عِند المُرور بصدمة نفسية نتيجة أحداث مرهقة بشكل غير عادي سيتحطَم الشّعور بالأمان لدينا، وسنشعر بالعجز والرّغبة بمُكافحة المشاعر المزعجة والذكريات والقلق الذي لا يزول، وهذا كُلّه سيتجلّى ضِمن عدّة مراحِل، حتى تتم النّجاة من هذه الصّدمة.[١]


مراحل الصدمة النفسية

للصّدمة النّفسية 5 مراحِل، وهي:


1- مرحلة التأثُّر بالحدث

المرحلة الأولى من الصدمة النّفسية هي مرحلة التأثُّر بالحدث الذي سبب الصدمة، وهي المرحلة التي تلي تعرّض الشّخص لحدث صادم، وتعتمد المدة التي تستغرقها مرحلة التأثّر على شدة الحدث، فكلما كانت الحادثة أكثر صدمة زاد تأثُّر المُصاب بها، على سبيل المثال قد يظل الشخص الذي فقد منزله في فيضان في مرحلة التأثّر لفترة أطول من الشخص الذي شهد جريمة وتمكن من العودة إلى المنزل بالأمان، وخِلال مرحلة التأثُّر عادةً ما يعاني الأشخاص من أعراض مثل:[٢]

  • الذّهول.
  • الخوف.
  • الرّغبة بالانسحاب.
  • الشعور بالعجز.
  • الشعور بالذنب (خاصة إذا نجا من الحادث ولم ينج شخص آخر).
  • القلق.
  • التركيز الشديد على التفاصيل والقدرة على تذكر أصغر التفاصيل.



هذه المرحلة تستمر لأيّامٍ قليلة ولكن العِلاج النّفسي ضروري في هذه المرحلة لمنع الأعراض من التّدهور.




2- مرحلة الإنكار

لا يمر كل من يعاني من الصدمة بمرحلة الإنكار، ولكن في هذه المرحلة يبذُل المُصاب بالصّدمة جُعدًا كبيرًا ليستطيع الإنكار والتّناسي لتخدير أو حِماية نفسه، إذ إنّ تجنب المشاعر الصعبة من خلال الإنكار هو طريقة العقل لضمان عدم تعرضه للأذى أكثر من خلال التخلص من التوتر والقلق اللذين يشعر بهما.[٣]


3- مرحلة إنقاذ النّفس

في مرحلة الإنقاذ يبدأ الفرد المصاب في التأقلم مع ما حدث له، حتّى أنّه يُمكن أن يعود إلى موقع الصدمة (بما في ذلك العودة إلى المنزل بعد حريق غابات أو كارثة طبيعية)، إذ تنطوي هذه المرحلة على الاعتراف بما حدث، ولكن ما زال في وضع صدمة وضيق، وفي هذه المرحلة يُعاني المُصاب من كُل من:[٣]

  • الكوابيس.
  • كثرة تذكّر ذكريات الماضي.
  • تزايد القلق والتوتر.



غالبًا ما تكون هذه المرحلة الأكثر دمارًا لنفسية المُصاب، ولكن بالرّغم من ذلك يكون مستعداً لمواجهة الصدمة التي تتحكم في حياته وتؤثر أيضًا على حياة الآخرين.



4- مرحلة التعافي قصير المدى

خلال هذه المرحلة يبدأ المُصاب في الدخول بمرحلة التعافي، ويبدأ في التكيف مع العودة إلى الحياة الطبيعية، وينتقِل إلى مستوى جديد من القبول والفهم حول الصدمة وكيف أثّرت على حياته، ويُمكن أن يكون قد بدأ بالشّفاء من الصّدمة وأخذ خُطوة جديدة نحو الحياة.[٢][٣]



في هذه المرحلة قد يشعُر الشّخص بالامتنان لكُل من مدّ يد العون له ووقف بجانبه لتجاوز صدمته، أو قد يشعُر بخيبة الأمل استجابةً لنقص الدعم ممن حوله، مما يجعله يدرك أنه يتعين عليه التعامل مع تداعيات هذا الحدث بمفرده.




