الشخصية الخجولة في علم النفس

تُعرف الشخصية الخجولة على أنها الشخصية التي تتميز بالخوف والقلق في جميع التصرفات والسلوكيات، وعادة ما يرتبط الخجل بتدني احترام الذات، ويمكن أن يكون أحد أسباب القلق الاجتماعي، ويعرف على أنه شعور بالخوف وعدم الراحة في المواقف الجديدة أو حين التواجد بين أشخاص غرباء، وقد يحدُّ هذا الشعور من قدرة الشخص على فعل أو قول ما يريد، أو تكوين علاقات جديدة.[١]






أنواع الخجل

يمكن تصنيف الخجل إلى عدة أنواع بالاعتماد على عدة أمور، وفيما يأتي أنواع الخجل:[٢]

  • الخجل الظرفي: وهو الشعور بالقلق في مواقف معينة فقط، فعلى سبيل المثال؛ أثناء أداء الاختبار، أو التواجد في مجموعات كبيرة، أو الوقوف على خشبة المسرح، ويعدُّ التحدي الرئيسي في هذا النوع من الخجل هو التوقيت.
  • الخجل الانتقالي: وهو نوع من الخجل الذي يحدث عند محاولة تغيير شيءٍ ما، مثل؛ الانتقال إلى منزل جديد، أو في اليوم الأول من المدرسة، أو بدء عملٍ جديد، بحيث أن الأمور تتغير وقد لا يكون الشخص معتادًا عليها.
  • الخجل الدائم: وهو جزءًا من حياة الفرد اليومية، وقد يميل بعض الأشخاص إلى اعتباره سمة شخصية.


أسباب الخجل

بداية يجدر بالذكر بأن معظم الأشخاص قد لا يبقون خجولين طوال حياتهم، بل هي مراحل معينة يمكن أن تزداد أو تنخفض فيها الثقة بالنفس، وفي في الحقيقة ليس هناك سببًا محددًا للشعور بالخجل، لكن هناك العديد من العوامل التي قد تؤثر في شعور الشخص للخجل؛ ومن هذه العوامل نذكر ما يلي:[٣]

  • التغيرات العمرية، مثل: التقدُّم في العمر، كما يمكن أن يبدأ الأطفال الصغار في إظهار بعض من سمات الخجل من سن الثانية من عمرهم.
  • العوامل الطبيعية والبيئية المحيطة بالشخص، مثل التعرُّض لمعاملة قاسية، أو وجود تصوُّر خاطئ للذات، أو تحوُّلات في حياة الشخص التي قد يصعُب التعامل معها مثل الطلاق.


هل يولد الناس خجولين؟

ما يجب التأكيد عليه أن الإنسان لا يولد خجولاً، إذ يتطور الشعور بالذات لدى الإنسان بعمر 18 شهراً، وذلك بالرغم من أنّ حوالي 20% من الأطفال يولدون بمزاج وطباعٍ غريبة وقريبة للخجل، إلا أنّ هذا لا يؤكد أنهم سيعانون من الخجل، كما أن ذلك لا يضمن بأن هؤلاء الأطفال ليس لديهم قدرة على تغيير سلوكهم فيما بعد، ومن المعلوم بأن ما يميّز الخجل هو الوعي الذاتي المُفرط، والتقييم السلبي للذات، بالإضافة إلى الانشغال السلبي بالنفس، وهي الصفات التي تنطوي على الخجل.[٤]


ما الفرق بين الخجل والانطواء؟

يعتقد العديد من الأشخاص بأن الخجل هو نفسه الانطواء، لكن هذا غير صحيح، فعلى الرغم من تشابههما، إلا أنهما مختلفين، وقد ذكرنا سابقًا السمات التي تميّز الشخص الخجول، بما في ذلك خوفه من التعامل مع الآخرين، أمّا بالنسبة للشخص الانطوائي؛ فهو الذي يفضّل البقاء بمفرده، حيث إنه يتعرض للاستنزاف العاطفي بعد قضاء الكثير من الوقت مع الآخرين، وما ينبغي توضيحه أن الانطواء ليس اضطرابًا يتطلب العلاج، إنما سمة شخصية تتطلب الحب والتفاهم.[٥][٦]


كيف يمكن التغلُّب على الخجل؟

أشار العديد من الباحثين بأن اعتراف الأشخاص بخجلهم، ومحاولة تحرير نفسهم من الخجل هو أفضل إجراء للتغلب على الخجل، حيث يساعد ذلك على مواجهة التحديات الاجتماعية، وبالإضافة إلى ذلك يوجد مجموعة من الاستراتيجيات التي تساهم في تعزيز الثقة بالنفس بدلًا من تجنُّب الأحداث الاجتماعية لدى من يشعر بالخجل، وهي كالتالي:[٤]

  • جدولة المواعيد بشكلٍ مسبق، وممارسة المهارات الاجتماعية في وقتٍ مبكر.
  • التخطيط لبعض الأسئلة، والانتباه للنقاش قبل البدء بالكلام.
  • العمل على إعادة صياغة العقل، وتوقُّع النتائج الإيجابية بدلًا من افتراض ردود الفعل السلبية.


هل يُعتبر الخجل اضطراباً نفسياً؟

لا يعتبر الخجل في معظم الحالات اضطرابًا نفسياً، إلا في حال كان مصحوبًا بالرهاب الاجتماعي، فقد وجد العديد من الخبراء بأن يوجد مجموعة من الأشخاص يعانون من حالة تعد أكثر من مجرد الخجل، وهي حالة تسمّى اضطراب القلق الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي؛ وهو أحد الاضطرابات النفسية الأكثر شيوعًا، ويمكن التأكُّد من أن الشخص مصاب بالرهاب الاجتماعي عند وجود أي من الأعراض الآتية:[٧]

  • الإجابة بنعم على اثنين من الأسئلة المذكورة فيما يأتي:
  • هل الخوف من الإحراج يؤدي إلى تجنُّب فعل الأشياء أو التحدث إلى الآخرين؟
  • هل تتجنب أداء الأنشطة التي تكون فيها مركزًا للاهتمام؟
  • هل تشعر بالإحراج في حال التعرُّض لمخاوفك؟
  • عدم الخروج من المنزل، أو تجنُّب التحدُّث مع الأشخاص الآخرين باستثناء واحد صديق مقرّب.



المراجع

  1. "What You Should Know About Shyness", healthline, 27/9/2019, Retrieved 24/7/2021. Edited.
  2. "How to Overcome Shyness: Types of Shyness", ronitbaras, 26/11/2013, Retrieved 24/7/2021. Edited.
  3. " Causes of Shyness - The Reasons Why People are Shy", roliedema, Retrieved 24/7/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Shyness", psychologytoday, Retrieved 25/7/2021. Edited.
  5. "The Difference Between Being Shy and Being Introverted", verywellfamily, 25/2/2021, Retrieved 25/7/2021. Edited.
  6. "Understanding the Dimensions of Introversion and Shyness", verywellmind, Retrieved 8/8/2021. Edited.
  7. "Is Shyness a Mental Disorder?", webmd, Retrieved 25/7/2021. Edited.