الشخصية العفوية في علم النفس

لدى الجميع ذلك الصّديق أو أحد أفراد العائلة، أو قد يكون أنتَ ممّن يتصّرف فورًا من دون تفكيرٍ مسبق أو تخطيط، وفي هذا المقال سنتحدّث عن الشّخصيّة العفوية، وأهمّ صفاتها وكيفيّة التعامل معها.^[١]

الشخصية العفوية

تُشير الشخصيّة العفوية للشعور بالحريّة وعدم وجود أيّ قيودٍ لأفعالها وتصرّفاتها، لذلك يشعر أصحاب هذه الشخصيّة بالحريّة في جميع نشاطاتهم ومشاركاتهم، وهي من الشخصيات المثيرة للفضول، وذلك لغياب وجود نمطٍ ثابتٍ لحياتها، وبالإضافة لما ذكرناه، فإنّ من سماتها أن يكون الفرد طبيعيًّا وصادقًا في كلامه وردات فعله، كما يتّسم أسلوب حياتهم بالشّفافيّة والبساطة أيضًا.^[٢][٣]

صفات الشخصية العفوية

ممّا ذكرناه سابقًا، فإنّ الشخص العفوي يتميّز بالانفتاح نتيجة للاندفاع والميل الداخلي المفاجئ من غير تخطيطٍ أو محفّزٍ خارجي، ومن الصّفات الأخرى الّتي تميّز الشّخصيّة العفويّة نذكر الآتي:^[٤][٥]

• يفضّلون الآراء المنفتحة ولا يمانعون من تغييرها.
• يتّخذون قرارتهم؛ ومن ثمّ يدرسونها جيّدًا، ويحدّدون فيما إذا كانت مناسبة.
• يتمتعون بمرونة عالية في جداولهم، ومواعيدهم، ومشاريعهم.
• يعملون جيّدًا تحت الضّغط.
• يتمتعون بالحيوية، ولديهم روح الدّعابة والحماس.
• يعتبرون مصدرَ إلهامٍ للآخرين، ولديهم طاقات عالية.

فوائد الشخصيّة العفوية

من المميّز كون الشّخص العفوي لا يشعر بالملل أبداً، وذلك لكون حياته مليئةً بالتقلّبات والمفاجآت وهي واحد من إيجابيّات الشخصيّة العفوية، حيث سنذكر باقي الفوائد والإيجابيّات في النقاط التالية.^[٦]

الانتعاش والتّجديد الدّائم

كما ذكرنا سابقًا، يحاول الشّخص العفوي إضافة أو تجريب أمورٍ جديدة بشكلٍ دائم إلى حياته، وذلك في سبيل تجديد السّعادة والانتعاش خلال اليوم، وحتّى وإن كان يعمل في وظيفة ثابتةٍ وبنفس المهام يوميًّا، فغالبًا ما يحاول إيجاد أمورٍ تغيّر من الروتين، وتضيف ليومه شيئًا خاصًّا.^[٦][٧]

المرونة

عادة يقبل الشخص العفوي الدعوات في اللّحظات الأخيرة لها برحابة صدر، بينما قد يرفضها أصحاب الشخصيّات الأخرى بدعوى أنّهم غير جاهزين، بالإضافة لذلك قد يحاول أصحاب الشخصيّة العفويّة تجهيز بعض اللّفتات الجميلة للمساهمة في سعادة صاحب الدعوة أيضًا.^[٦]

الإبداع والابتكار

عادة ما يُطلق الشخص العفوي العنان لنفسه، ولا يضع حدودًا لعمله وأهدافه، وذلك جزءٌ من شعوره بالحريّة في تصرّفاته وأقواله لذلك يتميّز الشخص العفوي بالإبداع والابتكار، فهو لا يتماشى مع التّيار، ولا يضع حدودًا لما يمكنه تحقيقه فقط يفعل ما يخطر في باله في أيٍّ كان وأي وقت.^[٦]

أقلّ توتّرًا وقلقًا

يميل الشخص العفوي إلى عدم التأثّر الشّديد عند حدوث الأمور المزعجة، وذلك لأنّه يتفهم أنّ أمور الحياة قد لا تسير بشكلٍ مخطّطٍ لها، لذا فهؤلاء الأشخاص أكثر مرونةً وتقبّلًا للتغيّرات من غيرهم، كما أنّ لديهم طرقهم الخاصّة في تخفيف التوتّر والقلق عند حدوث الأزمات، وذلك ما يطلق عليه اسم القدرة على التحكّم بمصادر التوتّر.^[٨][٦]

أكثر سعادةً

تبعًا لما ذكرناه من صفاتٍ يُعتبر الشّخص العفويّ قادرًا على التحكّم في انفعالاته وتحويلها لأمورٍ أكثر بساطةً؛ وبالتّالي فهو يمتلك نظرةً إيجابيّة للأمور في معظم الأحيان، وبالتالي من المنطق أن يُعتبر الأشخاص الأكثر مرونة، وحيويّة، وإبداعًا أكثر سعادةً من غيرهم،.^[٦]

نصائح للتعامل مع الشخص العفوي

من الجيّد معرفة كيفيّة التعامل والعمل مع الشّخص العفوي، وذلك في سبيل تطوير العمل وإيجاد حلول للمشاكل التي قد تحدث، ونذكر فيما يأتي أهمّ النّصائح للتعامل مع الشخص العفوي:^[٥]

• تجنّب إعطائِه الكثير من الإرشادات والخطوات للعمل، حيث يفضّل الشّخص العفوي اكتشاف ومعرفة أسلوب العمل بنفسه وبدون سياساتٍ صارمة.
• أعطهِ الوقت الكافي لطرح الأسئلة، والنقاش ومراجعة كافّة الأمور.
• امنحه الفرصة لاكتشاف أمورٍ أكثر إبداعًا وابتكارا.
• امنحه الوقت والمعلومات اللّازمة لاتّخاذ قرارٍ أو التّوصّل لاستنتاجٍ ما.
• تجنّب وضع أوقات دوامٍ صارمة، فمن المهمّ أن تكون أكثر مرونة بشأن أوقات الدوام وجداول المواعيد.
• أخبرهُ عن إنجازاته، وقدّم له مكافأةً مقابل إبداعه.

أيهما أفضل الحياة العفويّة أم المنظّمة؟

يعود تحديد أيهما أفضل الحياة العفويّة أم المنظّمة لشخصية الفرد نفسه، فقد يفضّل بعض الأشخاص الحياة المنظّمة التي تتبع خططًا معيّنة، وذلك لتجنّب المفاجآت والإحباطات وتقليل الأخطاء، وبذلك يكون الشّخص المنظّم سعيدًا إذا ما سارت الأمور كما هو مخطّط لها، بينما قد يفضّل الشّخص العفوي عيش اللّحظة، والمخاطرة، وتجربة الأمور الجديدة، ويكون العفوي سعيدًا إذا كانت الأمور ممتعةً، وفوضويّةً، وغير متوقّعة.^[٩]

لقراءة المزيد من المعلومات الممتعة عن الشخصيات في علم النفس، انقر هنا.