برنامج شوبلر للتوحد

ما هو برنامج شوبلر؟

يُعتبر برنامج شوبلر أو كما يعرف ببرنامج تيتش (TEACCH) برنامجًا أكاديميًّا قائمًا على الحقائق والأدلّة، حيث يعتمد على فكرة كون مرضى التوحّد أشخاصًا بصريين؛ أي أنّهم يتأثّرون ويستجيبون للشيء المرئي أكثر من المسموع أو الحسيّ مثلًا، وبالتّالي تمّت برمجة طريقة تعليم خاصّة بهم واستراتيجيّات مناسبة تخدم تطوّرهم، وكما ذكرنا سابقًا يعود برنامج شوبلر للطبيب النفسي إيريك شوبلر وهو أوّل من أثبت أنّ التوحّد اضّطراب عصبي قابل للعلاج، على عكس ما كان معروفاً عنه في الماضي، إذ كان المجتمع يلوم الوالدين لكون ما كان شائعًا أنّه مرضٌ نفسي ناتج عن صعوباتٍ معيّنة حصلت مع الطّفل.^[١][٢]

من يستفيد من برنامج شوبلر؟

صمّم برنامج شوبلر للأشخاص المصابين باضطراب التوحّد من جميع الأعمار والمستويات، بالإضافة لكونه فعّالاً للأطفال العاديين أيضًا حيث أظهرت العديد من الدراسات الأوليّة آثارًا إيجابيّة له، ولكن هناك حاجة للمزيد من الأبحاث لتأكيد ذلك أيضًا.^[٣]

آلية عمل برنامج شوبلر

عادة ما يتم تطبيق برنامج شوبلر في الصفّوف الدراسية، ولكن يمكن استخدامه في المنزل أيضًا، حيث يتعاون الأخصائي مع الوالدين لاستمرار عمليّة التعليم في المنزل، ولبرنامج شوبلر خمسة مبادئ أساسيّة يتمّ من خلالها مساعدة الطلّاب على تطوير مهارتهم بشكلٍ مميّز، ونذكر فيما يأتي هذه المبادئ:^[٢][٣]

• البيئة المحيطة للمريض: حيث يُعتبر تفاعل مريض التوحّد مع المحيط من حوله في أنشطة اللّعب والأكل مثلًا أحد مبادئ برنامج شوبلر الأساسيّة.
• جدول زمني محدّد: حيث يتم تحديد جدول زمنيٌّ معيّن لمريض التوحد يضمن العديد من الأنشطة والمهام كالرّسم والتصوير.
• الاستقلالية: واحدة من الأساسيّات الخمسة هي تحفيز الطّفل على الاستقلالية، والاعتماد على الذات لتحقيق متطلباتهم الأساسية.
• الرّوتين: وذلك لأنّ من أهم مهارات مريض التوحّد هو الاتساق والرّوتين.
• الاعتماد على المحتوى البصري: يعتمد برنامج شوبلر على المحتوى المرئي أو البصري في تقديم معلوماته وأيّة تعليماتٍ أخرى.

فوائد برنامج شوبلر

تبعًا لبحثٍ جديد بيّن أهميّة برنامج شوبلر في اتباعه كطريقة تدريسٍ فعّالة للأفراد المصابين بالتوحّد، نذكر هنا أهمّ فوائد هذا البرنامج:^[٤]

• يدعم ويحفّز برنامج شوبلر مرضى التوحّد على استقلاليّة المهام، أي أن ينجزوا مهامهم وما يريدون من دون تلقّي المساعدة من أحد، حيث يدرك البرنامج مخاطر التبعيّة على المستوى البعيد.
• يجهّز برنامج شوبلر مرضى اضطراب التوحّد على الانخراط في الحياة الخارجية، فهو لا يقتصر على المدرسة أو المنزل بل يهيّئهم للعمل والتعامل خارج النّطاق المحيط.

