يواجه جميع الأشخاص الشعور بالذنب سواء؛ بسبب فكرة راوداتهم أو شيء فعلوه، وهو أحد الأمور الطبيعية، وبالرغم من ذلك، فإن الشعور المفرط بالذنب والذي يمكن أن يؤدي إلى هواجس القلق والميول الاكتئابية، والأعراض الجسدية، قد يكون دليلًا على وجود مشكلة ما، وفي هذا المقال سنتناول الحديث عن لوم النفس المرضي.[١]




لوم النفس المرضي

يُعرف لوم النفس المرضي (بالإنجليزية: Guilt complex)، على أنه شعور قوي بالذنب حول أمور الحياة العادية ومن الصعب السيطرة عليه، ويحدث نتيجة ارتكاب الأخطاء أو التقصير في بعض الأمور، أو دون سبب أحياناً، ومن الجدير بالذكر أن لوم النفس المرضي قد يشكل مصدر ضيق للمريض والمحيطين به؛ لأنه يؤدي إلى عدم الثقة بالنفس وشعور المريض بالعار والقلق، كما قد يؤدي إلى إدمان المخدرات كمحاولة من المريض للتغلب على شعوره الذنب والعار.[٢]


أعراض وعلامات لوم النفس المرضي

قد لا تظهر بعض العلامات لدى بعض المرضى أثناء قيامهم بنشاطاتهم اليومية، ومن الممكن إيجاد مبرر لبعض الأفكار التي تراودهم،[١] ولكن توجد علامات واضحة تظهر على المريض المصاب بلوم النفس المرضي، والتي نذكر منها ما يلي:[٣][١]

  • يقلق دائماً من كونه يُشكل مصدر إزعاج للآخرين.
  • يحلل الأمور بشكلٍ دائم ويفكر بإمكانية قيامه بالأشياء بشكلٍ أفضل.
  • يشعر بالذنب تجاه الأمور التي لم يفعلها، أو الأفكار السيئة التي خطرت على باله.
  • يُحمّل نفسه المسؤولية في كون الآخرين يعانون من مزاج سيئ.
  • يستخدم المصطلحان (يجب أن يكون) أو (يمكن أن يكون) بشكلٍ متكرر.
  • يلوم نفسه بشدة بسبب حدوث خطأ صغير في بعض الأمور.
  • يعتقد دائماً بأنه السبب وراء جميع الأشياء التي لا تسير على ما يرام.
  • يتأثر بشدة من نتيجة جميع الأفعال.
  • يرتبك بشدة تجاه احتمالية اتخاذه القرار الخاطئ.
  • يشعر بتراجع مستوى تقديره لذاته.
  • يؤثر الآخرون في نفسه بشكلٍ يعود عليه بالضرر.
  • لا يلتفت لمشاعره الخاصة.


يمكن أن تظهر أعراض جسدية على المريض المصاب بلوم النفس المرضي المترافق مع القلق والاكتئاب والوسواس القهري، ولكن يمكن أن تختفي بمجرد تلقي العلاج،[١] وتتضمن الأعراض ما يلي:[٤]

  • المعاناة من الأرق أو مشاكل النوم.
  • اضطراب في المعدة، أو الغثيان، أو مشاكل أخرى في الجهاز الهضمي.
  • ألم المعدة.
  • الإصابة بشد عضلي.
  • ألم الرأس.
  • البكاء المتكرر.


أسباب لوم النفس المرضي

توجد عدة أسباب وعوامل قد تؤدي أو تزيد من خطر الإصابة بلوم النفس المرضي، والتي نذكر منها ما يلي:[٥]

  • المعاناة من القلق: يمكن أن تزداد فرصة إصابة الإنسان بلوم النفس المرضي نتيجة قلقه الشديد الذي يدفعه إلى تقييم أفعاله بشكلٍ سلبي.
  • تجارب الطفولة: يمكن أن يصاب الإنسان بلوم النفس المرضي إذا نشأ في عائلة تشعره بأنه مسؤول عن كل الأخطاء والمشاكل، أو كان عليه أن يخفي بعض الأمور.
  • العادات والتقاليد: في بعض الأحيان عندما يقوم الإنسان بمعارضة العادات والتقاليد التي نشأ عليها، قد يلوم نفسه حتى وإن لم يكن يؤمن بهذه الأمور.
  • الدين: تشجع بعض الأديان لوم الإنسان نفسه للتكفير عن بعض الذنوب التي فعلها.
  • الضغط الاجتماعي: يمكن أن يتولد لدى الإنسان الشعور بالذنب والندم نتيجة الضغط الاجتماعي ونظرة الآخرين إليه بسبب شيء ما فعله.


علاج لوم النفس المرضي

يقوم الطبيب النفسي بتحديد سبب المشكلة من جذورها وأفضل طريقة لعلاج لوم النفس المرضي، ويتم علاج لوم النفس المرضي في البداية عن طريق اتباع علاج قصير المدى يهدف إلى تخفيف الشعور بالذنب والعار، ومن ثم القيام بعلاج طويل المدى يهدف إلى تخفيف الشعور بالذنب على المدى الطويل، ويتضمن العلاج قصير المدى ما يلي:[٣]

  • العلاج السلوكي المعرفي (بالإنجليزية: Cognitive behavioural therapy) واختصاراً (CBT).
  • العلاج بالقبول والالتزام (بالإنجليزية: Acceptance and commitment therapy).
  • العلاج المتمركز حول الحل (بالإنجليزية: Solution focused brief therapy).


ويشمل العلاج طويل المدى ما يلي:[٣]

  • العلاج النفسي الديناميكي (بالإنجليزية: Psychodynamic psychotherapy).
  • العلاج المتمركز حول العميل (بالإنجليزية: (Person-centered therapy).
  • العلاج النفسي التكاملي (بالإنجليزية: Integrative psychotherapy).


نصائح للتعايش مع لوم النفس المرضي

توجد عدة نصائح تساعد على التعايش مع لوم النفس المرضي، ومنها ما يلي:[٥]

  • إعادة التفكير بالموقف: إذ يمكن إيجاد أفكار أكثر واقعية ومنع الأفكار السلبية، وبالتالي التوقف عن لوم النفس من خلال إعادة التفكير بالموقف بطريقة مختلفة.
  • مسامحة النفس: فعند ارتكاب الأخطاء أو أذية شخص ما، يمكن أن تساعد مسامحة النفس على تحمل مسؤولية الخطأ، وإعطائها وقت للتعبير عن الندم والتعويض، وبالتالي التغلب على مشاعر لوم النفس.
  • التحدث إلى شخص آخر: يمكن أن تساعد مشاركة المشاعر مع شخص آخر (مثل: العائلة أو الأصدقاء أو الطبيب النفسي) على التعامل مع المشاعر الصعبة.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Signs of Guilt", webmd, Retrieved 6/8/2021. Edited.
  2. "Guilty Feelings: What Is A Guilt Complex?", betterhelp, Retrieved 21/7/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "“Why Do I Feel Guilty All the Time?”", harleytherapy, Retrieved 6/8/2021. Edited.
  4. "Guilt", goodtherapy, Retrieved 21/7/2021. Edited.
  5. ^ أ ب " What Is a Guilt Complex? ", verywellmind, Retrieved 21/7/2021. Edited.