عادةً ما يكون النّاس اجتماعيّين بطبيعتهم، حيث يُساعد ذلك على تحسين جودة الحياة، لذلك من المهمّ دعم والاهتمام بأنظمة الرّعاية الصحيّة المتعلقة بهذا الجانب وعدم اعتباره أمرًا ثانويًّا، وذلك من خلال تقديم الرّعاية الصحيّة المناسبة ومحاولة الوقاية من الحالات الطبيّة المرتبطة بالوحدة، في هذا المقال سنتحدّث عن أضرار الوحدة والانعزال عن النّاس.[١]


أضرار الوحدة والانعزال عن الناس

قد ربط العلماء والخبراء أضرار الوحدة والانعزال الاجتماعي بمجموعة من المخاطر الجسديّة والعقليّة، ومنها ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والسّمنة، وضعف في جهاز المناعة، والقلق، والاكتئاب، وقد تصل لمرض الزهايمر أيضًا،[٢] وفيما يلي توضيحٌ لأضرار الوحدة ومضاعفاتها،[٢] حيث سنذكرها هنا:[٣][٤]

  • مخالف لطبيعة وعمل الجسم: حيث إن العقل ومراكز التواصل في الدماغ مبرمجة على كون الإنسان كائناً تشاركيّاً واجتماعياً، لذلك عندما لا يقوم الدّماغ بوظيفته الصّحيحة فقد ينتج عن ذلك العديد من المشاكل.
  • الهلوسة: حيث غالبًا ما يترافق حدوث الهلوسة مع الأحداث والمواقف الصّادمة.
  • تجسيد الأشياء من حوله: ومعنى ذلك محاولة المريض التكلّم مع الأشياء- الحيوانات أو الجماد أيضًا- من حوله، وتجسيد صورتها وصوتها على شكل إنسانٍ أو صوت شخصٍ مقرّب له.
  • الإصابة بالعديد من الأمراض: قد تؤدّي الوحدة والعزلة عن النّاس إلى زيادة مستويات التوتر، والإصابة بارتفاع ضغط الدم، والسكتة الدماغيّة، والخرف وغيرها أيضًا.
  • التفكير السلبي: حيث غالبًا ما يُشغل تفكير الشّخص المُنعزل هو كيفيّة البقاء حيًّا، أو ما قد يُصيبه من سوءٍ.
  • التوتر والقلق: وهي حالات قد تُصاحب الوحدة خصوصًا عند حدوث جائحة معيّنة تستلزم البقاء بعيدًا عن الآخرين لفترة طويلة، كجائحة الكورونا مثلًا.


مضاعفات الوحدة والانعزال عن النّاس

يشير الخبراء باستمرار الآثار السّلبيّة بعيدة المدى المرتبطة بالوحدة والانعزال عن النّاس، نذكر منها:[٥][٦]

  • زيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل: فرط كوليسترول الدم، والاضطرابات العاطفيّة، ومرض السّكري وغيرها من الأمراض.
  • تدني مستويات جودة الحياة ورفاهيّتها، وقد أظهرت الدّراسات ارتباط العزلة عن النّاس- وليس الوحدة - بزيادة أعداد الوفيّات.
  • حدوث اضطرابات ومشاكل في النوم.
  • الاكتئاب والأرق.
  • حدوث مشاكل في التغذية.
  • زيادة خطر احتماليّة الانتحار.


الفرق بين الوحدة والانعزال عن النّاس

عند دراسة العلماء لنتائج ومخاطر العزلة، تمّ التفريق بين مصطلحي الوحدة والانعزال عن النّاس، وهو ما سنوضّحه هنا:[٤]

  • الانعزال عن النّاس: (بالإنجليزيّة: Social isolation) هي ندرة التواصل مع الآخرين وقلّة العلاقات الاجتماعية عمومًا.
  • الوحدة: (بالإنجليزيّة: Loneliness) هي شعورٌ شخصي بالعزلة، أي قد يكون الشّخص محاطًا بالنّاس ويشعر بالوحدة عنهم، أو العكس مثلًا فقد يكون معزولٌ عن الآخرين ولكنّه متصالح مع وضعه ولا يشعر بالوحدة.




