديه.[٧]


رأي العلم وفعالية علاج ERP

إنّ علاج منع التعرض والاستجابة هو بروتوكول علاجي ثبت علميًا قدرته على إحداث تغييرات في الكيمياء العصبية للدماغ، حيث يمكن ملاحظة هذه التغييرات من خلال فحوصات التصوير المقطعية للدماغ، وذلك بمقارنة الاختلافات قبل بداية العلاج وبعد إكمال العلاج، وبذلك يوفّر هذا العلاج القائم على الأدلة العلمية الأمل للكثير من الأشخاص في مواجهة العديد من المشاكل والاضطرابات النفسية.[٤]


ما المتوقع من علاج التعرّض ومنع الاستجابة؟

يتمّ تسجيل تحسّن الكثير من الأشخاص بعد الانتهاء من العلاج، والمميز في علاج التعرض ومنع الاستجابة أنه يتم بعد موافقة المريض على كافة شروط العلاج، إلى جانب معرفته بتكلفة العلاج، ومدّته، والنتائج المرجوّة، مع التأكيد على أنّ علاج التعرّض ومنع الاستجابة هو علاج منظم ومقدّم من قبل متخصصين مؤهلين في مجال الصحة النفسية، إلّا أنّه لا توجد ضمانات لنتائجه حاله كحال أيّ علاج آخر.[٣]


الفرق بين العلاج السلوكي المعرفي والعلاج بالتعرّض ومنع الاستجابة

عند الحديث عن العلاج بالتعرّض ومنع الاستجابة فلا بدّ من ذكر العلاج السّلوكي المعرفي؛ وذلك لكون العلاج بالتعرّض ومنع الاستجابة أحد أفرع العلاج السلوكي المعرفي، وأكثرها أهمية، وذلك كونه يركز على تحديد مخاوف المريض وكيفية مواجهتها، ممّا يجعل هذا العلاج علاجًا معرفيًا وعلاجًا سلوكيًا في آنٍ واحد، في حين يتمّ تعريف العلاج السلوكي المعرفي بأنّه مجموعة من العلاجات التي يستخدمها معالجو الصحة النفسية لعلاج الاضطرابات النفسية، ويتمّ فيه التركيز على العلاقة بين الأفكار، والمشاعر، والسلوكيات، كما يساعد الأشخاص على إدراك ومواجهة الأفكار التي تتولّد لديهم، والسلوكيات الناتجة عنها، ما يدعم ثقة الشخص بنفسه ويحسّن صحته النفسية.[٣][٨]

المراجع

  1. "Exposure and Response Prevention", www.psychologytoday.com, Retrieved 13-9-2021. Edited.
  2. "What is Exposure with Response Prevention (ERP)?", dascchicago, 27-5-2021, Retrieved 9-8-2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "What Is Exposure and Response Prevention (ERP) Therapy?", medcircle, 21-4-2021, Retrieved 9-8-2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Cognitive Behavioral Therapy and Exposure and Response Prevention Therapy"، anxietytreatmentexperts، اطّلع عليه بتاريخ 9-8-2021. Edited.
  5. "Obsessive-compulsive disorder (OCD)", mayoclinic, 11-3-2020, Retrieved 10-8-2021. Edited.
  6. "Obsessive-compulsive disorder (OCD)", mayoclinic, 11-3-2020, Retrieved 10-8-2021. Edited.
  7. Ben Lesser (16-3-2021), "The Process of Exposure and Response Prevention Therapy", dualdiagnosis, Retrieved 10-8-2021. Edited.
  8. "Exposure and Response Prevention (ERP)", iocdf, Retrieved 18/8/2021. Edited.