أسباب فوبيا المرتفعات وكيفية علاجها

فوبيا المرتفعات (الخوف المُبالغ فيه من الأماكن المُرتفعة) أحد أكثر أنواع الفوبيا شيوعًا، ويعاني ما يقرب من 3% إلى 6% من الأشخاص حول العالَم من فوبيا المرتفعات،^[١] ولكن ما هو سبب هذا النّوع من الفوبيا؟ وكيف يُمكن علاجها؟

أسباب فوبيا المرتفعات

لا يوجَد سبب مُحدد معروف لفوبيا المُرتفعات، ولكن يعتقِد الباحثون أن الإصابة بفوبيا المرتفعات يمكن أن تنبع من القلق البشري الطبيعي من السقوط من مكان مرتفع، ويكون هذا القلق بسبب الخوف من الشّعور بالألم الذي قد يتم التّعرض له نتيجة السقوط من ارتفاع كبير، كما يعتقِد الباحثون أنّ هذه الفوبيا قد يكون سببها السّقوط مُسبقًا من مكان ذي ارتفاع شاهق والتأذي جسديًّا.^[٢]

نظريات العُلماء حول سبب فوبيا المُرتفعات

الفوبيا عُمومًا تتطوّر في مرحلة الطّفولة، وقد وضع العُلماء عدّة نظريات لتفسير حُدوث فوبيا المُرتفعات، وهي:^[٣]

• النّظرية التّطوريّة: يعتقد العُلماء في هذه النّظريّة أنّ الخوف من المرتفعات قد يكون بالفطرة، إذ تشير النظريّة التطورية للفوبيا إلى أن الناس ميالون للخوف من أشياء معينة قد تكون خطيرة، وفي الفوبيا من الأماكن المُرتفعة يكون الخوف من السقوط من ارتفاع يهدد الحياة.
• نظريّة السّلوك: هذه النّظرية تُشير إلى أنّ الطّفل يمتَد خوفه من الأماكن المُرتفعة بعد أن يرى غيره من البالغين (الأهل أو مُقدّمي الرّعاية في الحضانات أو المُعلّمين) يخافون من الأماكن المُرتفعة، فيعتقد أنّ هذا هو الطّبيعي ويُصاب منذ ذلك الحين بالفوبيا، كما تُشير إلى أنّ:
• الأشخاص الذين يتعرّضون لصدمة نفسيّة بسبب مُشاهدتهم لأشخاص يسقطون من مكان مُرتفع ويتأذّون قد يُصابون بالفوبيا.
• الأشخاص الذين يسقطون من ارتفاع مُعين (أعلى شجرة مثلًا) ويتأذّون، قد يُصابون بالفوبيا من الأماكن المُرتفعة بعد ذلك.

علاج فوبيا المُرتفعات

تشمل علاجات فوبيا المرتفعات ما يلي:^[٤][٥]

العلاج النفسي

• العلاج السلوكي المعرفي، وهو العلاج الرئيسي المختار لأنواع معينة من الرهاب، ويكون هذا العلاج باستخدام أساليب مُسببات الفوبيا تدريجيًا أو بشكلٍ سريع.
• العلاج بالتّعرض الفعلي أو الافتراضي للارتفاعات هو شكل شائع من العلاج النفسي الذي يستخدم لعلاج أنواع معينة من الرهاب، إذ عادةً ما يتجنب الأشخاص المصابين بالرهاب المواقف التي تنطوي على الشيء الذي يخافون منه، لذلك فهم غير قادرين على معرفة أنه يمكنهم التّحكم بخوفهم عند مُواجهة مسبب هذا الخوف، لذلك يُستخدَم هذا الأسلوب بالعلاج لكي يتعوّد المُصاب ويتأقلم على المُرتفعات.

الأدوية

لا تُستخدم الأدوية عادةً لعلاج فوبيا المرتفعات، ولكن في بعض الأحيان يمكن أن يوصف الطّبيب للمُصاب الأدوية المُهدئة أو الأدوية التي تُنظم ضربات القلب للمساعدة على تخفيف الأعراض المُصاحبة للشعور بالذعر والقلق بسبب الفوبيا.

العلاج بالاسترخاء والتأمّل

يمكن أن تساعد ممارسة اليوجا أو التنفس العميق أو التأمل أو استرخاء العضلات التدريجي في التغلب على التوتر والقلق.