على الرّغم من الاختلاف بين العزلة والوحدة، إلّا أنّهما يرتبطان ارتباطًا وثيقًا، حيث أشارت الدّراسات إلى كونهما يتشابهان في الأسباب، والأعراض، والتأثير في الفرد والمجتمع.




حقائق ودراسات حول أضرار الوحدة والانعزال

على الرّغم من صعوبة تحديد مدى انتشار الوحدة والعزلة بين النّاس، إلّا أنّ العديد من الحقائق والأدلّة تشير إلى أنّ معظم البالغين اللّذين تبلغ أعمارهم 50 عامًا وما فوق يتعرّضون لمشاعر الوحدة والعزلة عن النّاس ممّا يعرضهم للخطر، وفي النقاط أدناه ذكر لبعض الحقائق والدّراسات الإحصائيّة حول أضرار الوحدة والانعزال أيضًا:[١]

  • زيادة خطر تعرّض الشّخص للوفاة المبكّر، وهو خطرٌ ينافس مضاعفات التدخين، والسّمنة، وقلّة النشاط البدني.
  • زيادة خطر الإصابة بالخرف بنسبة 50%.
  • زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 29%، والسّكتة الدماغية بنسبة 32%.
  • ارتفاع معدّلات الاكتئاب، والقلق، والانتحار.
  • زيادة خطر الوفاة بنحو أربعة أضعاف للمرضى المصابين بقصور القلب، بالإضافة إلى زيادة خطر دخول المستشفى بنسبة 68% وقسم الطوارئ بنسبة 57%.


نصائح للتغلّب على العزلة ومشاعر الوحدة

يمكن التغلّب على مشاعر الوحدة وحالات العزلة عن النّاس، وذلك من خلال إجراء مجموعة من التغييرات ولتتحول حياة المريض فيما بعد إلى حياة أكثر سعادة، وصحّة، وإيجابية، لذلك من المهم اتّباع النصائح التالية:[٧][٨]

  • انضم إلى الأماكن أو المجموعات التي تشعر بها بالمتعة والسّعادة، ومحاولة مقابلة وتكوين صداقات جديدة.
  • توقّع الأفضل دائمًا، يميل الأشخاص اللّذين يشعرون بالوحدة إلى التفكير بسلبيّة معظم الوقت، لذا من الضروري محاولة توقّع الأفضل والتفكير بالإيجابيّة.
  • كُن لطيفًا مع نفسك، وتجنب اللّوم الدّائم وحاول الاعتناء بنفسك من خلال ممارسة الأمور التي تفضّلها.
  • ركّز على تكوين صداقات حقيقيّة تقدّم الدّعم، والمساندة، ومشاركة نفس الاهتمامات والنّشاطات.
  • أدرك أهميّة تغيير واقع العزلة ومشاعر الوحدة، وذلك لتجنّب مضاعفاتها.
  • اعرف أضرار وآثار العزلة والوحدة على صحّتك النفسيّة والجسديّة.
  • حاول التواصل مع الواقع، وقلل من استخدام الأجهزة المحمولة ولا تجعلها أولويّة.


المراجع

  1. ^ أ ب "Loneliness and Social Isolation Linked to Serious Health Conditions", CDC, 27/7/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Social isolation, loneliness in older people pose health risks", NIH, 27/7/2021. Edited.
  3. "What Isolation Does to Your Brain (and How You Can Fight It)", thrillist, 28/7/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Understanding the Effects of Social Isolation on Mental Health", tulane University, 28/7/2021. Edited.
  5. "Is Chronic Loneliness Real?", healthline, 28/7/2021. Edited.
  6. "Social Isolation - How to Help Patients be Less Lonely", patient, 28/7/2021. Edited.
  7. "The Health Consequences of Loneliness", verywellmind, 28/7/2021. Edited.
  8. "Feeling Lonely? Discover 18 Ways to Overcome Loneliness", psychologytoday, 28/7/2021. Edited.