مفاهيم خاطئة حول برنامج شوبلر

يوجد العديد من الخرافات والمفاهيم الخاطئة حول اضطراب التوحّد وبرنامج شوبلر، نذكرها هنا:^[٢]

• مصمّم فقط للأطفال المصابين باضطراب التوحّد، والحقيقة أنّه صمّم ليكون فعّالًا لجميع الأعمار من كلّ المستويات أيضًا.
• مختص بمرضى التوحّد ذوي الإعاقات الذهنيّة فقط، والحقيقة أنّه مصمّم لكلّ أنواع اضطّرابات التوحّد.
• مختصٌّ بتطوير وتعزيز المهارات فقط، ولكنّه في الحقيقة يساهم أيضًا في تطوير اللّغة والكلام.
• يساهم في لعزلة الأطفال عن المحيط الخارجي، والحقيقة أنّه يساهم في بناء علاقاتٍ هادفة وتفاعلٍ جيّد مع الآخرين أيضًا.

أسئلة شائعة

من هو مؤسس برنامج شوبلر؟

يُدعى مؤسس برنامج شوبلر إيريك شوبلر، وهو الذي شارك وأدار قسم تيتش (بالإنجليزيّة: TEACCH) التابع لجامعة نورث كارولينا، حيث يهدف هذا البرنامج إلى مساعدة الطّلاب المصابين بالتوحّد لتحقيق أهداف تعليميّة وعلاجيّة أيضًا.^[١][٥]

من المسؤول عن تقديم خدمات برنامج شوبلر؟

يتم إدارة وتقديم خدمات برنامج شوبلر من قِبل مجموعة من الخبراء والمختصّين، كما يمكن التقديم للتدريب أو للعمل معهم بعد اجتياز اختبارٍ مخصّص لبرنامج شوبلر للتوحّد في جامعة نورث كارولينا، ويضمّ البرنامج مجموعة من الخبراء المسؤولين عن خدماته، منهم:^[٥]

• معلمو تربية خاصّة.
• مقدّمو الرّعاية السّكنيّة.
• علماء نفس.
• أخصّائيين اجتماعيين.
• معالجو نطق.

هل يوجد طرق علاجٍ أخرى لاضطراب التوحد؟

إلى جانب برنامج شوبلر، يوجد العديد من الطّرق المستخدمة لعلاج اضطراب التوحّد، نذكر منها ما يلي:^[٦]

• تحليل السّلوك التطبيقي: وما يعرف اختصارًا بال ABA، حيث يعمل على تغيير السّلوك بشكلٍ منهجي اعتمادًا على مبادئ علم النفس السّلوكي، كما يشجّع السّلوك الإيجابي ويثبط السلوك السّلبي، بالإضافة لذلك فإنّه يعلّم مهارات جديدة لمواقف قد يتعرّض لها المريض.
• علاج النّطق: وهو علاجٌ ضروريٌ يساعد على تحسين مهارات التواصل ممّا يسمح للشخص بالتعبير عن حاجيّاته وما يريده بشكلٍ أفضل.
• العلاج الوظيفي: يُستخدم لعلاج الجانب الحسّي- الحركي المرتبط باضطّراب التوحّد، حيث يهتمّ بتعليم المهارات الحياتيّة الّتي تحتاج إلى حركات معيّنة كارتداء الملابس، والكتابة، واستخدام الأواني وغيرها.
• العلاج الطّبيعي: يُستخدم لتطوير المهارات الحركيّة والحسيّة أيضًا، خاصّة تلك التّي تعلّم زيادة شعور المريض بذاته وإدراكه لجسده أيضًا.
• العلاجات الدوائية: يمكن للأدوية أن تساعد على تخفيف بعض الأعراض السّلوكيّة لاضطراب التوحّد، مثل العدوانيّة وأيّ سلوكّاتٍ مضرّةٍ بالنفس.

لقراءة المزيد عن علاج التوحد بالتفصيل، انقر هنا.