ما هو مرض الحبسة الكلامية؟

الحبسة الكلامية (Aphasia) تعني أنّ الشخص غير قادر على التعبير، أو التواصل، أو فهم لغة الآخرين، إلى جانب المعاناة من مشاكل في الكتابة والقراءة، وتحدث الحبسة الكلامية نتيجة تضرر الجزء من الدماغ المسؤول عن اللغة والكلام، وتكون عادةً بعد السكتة الدماغية أو الإصابة في الرأس، أو أنها قد تتطوّر تدريجياً نتيجة أمراض عصبية أو أورام الدماغ، وبغض النظر عن سببها، تُساعد علاجات اللغة والنطق في تحسين الحبسة الكلامية حتى وإن كانت دائمة.[١][٢]


أعراض وعلامات الحبسة الكلامية

قد يواجه مُصاب الحبسة الكلامية مشاكل في التواصل والتعبير، وصعوبة النطق أو فهم لغة الآخرين، ومشاكل في الكتابة والقراءة:[٣]


مشاكل التواصل والتعبير

وعلاماتها هي:

  • عدم القدرة على إيجاد الكلمات المناسبة أو التعبير عنها.
  • التعبير بكلمات خاطئة، خاصةً الكلمات المتشابهة في اللفظ والمختلفة في المعنى.
  • عكس الجمل الصحيحة، كقول "صحون غسالة" بدلاً من "غسالة الصحون".
  • التلفّظ بكلمات غريبة لا معنى لها.
  • تكرار بعض الكلمات.
  • صعوبة التحدّث بجمل كاملة.


عدم فهم اللغة أو كلام الآخرين

وعلاماتها هي:

  • صعوبة اتباع التعليمات المطلوبة.
  • خطأ التعرّف على الأشياء بأسمائها الصحيحة، مثلاً قد يُحضر المُصاب شوكة عند الطلب منه إحضار ملعقة.
  • عدم القدرة على فهم كلام الشخص المُقابل، خاصةً إذا كان يتحدّث بسرعة أو يتكلّم عن شيء جديد غير مألوف.
  • عدم فهم الآخرين في التجمّعات الكثيرة أو الضجة العالية.
  • عدم فهم التعابير غير المباشرة، مثل النكت، أو الأمثال الشعبية، أو الكلام المُبهم.


مشاكل القراءة والكتابة

وعلاماتها هي:

  • صعوبة قراءة إشارات الطريق، أو الكتب، وغيرها.
  • مشاكل في اللفظ، أو تشكيل جملة مفهومة.
  • مشاكل في الحساب والرياضيات البسيطة، مثل عد النقود، أو طرح وجمع.


أنواع الحبسة الكلامية

يوجد العديد من أنواع الحبسة الكلامية، لكننا سنذكر أشهرها فقط، وهي:[٤][٥]

  • الحبسة التعبيرية (حبسة بروكا): تعني أن الشخص يفهم كلام الآخرين، ويعلم جيداً ما يريد أن يقوله، لكنه لا يستطيع التعبير عنه.
  • الحبسة الاستقبالية (حبسة فيرنيكه): أي أن الشخص قادر على تكوين جمل مفهومة أو غير مفهومة، لكنه لا يستطيع فهم كلام الآخرين أو الكلمات المقروءة.
  • الحبسة العامة: أو الحبسة الشاملة، أي أن الشخص يفقد كل القدرات اللغوية، والتعبيرية، ولا يستطيع فهم الآخرين، أو القراءة، أو الكتابة.
  • حبسة التسمية: أي أن الشخص يفهم الكلام، ويستطيع القراءة، ويكوّن جملاً، لكنه لا يستطيع إيجاد الكلمات الصحيحة المناسبة للظروف، أو الأماكن، أو الأحداث التي تواجهه.


أسباب الحبسة الكلامية

تحدث الحبسة الكلامية عندما تتضرر أجزاء الدماغ المسؤولة عن اللغة والفهم، وهذا قد يكون نتيجة واحد من الأسباب التالية:[٦]

  • السكتة الدماغية (أشهر سبب).
  • إصابة الرأس الشديدة.
  • أورام الدماغ.
  • الأمراض العصبية، مثل الخرف أو الباركنسون.




قد تحدث الحبسة الكلامية في أي عمر، لكنها شائعة أكثر بعد عمر 65 سنة، وذلك لأن الأمراض العصبية والسكتة الدماغية شائعة في هذا العمر.




