تعرف الحالة النفسية التي يتعرض فيها الشخص لموقف مخيف أو مؤثر بشكل كبير في الحالة النفسية باضطراب ما بعد الصدمة (بالإنجليزية: Posttraumatic stress disorder) واختصارًا (PTSD)، وعادة ما يلجأ الأطباء إلى علاج اضطراب ما بعد الصدمة أو التخفيف من الأعراض المتعلقة به من خلال وسائل علاجية عديدة،[١][٢] تابع قراءة هذا المقال لتتعرف على هذه الخيارات العلاجية.


كيف يُعالج اضطراب ما بعد الصدمة؟

يعد العلاج النفسي العلاج الأساسي لاضطراب ما بعد الصدمة، كما يمكن استخدام بعض الأدوية، أو استخدام الخيارين معًا في بعض الحالات.[٣]


العلاج النفسي

يعد العلاج النفسي أهم الأساليب العلاجية التي يمكن استخدامها لحالات اضطراب ما بعد الصدمة، إذ يساعد العلاج النفسي على التركيز على الحدث الذي تسبب بالصدمة والمساعدة على التعامل معه، وذلك من خلال عدة تقنيات،[٤] فيما يأتي بيانها:

  • العلاج السلوكي المعرفي: يعرف العلاج السلوكي المعرفي على أنه أحد أنواع العلاجات التي تهدف إلى الحصول على المساعدة لحل المشكلات من خلال تغيير طريقة التفكير والسلوكيات، إذ يساعد المريض على السيطرة على الخوف والضيق الذي يشعر به من خلال استماع المعالج لتجربته، ويستخدم العلاج المعرفي السلوكي مجموعة من الأساليب النفسية لمساعدة المريض على التعامل مع الحدث الصادم، فقد يطلب المعالج من المريض وصف تجربته بالتفصيل للوصول إلى العلاج المناسب، فعلى سبيل المثال في حال كان المريض يلوم نفسه على شيء ما سيساعده المعالج على مراعاة الأمور التي كانت خارج عن سيطرته حتى يتمكن من التعايش مع هذا الأمر، وفهمه، وقبوله.[٥][١]
  • العلاج بالتعرّض: يتمثل هذا العلاج بتعليم المريض السيطرة على مشاعره السلبية، وذلك من خلال التحدث عن الصدمة التي تعرض لها، ووضع قائمة بالأمور التي كان المريض يتجنبها وتعلم كيفية التعامل معها، بالإضافة إلى تعلم تقنيات التنفس للتخفيف من القلق والتوتر الذي يتعرض له المريض.[١][٤]
  • إزالة التحسس وإعادة المعالجة عن طريق حركة العين: تعتمد طريقة إزالة التحسس وإعادة المعالجة عن طريق حركة العين على تشتيت أفكاره أثناء تفكيره في الصدمة التي تعرض لها، ويتم ذلك من خلال طلب الطبيب النفسي من الشخص أن يشاهد أو يستمع إلى بعض المشاهد التي تُعرض أمامه، مثل تحريك يد أو صور أو إصدار أصوات، مما يساعده على التفكير بطريقة إيجابية أثناء استذكار الصدمة، ولهذا فهي تختلف عن الأساليب العلاجية السابقة، حيث لا تتطلب هذه الطريقة من الشخص التكلم عن تجربته للطبيب النفسي.[١]


العلاجات الدوائية

تساعد العلاجات الدوائية المستخدمة في علاج اضطراب ما بعد الصدمة الجسم على التحكم في نسب بعض الهرمونات التي تلعب دورًا في الحالة النفسية والعاطفية للشخص، وتنقسم هذه الأدوية إلى مجموعتين رئيسيتين، نذكرهما فيما يأتي:[٦]

  • مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائيّة: (Selective serotonin reuptake inhibitors) وتعرف اختصارًا بـ (SSRIs)، وتساعد الأدوية التي تنتمي إلى هذه المجموعة على التخفيف من أعراض الاكتئاب والتوتر، مثل دواء سيرترالين (بالإنجليزية: Sertraline) المتواجد بالصيدليات باسم زولفوت (Zolfot)، وباروكسيتين (بالإنجليزية: Paroxetine) الذي يحمل نفس الاسم التجاري.[٣]
  • مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورإبينفرين: (Serotonin and norepinephrine reuptake inhibitors) وتعرف اختصارًا بـ (SNRIs)، وتستخدم الأدوية التي تنتمي إلى هذه المجموعة بشكل فعال في علاج حالات الاكتئاب، مثل دواء فنلافاكسين (بالإنجليزية: Venlafaxine) الذي يحمل نفس الاسم التجاري.[٢]


كما قد تتطلب بعض الحالات استخدام أنواع أخرى من الأدوية للتخفيف من الأعراض المصاحبة لحالة اضطراب ما بعد الصدمة، مثل: مضادات الذهان غير النمطية (بالإنجليزية: Atypical antipsychotics)، وحاصرات مستقبلات الألفا (بالإنجليزية: Alpha-blockers).[٢]


كيف يُعالج اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال

عادةً ما يخضع الأطفال الصغار الذين تعرضوا إلى صدمة نفسية للعلاج بالأسلوب المعرفي السلوكي، كما يمكن أن تتطلب الحالة إشراك عائلة الطفل بالعلاج، كما يمكن إخضاع الحالات التي لا تستجيب إلى العلاج بالأسلوب المعرفي السلوكي إلى العلاج بطريقة إزالة التحسس وإعادة المعالجة عن طريق حركة العين.[٥]


نصائح مساعدة يمكنك اتباعها خلال فترة العلاج

فيما يأتي سنقدم لك بعض النصائح التي تساعدك على الحصول على أفضل النتائج المرجوة من علاج المتبع لحالة ما بعد الصدمة:[٧]

  • ناقش طبيبك حول خيارات العلاج المناسبة لك.
  • التزم بممارسة التمارين الرياضية والأنشطة البدنية، وذلك لدورها في تخفيف التوتر والضغط النفسي.
  • حاول أن تضع لنفسك أهدافًا واقعية.
  • نظم وقتك ومهامك، وذلك من خلال تقسيم مهماتك الكبيرة إلى مهمات أصغر، وتنظيم الأولويات، والقيام بالأعمال بحسب استطاعتك.
  • حافظ على علاقاتك الاجتماعية وقضاء الوقت مع أصدقائك المقربين، واحرص على وجود شخص مقرب تثق به وتتحدث معه باستمرار.
  • أخبر أفراد عائلتك وأصدقائك عن المواقف التي من شأنها أن تفاقم الأعراض لديك.
  • كن صبورًا، إذ تتحسن الأعراض على نحو تدريجي وبطيء وليس بشكل فوري.
  • احرص على إحاطة نفسك بالأنشطة والأماكن والأشخاص الذين يمنحونك شعورًا بالراحة.


ماذا يحدث إذا لم يتم علاج اضطراب ما بعد الصدمة؟

يساعد علاج اضطراب ما بعد الصدمة في بعض الحالات على التخلص نهائيًا من الاضطراب، في حين يساعد على تخفيف الأعراض في الحالات الأخرى، ومن الجدير بالذكر أن العلاج قد يكون مفيدًا حتى بعد مرور عدة سنوات على تعرض الشخص للصدمة، وفي الحقيقة قد يتسبب إهمال العلاج بتفاقم اضطراب ما بعد الصدمة مع مرور الوقت، مما يجعل من اتباع الوسائل العلاجية المناسبة أمرًا ضروريًّا للحفاظ على الصحة النفسية للشخص.[٦]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث Smitha Bhandari (21/1/2020), " What Are the Treatments for PTSD? ", webmd, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت Daniel B. Block (28/5/2021), " How PTSD Is Treated ", verywellmind, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Post-traumatic stress disorder (PTSD)", mayoclinic, 6/7/2018, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "PTSD Treatment Basics", ptsd, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Treatment - Post-traumatic stress disorder"، nhs، 27/9/2018، اطّلع عليه بتاريخ 15/6/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Post-Traumatic Stress Disorder (PTSD)", clevelandclinic, 01/20/2021, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  7. " Post-Traumatic Stress Disorder", nimh, 28/5/2019, Retrieved 15/6/2021. Edited.