5- مرحلة التعافي طويل المدى

عندما ينتقل الشخص إلى هذه المرحلة فقد يشعر بمشاعر الخوف والحزن الشديد والاستياء، ويكون قلقاً بشأن مُستقبله، ويسعى جاهدًا لمعالجة الأفكار والمشاعر والعواطف المرتبطة بالتجربة الصادمة من أجل التعافي التام.[٢][٣]



بدون علاج الصدمة النّفسية قد يستمر الشخص في المعاناة من أعراضه لسنوات.




نصائح للتّعافي من الصّدمة وتجاوُزها بأسرع وقت

للتّعافي من الصّدمة وتسريع تجاوُزها يجب أن ينخرِط الشّخص الذي تعرّض للصدمة مع الآخرين (أصدقاء وعائلة وأشخاص جُدد)،[٤] ومن أفضل التّوصيات التي يُمكن العمل بها للخُروج من الصّدمة بأسرع وقتٍ ممكن:[٥][٦]

  • تجنّب عَزل النّفس عن الآخرين: إذ من الجيّد التّواصل مع الأصدقاء والعائلة عن أي مشاعر أو مواضيع.
  • البَحث عن طبيب صحّة نفسيّة إذا استلزم الأمر: فإذا كانت مشاعر المُصاب في الشهر الأول بعد الحدث شديدة لدرجة أنها تتعارض مع حياته العادية، فمن المُهم البحث عن طبيب صحّة نفسية للمُساعدة على تجاوُز هذه المشاعر.
  • المُواجهة وعدَم الهُروب والنّسيان: يرغب الكثير بالنّسيان وتجاهُل الحدث الذي سبب الصّدمة، ولكن هذا ليس حلًّا، إذ يجب على المُصاب أن يتعلّم أن يكون على ما يرام حتّى مع ذكرياته السيئة دون تجنّبها، فهذا الأمر سيُساعِده على المضي قُدمًا.
  • التّحرّك ومُمارسة الرّياضة: يقول الخبراء إنها إحدى أكثر الطرق فعالية للتعامل مع الآثار اللاحقة للصدمة، فإنّ التنفس العميق والتمدد والمشي كلها خيارات جيدة.
  • النّوم لساعاتٍ كافية: فبعد أي تجربة مؤلمة سيُؤثّر شُعور القلق أو الخوف في أنماط النّوم، وقلة النوم يمكن أن تؤدي إلى تفاقم أعراض الصدمة، وتجعل من الصعب الحفاظ على التّوازن العاطفي.
  • اتّباع نظام غذائي متوازن: يُساعِد تناول وجبات صغيرة ومتوازنة طوال اليوم على الحفاظ على الطّاقة وتقليل تقلبات مزاجك، ومن الجيّد كذلك تجنب الأطعمة السكرية والمقلية وتناول الكثير من الأطعمة الغنية بدهون أوميغا 3 (مثل السلمون والجوز وفول الصويا وبذور الكتان)، فهذا سيُعزز المزاج.


المراجع

  1. "Stages of Trauma Recovery: What It Means to Be a ‘Survivor’", goodtherapy, Retrieved 27/6/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت "The Stages of Post-Traumatic Stress Disorder", banyanmentalhealth, Retrieved 27/6/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "The five stages of PTSD", thebanyans, Retrieved 27/6/2022. Edited.
  4. is considered to be,to be connected to others.&text=In this stage, you create,in regards to meaningful relationships. "Can We Ever Fully Heal From Trauma?", brainspotential, Retrieved 28/6/2022. Edited.
  5. "Self-Care and Recovery After Trauma", webmd, Retrieved 28/6/2022. Edited.
  6. "Emotional and Psychological Trauma", helpguide, Retrieved 28/6/2022. Edited.