هل حالة الحبسة الكلامية مؤقتة أم طويلة المدى؟

يعتمد ذلك على حسب سببها، فأحياناً تكون الحبسة الكلامية مؤقتة وتختفي بعد فترة قصيرة، وأحياناً قد تستمر لأشهر وسنوات، أو حتى قد تكون دائمة، كالسكتة الناجمة عن الأورام والأمراض العصبية.[٢]


تشخيص الحبسة الكلامية

يتم تشخيصها عادةً بعد الإصابة بالسكتة، أو إصابات الرأس، أو الأورام الدماغية، ويلجأ الطبيب إلى مجموعة من الاختبارات العصبية لتأكيد التشخيص، تتضمن أسئلة وتعليمات موجّهة للمُصاب، وتسمية بعض الأشياء، إلى جانب الفحوصات التصويرية، مثل الرنين المغناطيسي، أو التصوير الطبقي، أو التصوير النووي.[٧]


أيضاً قد يتم تحويل المريض إلى أخصائي لغة ونطق الذي يستعمل أدوات خاصة لاختبار المهارات الكلامية، ويتضمن الاختبار النقاط التالية:[٧]

  • القواعد اللغوية.
  • القدرة على لفظ الأصوات والحروف.
  • فهم الكلمات والجمل الملفوظة أو المقروءة.
  • وصف الصور وتسميتها.
  • ربط الكلمات مع الصور.
  • الإجابة على أسئلة بـ (نعم) أو (لا).
  • القدرة على اتباع التعليمات.


علاج الحبسة الكلامية

يعتمد العلاج على نوع وسبب الحبسة الكلامية، فالبعض يتعافى بشكل كامل دون علاج، لكن الأغلب يخضع لعلاج اللغة والنطق لتحسين الكلام في أسرع وقت، وعلاجات اللغة والنطق قد تكون فردية، أو جماعية، أو باستخدام الكومبيوتر والأجهزة التكنولوجية، بالإضافة إلى تمارين القراءة، والكتابة، وتحسين طرق التفاعل والتواصل مع الآخرين، واستعمال الصور والتعابير الكلامية.[٤]


بعض أنواع الحبسة الكلامية قد تتعافى بشكل كامل عند علاج المُسبب لها، مثل استئصال الأورام الدماغية، أو شفاء النوبة التشنجية، أو الصداع النصفي وغيرها.[٧]


قد تستغرق مدة التعافي من الحبسة الكلامية بضعة أسابيع أو أشهر، أو قد تطول لفترة طويلة تستمر لسنوات، إلا أنها ناجحة ومفيدة للأغلب.[٨]


نصائح للتواصل مع شخص يُعاني من الحبسة الكلامية

هذه النصائح موجّهة لأفراد العائلة والأصدقاء المقرّبين من شخص مُصاب بالحبسة الكلامية، فالتواصل الفعّال جزء هام من عملية التعافي، ومنها:[٨]

  • التحدّث معه بشكل مفهوم وبطيء، مع التوقّف قليلاً خلال الجُمل.
  • إعطاؤه الفرصة الكاملة للتعبير عن الكلام دون استعجاله.
  • تجنّب أماكن الضجيج أو المزدحمة بالأشخاص.
  • استخدام جمل قصيرة، بسيطة، وواضحة.
  • استخدام إيماءات سهلة مع الكلام لسهولة الفهم.
  • توجيه أسئلة بأجوبة "نعم" أو "لا"، وطرح خيارات واضحة أثناء السؤال، مثلاً استخدام صيغة "هل تريد تناول اللحم أو الدجاج"، بدلاً من سؤال "ماذا تريد أن تأكل".
  • حمل ورقة وقلم لتوضيح الأشياء بالرسم، فبعض المُصابين يستطيعون الفهم بالرسم أكثر من الكلام.
  • تجربة عدة طرق للتواصل مع المُصاب، واختيار الأنسب منها حسب حالته.
  • الصبر والتحمّل خلال فترة العلاج.
  • طلب المساعدة من الطبيب أو الأخصائي في حال مواجهة أي مشكلة.


المراجع

  1. "Aphasia", nidcd.nih, Retrieved 10/4/2023. Edited.
  2. ^ أ ب "Aphasia", clevelandclinic, Retrieved 10/4/2023. Edited.
  3. "Aphasia", asha, Retrieved 10/4/2023. Edited.
  4. ^ أ ب "Aphasia", medlineplus, Retrieved 10/4/2023. Edited.
  5. "Aphasia Definitions", aphasia, Retrieved 10/4/2023. Edited.
  6. "Overview -Aphasia", nhs, Retrieved 10/4/2023. Edited.
  7. ^ أ ب ت "What Is Aphasia?", webmd, Retrieved 10/4/2023. Edited.
  8. ^ أ ب "Aphasia", healthnavigator, Retrieved 10/4/2023. Edited.