البعض يُمضي حياته كلها يعتقد أن خجله طبيعي، وأنه جزء من شخصيته، وهذا حقيقة، إذ قد يكون الخجل أمراً طبيعياً لدى أي شخص، لكن عندما يكون زائداً عن حده، أي يتجنّب الشخص كل المناسبات الاجتماعية، والاختلاط مع الآخرين، ويبدأ يؤثّر الأمر على حياته وعمله ودراسته، هنا قد يكون ذلك دلالة على الإصابة بالرهاب الاجتماعي.[١]


هل الرهاب الاجتماعي مرض نفسي؟

نعم، الرهاب الاجتماعي هو نوع من اضطرابات القلق النفسية، يعني أن يكون لدى الشخص خوف شديد من التعرّض للانتقاد، أو الأحكام، أو الحرج أمام الآخرين، ويتملّكه شعور رهبة وقلق شديد عند التعامل أو الوقوف أمام الغير، سواء التحدّث أمام العامة، أو مقابلة أشخاص جدد، أو إجراء مقابلة عمل، أو حتى تناول الطعام في المطعم.[٢]


لا يُستطيع الشخص المُصاب بالرهاب الاجتماعي السيطرة على خوفه، ويجتاح عقله القلق طيلة الوقت حتى قبل أسابيع من أي حدث اجتماعي مُتوقّع، والبعض قد يستطيع الانخراط في المناسبات الاجتماعية مع استمرار أفكار الخوف والقلق لديه، لكن البعض الآخر قد تكون حالته شديدة، فيتجنّب أي موقف أو مناسبة، ويُفضّل الانعزال على نفسه حيث يشعر بالراحة.[٢]


كيف يختلف الرهاب الاجتماعي عن الخجل؟

الخجل هو شكل من الشخصية، فطبيعي أن بعض الأشخاص لا يشعرون بالراحة عند الذهاب إلى مكان أو مناسبة فيها أشخاص غرباء عنهم، لكن بالأخير يتخطّون خوفهم، ويشعرون بالراحة والاسترخاء مع الوقت، وأيضاً طبيعي أن يكون هناك خوف من مقابلة أصدقاء جدد سواء في الدراسة أو العمل، ومع الوقت يختفي هذا الشعور، وتتكوّن علاقات اجتماعية مع مختلف الأشخاص، أي بمعنى آخر أن الخجل لا يؤثر على حياة وعلاقات الفرد.[٣]


لكن على الصعيد الآخر، فإن الرهاب الاجتماعي يكون شديداً، ويمنع الشخص من القيام بالنشاطات اليومية العادية، كالذهاب إلى المتجر للتسوّق، أو تناول الطعام خارجاً، أي أن حياته الاجتماعية والمهنية تتأثر كثيراً نتيجة حالته النفسية وقلقه المفرط، وقد ينتهي الأمر بالاكتئاب، وهنا يجب علاج هذا الرهاب حتى يتمكّن الشخص من استعادة حياته الطبيعية كالآخرين.[٤]


أعراض وعلامات الرهاب الاجتماعي

الشخص الذي يُعاني من الرهاب الاجتماعي تظهر لديه الأعراض والعلامات التالية:[٥]

  • القلق من التحدّث أو الأداء أمام الآخرين في المناسبات الاجتماعية خوفاً من التعرّض للإحراج أو النقد السلبي.
  • تجنّب النشاطات اليومية التي تتضمن التعامل مع الآخرين، كمُقابلة أشخاص جدد، أو التحدّث في الهاتف مع خدمة العملاء عند مواجهة مشكلة ما، أو التنقّل بوسائل النقل العامة وغير ذلك.
  • القلق والتفكير المفرط لأسابيع قبل مناسبة محددة، كالعشاء مع فريق العمل، الذهاب إلى حفلة أقارب.
  • الإحساس وكأنه مُراقب من الآخرين في طريقة أكله، أو شربه، أو كلامه.
  • المعاناة من بعض الأعراض الجسدية في المواقف الاجتماعية، كالتعرّق، ورجفة اليدين، وتسارع نبض القلب، والشعور بالحر، وفي حالات قليلة التعرّض لنوبة هلع.



الرهاب الاجتماعي مرض نفسي شائع على عكس ما قد تظن، وهو يؤثر على حياتك بشكل سلبي، لذا إن كنت تُعاني أنت أو أحداً تعرفه من الأعراض السابقة، فيجب أن تراجع الطبيب النفسي للحصول على العلاج في أسرع وقت.




هل يمكن الشفاء من مرض الرهاب الاجتماعي؟

هناك العديد من العلاجات الفعّالة التي ساعدت الكثيرين التعافي من الرهاب الاجتماعي، أفضلها هي العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، هو نوع من العلاج بالكلام مع أخصائي نفسي، يُساعد المُصاب على تخطّي أفكار القلق والرهبة، وتعلّم سلوكيات جديدة للتخلّص من هذه الرهبة.[٦]


أيضاً يوجد مجموعة متنوّعة من العلاجات النفسية المُستخدمة لعلاج الرهاب النفسي، يختار الطبيب الأفضل منها حسب الحالة، ويمكن أن توصف المهدّئات وأدوية الاكتئاب لتخفيف الأعراض.[٦]


المراجع

  1. "Differences Between Shyness and Social Anxiety Disorder", verywellmind, Retrieved 20/10/2022. Edited.
  2. ^ أ ب "Social Anxiety Disorder: More Than Just Shyness", nimh, Retrieved 20/10/2022. Edited.
  3. "Just Shy or Social Anxiety Disorder", webmd, Retrieved 20/10/2022. Edited.
  4. anxiety disorder (formerly known,and/or watched by others. "Social Anxiety Disorder (Social Phobia)", clevelandclinic, Retrieved 20/10/2022. Edited.
  5. "Social anxiety disorder", healthnavigator, Retrieved 20/10/2022. Edited.
  6. ^ أ ب "Social anxiety (social phobia)", nhs, Retrieved 20/10/2022. Edited.