التوحُّد وصعوبات التعلُّم حالتان مرضيّتان مختلفتين تستمرّان مدى الحياة، حيث تبدأ أعراضهما بالظّهور منذ الطّفولة، ولكلِّ حالةٍ صفات وخصائص تميُّزها، كما قد يكون لهذه الاضطرابات تأثيرٌ كبير في حياة الشّخص، والطّريقة الّتي ينظر بها للآخرين، في هذا المقال سنتحدّث عن الفرق بين التوحُّد وصعوبات التعلم وأعراضهما.[١]





الفرق بين التوحُّد وصعوبات التعلم

نذكر فيما يأتي الفرق بين التوحد وصعوبات التعلم:

  • التوحّد: (Autism) يمثل مجموعة من الحالات التي تتّسم في كيفية تواصل الشّخص مع الآخرين، حيث يواجه المريض عادةً صعوباتٍ مستمرّة في التواصل الاجتماعي والتَّفاعل مع الآخرين،[٢][٣] وعادة يصيب أشخاصاً ذا مستويات ذكاءٍ مختلفة.[٣]
  • صعوبات التعلُّم: فهي تؤثُّر في الطّريقة التي يتعلّم ويتعرّف بها المريض على أشياء جديدة، حيث تمنع الشخص من تعلُّم مهارة ما واستخدامها بشكلٍ فعّالٍ وصحيح، ويشار إلى أنّه لا علاقة لصعوبات التعلُّم مستوى الذّكاء لدى الشخص، فهي تؤثُّر بشكلٍ عام على الأشخاص ذوي الذكاء المتوسط أو أعلى،[٤][٥]




وبالرّغم من تداخل بعض السُّلوكيات بين الاضّطرابين، إلا أنّهما مختلفان في العديد من الجوانب، كما يجدر الذّكر بأنّ العديد من الأشخاص المصابين بالتوحد يعانون من صعوبات التعلم أيضًا، إذ يعاني حوالي 4 مرضى من كل 10 مصابين بالتوحد من صعوبات التعلُّم.





الاختلاف في التأثير بين التوحُّد وصعوبات التعلُّم

يجد العديد من النّاس صعوبةً في التفريق بين التوحُّد وصعوبات التعلُّم؛ نظرًا لتشابه العديد من الأعراض بينهما، وفي الحقيقة، يختلف التوحّد عن صعوبات التعلم، وذلك من خلال: [٦][٧]

  • التوحد: آثاره التنموية والأكاديمية واسعةً جدًّا، وذلك لأنّه يؤثّر في الشّخص من جميع الجوانب؛ بما في ذلك، المهارات اللّفظية، والوظيفيّة، والتحكُّم الحركي، بالإضافة إلى التُّفاعل الاجتماعي.
  • صعوبات التعلُّم: يكون تأثيرها محدودًا، وتتضمن مشاكل اضطّراب صعوبات التعلُّم صعوبة في القراءة، أو الكتابة، أو الرّياضيات، كما يمكن أن يعاني المصابون به أيضًا من اضطرابات المعالجة البصرية والسمعية، ومعالجة اللّغة.


الفرق بين أعراض التوحد وصعوبات التعلم

تشترك صعوبات التعلُّم والتوحُّد في بعض الخصائص، بما في ذلك استمراريّتهما مدى الحياة، وعدم توفُّر علاجٍ يؤثّر في حياة الشّخص في حال تم اكتشاف الاضطراب مبكرًّا، بالإضافة إلى المشاكل العاطفية، وضعف المهارات الاجتماعية التي تعتبر أمرًا شائعًا في كلا الاضطّرابين، ويجدر الذكر بأنّ هذه الأعراض المتداخلة تساهم في صعوبة تشخيص كلٍّ من التوحّد وصعوبات التعلُّم، ويمكن بيان الفرق في الأعراض على النَّحو التالي:[٨][٩]


أعراض التوحُّد

في الحقيقة، تختلف أعراض التوحد في نوعها وشدّتها بشكلٍ كبير، ونذكرُ العديد من الأعراض فيما يأتي:[٨]

  • تجنُّب الاتّصال البصري، وتشتُّت الانتباه.
  • عدم استجابة الطفل عند مناداته باسمه بعمر 9 أشهر.
  • إظهار الطفل عدم اهتمامٍ بأقرانه، وصعوبة في فهم مشاعر الآخرين، أو التعبير عن مشاعره الشّخصية.
  • تكرار الطفل العبارات والكلمات مرارًا وتكرارًا.
  • انزعاج الطِّفل من أيّ تغييرات طفيفة في الروتين.
  • اهتمام الطُّفل ببعض الأشياء بطريقة مهوسة.
  • رفرفة الطفل بيديه، أو لفُّ جسده في دوائر.
  • التأخر في تعلّم مهارات الكلام.
  • إظهار ردود أفعال غير معتادة على الطريقة التي تبدو بها الأشياء، أو رائحتها، أو طعمها، أو مظهرها، أو ملمسها.


