ما العلاقة بين الشخصية الحدية والذكاء؟

أصحاب الشخصيّة الحديّة تتغيّر مشاعرهم تجاه الآخرين بسُرعة، وتتأرجَح ما بين التّقارب والحُب الشّديد والكراهيّة المُرعبة،^[١] ولكن هل يتصرّف أصحاب الشخصيّة الحديّة بذكاء؟

ما العلاقة بين الشخصية الحدية والذكاء؟

أصحاب الشخصيّة الحديّة يتفاوَتون في درجات ذكائهم، فيمكن أن يكون أصحاب الشخصية الحديّة أذكياء كغيرهم، وذوي شخصيّة دافة ودودة، ولكن هذه الصّفات ستتأثّر بمُجرّد خوض تجربة مُؤلمة (مثل تفكك الأسرة أو الانفصال)،^[٢] وبالرّغم من ذلك إنّ الكثير من المصابين باضطراب الشخصية الحدية لمحاين ويُفكّرون بعُمق، ولديهم أفكار رائعة، وخلافًا للاعتقاد الشائع، فإن معظم المصابين باضطراب الشخصية الحدية يتمتعون بدرجة عالية من الوعي الذاتي.^[٣]

ماذا قالت الأبحاث والدّراسات عن ذلك؟

وضّحت مجموعة من الأبحاث والدّراسات أنّ درجات الذّكاء قد تتفاوَت لدى أصحاب الشخصّة الحديّة كغيرهم من الأشخاص، فوِفقًا لأحد الأبحاث المنشورة في مجلّة علم النّفس السّريري (Journal of Clinical Psychology)، تم تقييم الوظائف العصبيّة والنّفسيّة لعدّة أشخاص يُعانون من اضطّراب الشخصية الحديّة، وكانت نتيجة هذا التّقييم:^[٤]

• مجموعة من أصحاب الشخصيّة الحديّة يمتلكون درجات أقل في معدل الذكاء اللفظي والذّكاء الظّاهر على الأداء عُمومًا.
• مجموعة من أصحاب الشخصيّة الحديّة أيضًا لديهم ضعف بشكل كبير في المهارات الحركية، والذاكرة التصويرية، والذكاء الاجتماعي أو الشخصي.

وأُشير في دراسةٍ أُخرى نُشِرت في مجلّة الصحّة النّفسيّة التّابعة لـِ Medscape إلى أنّ بعض أصحاب الشّخصيّة الحديّة استجابوا للعلاج بشكل فعّال لأنّهم كانوا يتمتّعون بدرجات ذكاء عالية.^[٥]

هل تُؤثّر الشخصية الحدية على طريقة التفكير؟

نعم، الشخصيّة الحديّة هي اضطّراب في الصحة العقلية، لذلك يُمكن أن تُؤثّر على طريقة تفكير الشّخص وشعوره تجاه نفسه وتجاه الآخرين، وهذا الأمر سيُسبب للشخص مشاكل في حياته اليوميّة، وسيستصعِب التّحكم بعواطفه ومشاعره وسُلوكه، حتّى أنّ علاقاته بالآخرين لن تكون مُستقرّة بتاتًا.^[٦]

صفات أخرى لأصحاب الشخصيّة الحديّة

يتميّز أصحاب الشخصيّة الحديّة بكُل من:^[٧]

• لديهم خوف من الهجر أو التّرك أو الانفصال عن الآخرين.
• علاقاتهم بالآخرين غير مُستقرة، إذ يُلاحَظ أنّ أصحاب الشخصيّة الحدية لديهم علاقات قويّة مع الآخرين ولكنها قصيرة الأمد.
• يشعُرون بالرضا عن النّفس في بعض الأوقات، وكُره النّفس في أوقات أُخرى.
• لديهم سُلوكيّات اندفاعيّة ومُتسرعة.
• يُعانون من تقلّبات عاطفيّة ومزاجيّة بكثرة.
• لديهم شُعور دائم بالفراغ ووُجود فجوة ما بداخلهم.
• يغضبون بسُرعة ولا يصبرون ولا يتحكّمون بنفسهم.