كيفية علاج مدمن الحشيش

لا يعد التوقف عن تناول مادة الحشيش بعد تعاطيها بشكل منتظم لفترة طويلة أمرًا مستحيلًا على الرغم من صعوبته، وذلك بسبب تأثيرها القوي والآثار السلبية التي تتسبب في حياة الفرد، حيث يشكل الحشيش عائقًا أمام الفرد في الحصول على حياة جيدة وصحية، ما يتطلب اتباع خطوات وحلول جادّة للمساعدة على تركه.^[١]

كيفية علاج مدمن الحشيش؟

تتضمن رحلة علاج مدمني الحشيش مراحل متعددة من العلاج الجسدي والسلوكي، وفيما يأتي سنبين ذلك بالتفصيل.

العلاج الجسدي

تبدأ عملية العلاج الجسدي لمدمن الحشيش من خلال تخليص جسمه من السموم، حيث تبدأ هذه المرحلة بالتوقف التام عن استخدام الحشيش، وقد يعاني الشخص في هذه المرحلة من بعض الأعراض الجانبية نتيجةً للتوقف عن تعاطي المادة، ما يتطلب الخضوع للإشراف الطبي والمتابعة المستمرة أثناء العلاج، وبالرغم من اختلاف شدة هذه الأعراض بين الحالات المختلفة، إلا أنها تبدأ في الاختفاء والتلاشي مع مرور الوقت ومع استمرار الانقطاع عن تعاطي مادة الحشيش، وقد يصف الطبيب بعض الأدوية التي تساعد على التحكم في أعراض الانسحاب، مثل: القلق، والاكتئاب، والصداع، والأرق.^[٢]^[٣]

العلاج السلوكي

تساهم العلاجات السلوكية إلى جانب العلاج الجسدي في تخفيف الأعراض وتحسين عملية الشفاء، سواءً تم إجراؤها داخل المراكز المتخصصة أو خارجها، حيث يقدم البرنامج العلاجي خدمات عديدة، مثل: الاستشارات اللازمة لمساعدة الفرد على تحديد المشكلات الشخصية التي تؤدي به إلى الإدمان، وتعليمه مهارات التعامل مع المشاكل وحالات التوتر وإدارتها، والكشف عن أي أفكار فردية غير سليمة مرتبطة بالإدمان والعمل على مواجهتها بشكل مباشر، كما تعلم الفرد كيفية التعرّف على العلامات المحتملة لوقوع حالات الانتكاس ومحاولة منعها،^[٤]وفيما يأتي سنذكر أبرز أساليب العلاج السلوكي التي أظهرت نتائج جيدة في علاج حالات إدمان الحشيش:^[٥][٤]

• العلاج السلوكي: وهو نهج علاجي يعتمد على المراقبة المستمرة لسلوك معين، والتعامل معه بنظام المكافآت المادية عند القيام بهذا السلوك أو تجنبه.
• العلاج السلوكي المعرفي: وهو شكل من أشكال العلاج النفسي الذي يساعد على التوقف عن إدمان الحشيش، وفي التعامل مع المشكلات الأخرى التي غالباً ما تكون مصاحبة لحالة الإدمان، وذلك عن طريق تعليم الفرد ضبط النفس عن طريق التعرف على أنماط السلوكيات التي تؤدي به للوصول لهذه الحالة وكيفية التعامل مع هذه الأنماط والسيطرة عليها.
• الخدمات العلاجية الداخلية: يعدّ العلاج الداخلي فرصة جيدة خاصةً بالنسبة للأفراد الذين يعانون من حالة الإدمان الشديد، أو الأفراد الذين لا مأوى لهم، أو الأفراد الذين يعيشون ضمن أسرة معنّفة أو مسيئة للفرد ما يصعّب من عملية الشفاء، أو الأفراد الذين يعيشون في بيئة غير صحيّة نفسياً ما يمكن أن يعرّض الفرد لخطر الانتكاس، أو الأفراد الذين يعيشون في المناطق التي ينتشر بين أفرادها استخدام الحشيش.
• مجموعات الدعم الاجتماعية: وهي مجموعات مجتمعية تقدم الدعم الاجتماعي، لمنح الفرد شبكة من الدعم والمساندة، كما أنها تساعده على إعادة تأهيل الفرد مهنيًّا ووظيفيًّا.
• العلاج التشجيعي التحفيزي: يقوم الفرد ببناء خطة فردية تلائمه، وتعلم كيفية القيام بالتحفيزالذاتي من أجل التعافي.^[١]
• العلاج السلوكي الأسري: وذلك من خلال بناء نظام دعم عائلي وتحسين العلاقات بين أفراد الأسرة، عن طريق خضوعها لجلسات العلاج، لكي تعين الفرد في الحفاظ على إقلاعه عن الإدمان.^[١]

استمرارية أعراض الانسحاب

تمتد مدّة استمرار أعراض التوقف عن تعاطي الحشيش عادةً ما بين أسبوع إلى أسبوعين، إلا أنه من الممكن أن تستمر لفترة أطول من ذلك، حيث تختلف هذه المدة من شخص لآخر، وذلك بناءً على:^[٢]

• المدة التي عانى الشخص فيها من تعاطي الحشيش.
• الكمية التي اعتاد على تعاطيها.
• تعاطي موادًا أو أدوية أخرى.
• عمر الشخص وحالته الصحية العامة.

كم يستغرق التخلص من الحشيش؟

قد يتمكن الشخص المستخدم للحشيش بدرجة بسيطة من التخلص منه خلال أيام قليلة، في حين يحتاج الأشخاص الذين استخدموه لفترة طويلة مدةً أطول من التعافي، وتتراوح غالباً بين أسبوع إلى أسبوعين، وفي الحقيقة يواجه الأفراد الذين يخضعون لعلاج التخلص من الحشيش تخوّفًا كبيرًا حول تعرضهم لحالة الانتكاس، خاصّةً مع صعوبة التعامل مع حالة القلق الملازمة لمرحلة التوقف عن التعاطي، بالإضافة إلى ارتباط الحشيش لدى البعض منهم بالحالة الشعورية والمساعدة على الاسترخاء، لذلك يجدر توجيههم إلى الخيارات الأخرى المتاحة للتعامل مع هذه المخاوف غير العودة لتعاطي الحشيش، مثل البرامج المتاحة التي تساعد على التخلص من الإدمان للأبد، واستعادة سيطرة الفرد على حياته.^[٢]