يتساءل البعض عن مرضى انفصام الشخصية، هل بإمكانهم أن يتزوّجوا ويعيشوا حياة طبيعيّة كغيرهم؟ وهل تتأثّر علاقتهم الزّوجية بمرض انفصام الشخصيّة أم لا؟


كيف يكون الزواج مع انفصام الشخصية؟

من الممكن أن يكون زواج المُصاب بانفصام الشخصية ناجحًا بالرّغم من مُواجهة عدّة تحدّيات في الحياة الزّوجية، فهذا يعتمِد على مدى الالتزام بالخُطة العلاجيّة ومُراجعات الطّبيب، أو إذا كانت أعراض المرض حادّة أم لا.[١][٢]

بيّنت إحدى الدّراسات الهنديّة المُجراة عام 2020 والمنشورة في مجلة (Journal of Psychosexual Health) أنّ 76 مريضًا يعانون من مرض انفصام الشخصية توبِعوا صحيًّا لمدة 10 سنوات، وتوصّلت الدّراسة إلى أنّ 70% من مرضى انفصام الشخصية الذين شملتهم الدّراسة خاضوا تجربة الزواج، بالرّغم من مواجهتهم لمشاكل جنسية أو مشاكل تتعلق بإنجاب الأطفال، كما كان يرغب البعض بالانفصال عن الزوج المريض لأنّه لا يثق بمن حوله ويشعُر أنّ حياته الزوجية خُدعة، كما كان هُنالك تقصير وسوء رعاية من الزوج المريض إلى الأطفال.[٣]



الخُلاصة:

يُمكن للمُصاب بانفصام الشخصية أن يتزوّج ويُنجب أطفالًا ويحظى بحياة زوجيّة طبيعية في حال كان يتعالَج ويلتزم مع الطّبيب بالمواعيد والمُتابعة.




هل يُؤثّر انفصام الشخصية سلبًا على الزواج؟

نعم، يُؤثّر مرض انفصام الشخصية على الزّواج بصورةٍ سلبيّة إذا تُرك دون علاج ومُتابعة، إذ يمكن للمُصاب غير المُعالَج أن يُلحق الضرر بحياته وعلاقاته مع الآخرين، وخلال الحياة الزوجية ستكون هنالك أفكار ومُعتقدات وتصرفات غريبة عند المُصاب (زوج أو زوجة)، مثل:[١]

  • الاعتقادات والأفكار غير المُبررة التي لا يستطيع أحد التدخل فيها ومُحادثة المُصاب عنها بشكلٍ عقلاني.
  • الانسحاب والتهرب من الآخرين وتجنّب الحديث مع الزوج/ة عن المرض.
  • التعامل بمشاعر غير مُناسبة.
  • التهيؤات التي تتضمن مشاهدة الأشخاص أو الأشياء غير الحقيقية أو سماع الأصوات غير الحقيقية.
  • عدَم الاهتمام بالنّفس وإهمال الاستحمام وممارسة جميع أنواع الرعاية الذاتية الأساسية.



يمكن لأي من هذه الأشياء أن يضغط على علاقة الزوجين وبدون علاج ستظهر مجموعة كبيرة من الأعراض مما يؤدي إلى إجهاد أكبر في العلاقة الزوجية.




التعامل مع الزوج المُصاب بانفصام الشخصية

إذا كان زوجكِ يُعاني من انفصام الشخصيّة، يُمكنك التركيز على الاستراتيجيّات الآتية أثناء تعاملكِ معه لتحظي ببيئة زوجيّة هادئة خالية من التّحديات والصعوبات:[٤]


ثقّفي نفسكِ أكثر عن مرضه

إنّ معرفة المزيد من المعلومات عن مرض انفصام الشخصية سيُساعدك على فهم سُلوكيات وأفكار زوجك.


استمعي له عندما يفضفض لكِ

قد يلجأ زوجك المُصاب إلى الفضفضة لكِ حول مشاكله ومخاوفه بالرّغم من أنّ الحديث عن شيء صعب مثل تجارب مرض انفصام الشخصية قد يكون صعبًا للغاية بالنسبة له، لذلك إذا لجأ لكِ وبدأ يتحدّث بكُل شفافية ووضوح استمعي له وأشعريه باهتمامكِ دون أن تتشتتي بهاتفك أو التلفاز، وامنحيه الوقت لإنهاء أفكاره، حتى لو استغرق الأمر وقتًا أطول من المعتاد، وكوني مُتعاطفة ولا تُصدري أي حُكم عليه.


تعاطفي معه

يمكن أن تستغرق أعراض الفصام مثل الهلوسة أو الأوهام بعض الوقت حتى تتوقف مع اتباع خطة العلاج، لذلك تجنّبي الجدل مع زوجكِ حول هذه الأعراض، وتعاطفي معه وادعميه نفسيًّا.


لا تأخذي تصرفاته على محمل شخصي

انفصام الشخصية مرض صعب خُصوصًا أثناء نوبة الذّهان، فقد يُعاني زوجكِ من أحاسيس مخيفة لا يمكنك فهمها، ويتصرف بطرق غريبة، ولا يستطيع أن يُعبّر عن مشاعره أو التّواصل بوضوح، أو الاهتمام بالآخرين.


شجّعيه على مواكبة خطة العلاج

ذكّري زوجك بمواعيد الطّبيب ورافقيه في كُل مراجعة، وقدّمي له أدويته أو ذكريه بأخذها على وقتها، وشجّعيه على الالتزام بالعلاج دومًا وأشعريه بأنّه يتحسّن.


المراجع

  1. ^ أ ب "Living with a Schizophrenic Spouse: When and Where to Seek Long-Term Mental Health Treatment", brightquest, Retrieved 24/8/2022. Edited.
  2. "Marriage, mental illness and law", ncbi.nlm.nih, Retrieved 24/8/2022. Edited.
  3. "Profile of Marital and Sexual Life of Patients With Schizophrenia and Recurrent Depressive Disorder: A Comparative Study", journals.sagepub, Retrieved 24/8/2022. Edited.
  4. "Someone I love has been diagnosed with schizophrenia. How can I help?", heretohelp, Retrieved 24/8/2022. Edited.