كل شخصٍ يعاني من الملل في مرحلةٍ ما من حياته، وجميعنا نتذكّر الأوقات التي شعرنا خلالها بالمَلل والفَراغ وعدَم الاهتمام بمُحيطنا، وفي الواقِع إنّ هذه المشاعر طبيعيّة تمامًا ولا تستدعي القلق،[١] لكن متى يُصبِح الشّعور بالمَلل مُشكلةً نفسيّة؟


هل الملل مرض نفسي؟

الشّعور بالمَلل لفترة وجيزة ليس مرضًا نفسيًّا، ولكن إذا تطوّر الأمر وأصبَح الشّعور بالملل مُزمنًا واستمر لفترةٍ طويلةٍ من الوَقت إلى جانب الشّعور ببعض المشاعر السلبيّة الأخرى، حينها سيكون هذا الملل علامة على بعض حالات الصحة النّفسية (مثل مرَض الاكتئاب).[٢]


كيف يؤثر الملل على الصحة النّفسية؟

أظهرت الأبحاث أن الملل المزمن يمكن أن يزيد من فُرَص الإصابة بمشاكل الصحّة النّفسية، مما يؤدي إلى أنماط التفكير السلبية والاندفاع والسلوكيات المدمرة للذات، كما أنّه يُؤثّر في الصحّة النّفسية كما يأتي:[٣]

  • يمكن أن يؤدي الملل إلى تفاقم أعراض المشاكل النّفسية الموجودة أساسًا (مثل اضطراب القلق، أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، أو الاضطراب ثنائي القطب).
  • بالنسبة للأشخاص المصابين بالفصام واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، يمكن للملل أن يزيد من شدة وتواتر الأعراض، مثل (جنون الارتياب، والهلوسة، وتقلب المزاج).
  • بالنسبة للأفراد الذين يعانون من القلق والاكتئاب، يمكن أن يساهم الملل في تدهور الصحة النّفسية لديهم، خاصةً إذا كانوا يقضون وقتًا طويلًا بالفَراغ والوِحدة والعُزلة.
  • قد يواجه الأشخاص الذين يتعافون من اضطرابات تعاطي المخدرات أيضًا مشكلات مماثلة في حال شعروا بالمَلل ولم يجدوا شيئًا يُلهون أنفسهم به، فيزداد تفكيرهم السلبي ومشاعرهم السلبية الصعبة.



مكافحة الشّعور بالملل هي استراتيجية أساسية لمنع الانتكاسة عند مُصابي المشاكل والاضطرابات النّفسية.




كيف تتجنّب المَلل لتُحافظ على صحّتك النفسية؟

إليك بعض النصائح البسيطة التي يمكنك تجربتها للوقاية من الملل وللحِفاظ على صحّتك النّفسية:[٢][٣]

  • لاحظ الوقت واليوم والمكان والأنشطة التي تسبق شُعورك بالملل وحاول أن تتجنبها، وكُن مُستعدًا للملل المحتمل في المستقبل.
  • اجعل المهام الروتينية أكثر إثارة من خلال إضافة عنصر فريد وجديد على غير العادة (مثلًا قبل البدء بتنفيذ مُهمة معينة ضع ساعة توقيت لمعرفة مدى السرعة التي يمكنك القيام بها).
  • اجمع بين عدة مهام متكررة يمكن إجراؤها معًا لكي لا تشعُر بالملل.
  • قسّم المهام الأكبر إلى مهام أصغر، واجعل بين كُل مهمة وأخرى فترات راحة ذات أنشطة، وكافئ نفسك بعد إتمام المهام.
  • أنشئ قائمة بالأنشطة التي يمكنك تجربتها عند الشعور بالملل، مثل التطوع في منظمة محلية، أو قضاء الوقت بالخارج في ركوب الدراجات، أو التنزه، أو المشي، أو تعلم لغة جديدة، أو قراءة كتاب، أو الاستماع إلى بودكاست.
  • إيجاد طرق جديدة للتعبير عن النّفس من خلال الكتابة أو الرسم.
  • الجُلوس مع العائلة والأصدقاء وتجنّب العُزلة.



حارِب الملل ولا تتمسّك به، وكُن مُبادرًا للقيام بأي نشاط لتُلهي نفسك ولا تستسلم لأوقات فراغك أبدًا.




المراجع

  1. this way on occasion,psychological issue that needs tending. "Boredom as a Symptom", nami, Retrieved 13/2/2023. Edited.
  2. ^ أ ب some cases, chronic boredom,mental health conditions, including depression. "Boredom", healthline, Retrieved 13/2/2023. Edited.
  3. ^ أ ب "How Boredom is Bad for Your Mental Health", withtherapy, Retrieved 13/2/2023. Edited.