الصدمة العاطفية في علم النفس

ما هي الصّدمة العاطفيّة في علم النّفس؟

دوّن عُلماء النّفس مفهومًا للصدمة العاطفيّة على مرّ السنين، فبدايةً لوحِظ أنّ الصدّمة العاطفيّة تتولّد لدى الرجال الذين مروا بحروب كارثية، ولاحقًا شمل مفهوم الصّدمة النّساء والأطفال كذلك، وفي النّهاية مع تطوّر العلم ووسائل التّصوير والكشف عن مشاكل الدّماغ، تبيّن أنّ الصدمة العاطفيّة تُؤثّر في بُنية ووظيفة الدّماغ،^[١] ويُمكن تعريفها أنّها رد فعل عاطِفي لمجموعة من الأحداث المرهقة بشكل غير عادي، والتي تحطم إحساس المُصاب بالأمان وتجعله يشعُر بالعجز، وأنّ العالم مما حوله خطير، ويكون المُصاب بالصّدمة العاطفيّة يُكافِح مع المشاعر المزعجة والذكريات والقلق الذي لا يزول، كما أنّه قد يُعاني من عدم القدرة على الوثوق بالآخرين.^[٢]

أعراض الصّدمة العاطفيّة

تتضمّن الصدمة العاطفيّة رُدود فعل جسديّة أو نفسية (عاطفيّة) فورًا بعد التأثر بالحدث الصادم، وبالنّسبة للبعض قد تكون أعراض الصّدمة حادة بشكل متزايد وتستمر لفترة أطول، وهذا يعتمِد على سبب الصّدمة، وتتضمّن بعض الأعراض الأكثر شيوعًا للصدمات ما يلي:^[٣]

• الكوابيس.
• كثرة تذكّر الحدث المُسبب للصّدمة وتصوّره.
• النّسيان وقلّة التركيز والارتباك.
• تقلّبات المزاج.
• تجنب الأنشطة أو الأماكن التي تثير ذكريات الحدث الصّادم.
• العزلة الاجتماعية والانسحاب.
• عدم الاهتمام بالأنشطة الممتعة سابقًا.
• التعب الشديد والإرهاق.
• تسارع دقات القلب.
• الفظاظة بطريقة التّعامل.
• الأرق.
• تغيّر في نمط النوم والأكل.
• الشكوى من الأوجاع والآلام في كافة أجزاء الجسم.
• الخوف وسلوكيات الوسواس القهري.
• الكآبة.
• الشعور بالذنب.
• نوبات الذّعر.
• العصبية.

مُسببات الصّدمة العاطفيّة

السّبب الرئيسي للصدمة العاطفيّة هو المُرور بتجربة مُؤلمة ومُتعبة جدًّا، وهذه التّجارب قد تتضمن:^[٤]

• التنمر.
• الاعتداء بكافّة أشكاله.
• الحوادِث المرورية.
• الولادة.
• الأمراض التي تهدد الحياة.
• الفقدان المفاجئ لأحد أفراد الأسرة.
• الاختطاف.
• الكوارث الطبيعية.
• الحُروب.

أنواع الصّدمات العاطفيّة

للصدمات العاطفيّة 3 أنواع رئيسة، وهي:^[٥]

• الصدمة العاطفية الحادة التي تنتُج عن حادثة واحدة.
• الصدمة العاطفية المُزمنة، التي تستمر لفترات طويلة نتيجة لسوء المُعاملة المُستمرة.
• الصدمة العاطفيّة المعقدة التي تنتُج عن التّعرض لعدّة مواقف وتجارب سيئة.

كيف يكون التشخيص؟

يُشخّص الطّبيب الحالة بإجراء فحص جسدي وتقييم نفسي يتضمن مناقشة الأعراض التي يُعاني منها المُصاب والأحداث التي تعرّض لها، كما يستخدِم الطّبيب المعايير الواردة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5) الذي نشرته الجمعية الأمريكية للطب النفسي.^[٦]

لا يُمكن اعتماد التّشخيص إلّا بعد مُلاحظة الأعراض وكم من الوَقت مرّ عليها منذ وُقوع التجّربة الصادمة، فبعد المُرور بحدث أو تجربة صادمة يُتوقّع حُدوث ردود فعل مرتبطة بالصدمة، ومع ذلك قد تستمر الأعراض لشهرٍ واحدٍ أو أكثر، وتُؤثّر في حياة الفرد وصحّته وعلاقاته الاجتماعيّة، ووِفقًا لذلك يُحدّد الطّبيب نوعين من التّشخيص كما تبيّن في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM)، وهُما:^[٧]

اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)

وهو الاضطّراب الذي يصف الأعراض المرتبطة بحدث صادم، وتتضمّن أعراضه:

• الكوابيس المّتكررة.
• ردود الفعل الجسدية (الأعراض الجسديّة الواضحة).
• كثرة تذكّر ذكريات الماضي.
• فقدان الاهتمام بالأنشطة المعتاد.
• تجنب التذكير بالحدث الصّادم والهُروب منه.

الصدمة المعقدة

هذا النّوع من الصّدمة يصف كيفيّة تأثير تعرض الأطفال لأحداث صادمة متعددة أو طويلة الأمد على نموهم المستمر، وعادةً ما ينطوي التعرض للصدمات المعقدة على حدوث متزامن أو متتابع لسوء معاملة الأطفال وقد يشمل سوء المعاملة النفسية والإهمال والاعتداء بأشكاله وتبدأ الصدمة المُعقدة في مرحلة الطفولة المبكرة.

هل يُمكن التّعافي من الصدمة العاطفية؟

نعم يُمكن التّعافي من الصّدمة العاطفيّة، وإنّ أوّل خُطوة نحو التّعافي تبدأ بمُراجعة أخصّائي نفسي (طبيب صحّة نفسيّة)، فيُمكن أن يصف الطّبيب الأدوية لتخفيف الأعراض إلى جانب العلاج النفسي الذي يهدف لتعليم المُصاب استراتيجيات التأقلم المناسبة لتجاوُز الصدمة.^[٨]