لمعرفة المزيد عن الأعراض والسمات لمرضى التوحد، انقر هنا.


أعراض صعوبات التعلم

تختلف أعراض صعوبات التعلّم من شخصٍ لآخر، فكلُّ إعاقة في التعلُّم لها سماتها وخصائصها الخاصّة، حيث قد يعاني الطفل عادةً من صعوبة في تعلُّم بعض المواضيع أو المهارات الجديدة، التي لا تختفي أو تتحسن بمرور الوقت، وممّا ينبغي توضيحه بأنُّه قد لا تظهر على المريض الّذي يعاني من صعوبة ما جميع علامات تلك الإعاقة، وتتضمن الأعراض الشّائعة لصعوبات التعلُّم ما يأتي:[١٠]

  • ضعف الذّاكرة.
  • تشتُّت الانتباه بسرعة.
  • مواجهة صعوبةٌ في اتباع التعليمات.
  • مواجهة الطفل صعوبات في تمييز الأرقام، أو الأصوات، أو الأحرف.
  • مواجهة صعوبةٌ في القراءة والكتابة.
  • سوء التَّنسيق في الأمور التي تتطلب استخدام العين واليد في آنٍ واحد.


الفرق بين تشخيص التوحد وصعوبات التعلم

يعدُّ التفريق بين التوحُّد وصعوبات التعلم أمرًا مهمًّا للغاية، وقد يجد بعض الأطباء صعوبةً في التشخيص؛ نظرًا لوجود العديد من الأعراض المتداخلة بين الاضطّرابين، وفيما يأتي طريقة تشخيص كلا الاضطرابين:[١][١١]

  • التوحُّد: يعتمد على إجراء فحصوات تتراوح في مدتها ما بين 18 إلى 24 شهرًا لتقييم المستوى المعرفي، والقدرات اللغوية، بالإضافة إلى مهارات الحياة الأخرى الّتي تشمل الأكل، والمقدرة على ارتداء الملابس والذهاب إلى الحمام، وللحصول على التشخيص الصحيح، يجب أن يستوفي الطفل معايير الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطّرابات العقلية وما يعرف اختصارًا بال DSM-5.
  • اضّطراب صعوبات التعلُّم: فيتم تشخيص ذلك من خلال إجراء اختبارين وملاحظة وجود تباين بين درجاتهم، حيث تتضمّن هذه الاختبارات تقييم الذَّكاء، واختبار التحصيل المعياري الّذي يشمل القراءة، والكتابة، والحساب.[١١][١٢]


الفرق بين علاج التوحد وصعوبات التعلم

أما بالنسبة للفرق بين علاج كلتا الحالتين فنذكر الآتي:[١٣]

  • التوحُّد: يعتمد علاج الأطفال المصابين بالتوحد على تدريبهم بشكلٍ خاص على تطوير أنفسهم، وذلك لأنّ الأطفال المصابين بالتوحّد لديهم طرقٌ مختلفة للتعلُّم.
  • صعوبات التعلم: يمكن مساعدة الأطفال الّذين يُعانون من صعوبات التعلُّم ن خلال تدريب التعلُّم غير اللّفظي، وذلك للتغلّب على المشكلات الّتي يواجهونها مثل عدم قدرتهم في إدراك بعض المفاهيم، أو رفض التعلّم.


المراجع

  1. ^ أ ب "Autism and Learning Disabilities: What’s the Difference?", welldoing, Retrieved 16/8/2021. Edited.
  2. "Learning disability and autism", autistica, Retrieved 16/8/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Autism and learning disability", pubmed, Retrieved 16/8/2021. Edited.
  4. "Learning disorders: Know the signs, how to help", mayoclinic, Retrieved 16/8/2021. Edited.
  5. "People with a learning disability, autism or both", england.nhs, Retrieved 16/8/2021. Edited.
  6. "Is Autism a Learning Disability? Why or Why Not?", healthyplace, Retrieved 16/8/2021. Edited.
  7. "Autism and Learning Disabilities", spectrumofhope, Retrieved 16/8/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "Signs and Symptoms of Autism Spectrum Disorders", cdc, Retrieved 16/8/2021. Edited.
  9. "How to Differentiate Autism from a Learning Disability", additudemag, Retrieved 16/8/2021. Edited.
  10. "Symptoms of Learning Disabilities", ldaamerica, Retrieved 16/8/2021. Edited.
  11. ^ أ ب "How Do Doctors Diagnose Autism?", webmd, Retrieved 17/8/2021. Edited.
  12. "Diagnosing a Learning Disability", healthychildren, Retrieved 17/8/2021. Edited.
  13. "The Difference Between Autism and Learning Disabilities", otsimo, Retrieved 17/8/2021. Edited.