لماذا لغة الجسد مهمة

تعدّ لغة الجسد وسيلةً من وسائل التواصل غير اللفظي، باستخدام هذه اللغة لا يحتاج الشخص إلى الكلام للتعبير عن نفسه، إذ تعتمد هذه اللغة على استخدام وضعية الجسم وإيماءات الوجه في التعبير عن النفس، ليُقدّم الشخص رسالته إلى الآخرين من خلال طريقة كلامه، أو وضعية جلوسه، أو حتى طريقته بالوقوف.^[١]

أهمية لغة الجسد

بحسب الخبراء تستخدم لغة الجسد في حياتنا اليومية بشكل كبير، وذلك بنسبةٍ تصل إلى 60-65% من مجموع تواصلنا اليومي بجميع أشكاله اللفظي وغير اللفظي، إذ تمتلك لغة الجسد القدرة على إيصال كمّ كبير من المعلومات التي لا يتمّ نقلها بالكلام، ومن الضروري فهم هذه اللغة والتنبه للإشارات التي توحي بها،^[٢] إذ تكمن أهمية لغة الجسد في الأدوار التالية:^[٣]

• تكرار الرّسالة اللفظية والتأكيد على أهميتها.
• نقض الفكرة التي يحاول الشخص إيصالها للآخر ونفيها، أو تكذيبه عند عدم قول الحقيقة.
• النيابة عن وسائل التواصل اللفظية؛ فتعبيرات الوجه مثلًا تقدّم رسالة أبلغ من الكلام بكثير.
• إكمال الرسالة اللفظية وإتمام معناها.
• منح لهجةٍ أو نبرة للكلام والتشديد عليه، فمثلًا عند الطرق على الطاولة تنتقل للآخر رسالة شديدة اللهجة بجدية الموضوع.
  

  هنالك العديد من البراهين التي تثبت أنّ دماغ الإنسان يقتنع بالرسالة غير اللفظية، ويُفضّلها على الرسالة اللفظية.

  

لغة الجسد والانطباع الأول

قد يساعد توظيف لغة الجسد بشكل جيد في ترك انطباعٍ جيد عند الآخرين عند مقابلتهم للمرة الأولى، ويمكن تحقيق ذلك باتباع النصائح التالية:^[٤]

• اتخاذ وضعية مستقيمة: وذلك بالوقوف أو الجلوس بوضعية مستقيمة وباسترخاء دون ترهل، ووضع اليدين على جنب دون ملامسة الوركين؛ فوضع اليدين على الوركين يبعث رسالة بالرغبة في بسط النفوذ والسّيطرة على الآخر، يمكنك معرفة المزيد عن معنى وضع اليدين على الوركين، انقر هنا.
• مصافحة الآخرين بحزم: لكن دون التمادي في ذلك حتى لا تظهر بمظهر العدائية، ولا تتسبب بالألم والشّعور بالغرابة للآخر.
• المحافظة على التواصل البصري الجيد: وذلك لعدّة ثواني حتى يشعر الشخص باهتمامك وانتبه حتى لا تنساق بذلك، وتصل إلى مرحلة التّحديق.
• تجنّب ملامسة وجهك أو شعرك أو حك أنفك: فممارسة هذه الأفعال عند الإجابة عن الأسئلة تعتبر إشاراتٍ دالّة على الكذب، لقراءة المزيد عن معنى وضع اليد على الوجه، يمكنك النقر هنا.

هل يمكن تعلم قراءة لغة الجسد؟

نعم. لا تعد قراءة لغة الجسد علمًا قائمًا بحدّ ذاته، وإنما هي مهارة يحتاج تعلمها للتدريب والتركيز، وذلك لأنّ كل شخص يستخدم التواصل غير اللفظي بشكلٍ مختلف عن الآخر، لكن هنالك الكثير من الإشارات المُشتركَة التي يستخدمها الناس للتعبير عن مشاعرهم ونواياهم، ويساعد الانتباه لهذه الإشارات في فهم لغة الجسد.^[٥]

لغة الجسد وحركة الجسد

يقع كلا المصطلحين لغة الجسد وحركة الجسد ضمن قائمة وسائل التواصل غير اللفظي، إذ تعبّر لغة الجسد عن حالة الجسد اعتمادًا على مواجهة الشخص للمواقف الحياتية والبيئة المحيطة ومشاعره الداخلية، مثال ذلك تشبيك الشخص لذراعيه عند الشعور بالغضب، بينما تُرسِل حركة الجسد رسائل مختلفة للشخص الآخر، مثال ذلك جلوس الشخص باستقامةٍ في اللقاءات يعطي انطباعًا عن هذا الشخص بأنه يحترم الآخر.^[٥]