الإسقاط النفسي: كل ما تود معرفته عنه

هل لاحظت يومًا أنّك تتهم الآخرين بالقيام بنفس الأخطاء أو السلوكيات التي تمارسها؟ هل يحدث ذلك دون وعي؟ ربما يرتبط ذلك بالإسقاط النفسي؛ فهي طريقة ذكية لإخفاء المشاعر السلبية وربطها بالآخرين، إليك كل ما تود معرفته عن الإسقاط النفسي.

ما هو الإسقاط النفسي؟

يعني الإسقاط النفسي أن تأخذ أي مشاعر أو صفات أو سلوكيات لا تعجبك في نفسك، وتنسِبها لشخص آخر،^[١] فمثلًا قد تتهم الآخرين بالغضب والإنفعال عندما تكون غاضبًا،^[٢] ولا يكون الإسقاط مرتبطًا بأي تصرفات أو كلام يقوله الطرف الآخر، بل يكون نابعًا أفكارك وتصرفاتك أنت فقط.^[٣]

وعادةً ما يحدث الإسقاط دون وعي منكٍ، ويعتبر من آليات الدفاع في علم النفس؛ فهو يجنبك أي صراعات قد تعيشها مع ذاتك بسبب أخطائك.^[٤]

أسباب الإسقاط النفسي

بحسب الجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA)؛ فإنّ الإسقاط النفسي هو وسيلة حمايةٍ تُساعدك على تبرير تصرفاتك وتجنب أي مشاعر سلبية مرتبطة بها، كما يُمكنك استخدامها لتجنب تحمل مسؤولياتك وتبرير موقفك السلبي من الآخرين.^[٢]

لكن يُعتقد أنّ الإسقاط النفسي يرتبط بعوامل آخرى، منها:

• الخوف والقلق.^[٢]
• نقص الوعي الذاتي.^[٢]
• قلة الثقة بالنفس.^[٣]
• العوامل الاجتماعية والثقافية.^[٢]
• القدرة على فهم المشاعر والتعامل معها بشكل صحي.^[١]

علامات تدل على الإسقاط النفسي

تختلف هذه العلامات من شخص لآخر، لكنها غالبًا ما ترتبط بالصفات الآتية:

• السلوك الدفاعي:

تكون ردة فعلك غير متناسبة مع يقوله الآخرين، فمثلًا لن تتقبل أي نصائح أو انتقادات منهم، بل قد تنفجر غضبًا في وجههم.^[٥]

• الإتهام:

فمثلًا إذا كنت تغش فقد تتهم أحدهم بذلك، وعادةً ما يكون هذا الاتهام باطلًا ودون أي دليل يُثبته.^[٥]

• كثرة الانتقاد:

فقد تبدأ بالإشارة إلى عيوب الآخرين والانتقاص منهم؛ كمحاولة لإخفاء عيوبك والتخلص من مخاوفك.^[٣]

• الإنكار:

ولن تنكر مشاعرك فحسب، بل ربما تنكر مشاعر الآخرين أيضًا.^[٥]

• التهرب من المسؤولية.^[٣]
• قلة الثقة بالنفس.^[٣]

ويُؤثر الإسقاط النجمي على علاقاتك مع الآخرين؛ فلن تكون قادرًا على فهمهم أو التقرب منهم، ونتيجةً لذلك قد تفشل علاقاتك معهم.^[٢]

كيف يُمكن التخلص من الإسقاط النفسي؟

لا تقلق يُمكنك اتباع النصائح الآتية للتغلب على هذه العادة:^[٥][٣]

• تقبل النقد بإيجابية:

ربما يكون النقد نابعًا من شعور الآخرين بالقلق تجاهك.

• لا ترد بعواطفك:

خذ دقيقة لتتمالك نفسك أولًا، ثم فكر في طريقة تعبّر فيها عن رأيك دون اتهام الآخرين.

• كن مباشرًا وصريحًا:

إذا كنت تُفكر بتوجيه ملاحظة لأحدهم ركز على تصرفه لا على شخصيته، واستخدم جملًا واضحة لذلك؛ لتتجنب أي سوء فهم.

• اطلب المساعدة:

لا تتردد في التحدث مع المعالج النفسي إذا أثر الإسقاط النفسي على علاقاتك وجوانب كثيرة من حياتك.

كيفية التعامل مع مريض الإسقاط النفسي

إن التعامل مع هذه الشخصية أمرٌ مرهق، لذا ننصحك باتباع النقاط الآتية:^[٥][٣]

• اطرح الأسئلة لتصل إلى لب المشكلة وتتمكن من فهم مشاعره.
• أخبره أنك تتفهم مشاعره ووجهة نظره، ويُفضل أن تشاركه مشاعرك أيضًا.
• عبّر عن اختلافك معه بأسلوبٍ لطيف وبهدوء.
• أنهي النقاش إذا لاحظت أن الجدال أصبح عقيمًا، خاصةً إذا انفعل الطرف الآخر.

أسئلة شائعة

هل الإسقاط النفسي مرض نفسي؟

لا، لكنه قد يكون مرتبطًا ببعض الأمراض النفسية، مثل:

• الاكتئاب.
• القلق.
• اضطراب الشخصية النرجسية.
• اضطراب الشخصية الحدية.

ما علاقة جنون الارتياب بالإسقاط النفسي؟

جنون الارتياب هو شكلٌ شديدٌ من الإسقاط النفسي، ففي هذه الحالة يكون انعدام الثقة بالآخرين مفرطًا وغير عقلاني، لذا فإن المصاب بجنون الارتياب يعتقد أنّ الآخرين يُشكلون خطرًا عليه ويهددونه.

ملخص المقال

الإسقاط النفسي هو عملية نفسية ينسب فيها الشخص مشاعره أو صفاته السلبية للآخرين دون وعي، ويُعتبر من آليات الدفاع النفسي لتجنب الصراعات الداخلية وتبرير التصرفات السلبية، لكنه قد يرتبط بالخوف، ونقص الوعي الذاتي، وقلة الثقة بالنفس، والعوامل الاجتماعية والثقافية، وتتلخص علامات الإسقاط في السلوك الدفاعي، الاتهام، الانتقاد، الإنكار، والتهرب من المسؤولية. وللتغلب على الإسقاط النفسي، يُنصح بتقبل النقد، التحكم بالعواطف، الصراحة، وطلب المساعدة النفسية.