يخشى الكثيرون الصّمت في هذا العالَم المُزدحِم والصّاخب المُمتلئ بالأحاديث، ولكنّهم لا يعلمون أنّ الصّمت في لحظاتٍ ومواقف مُعينة قد يكون ذا تأثير وفائدة أكثر من الكلام، ولكن ماذا قال علم النّفس عن الصّمت؟


ماذا يعني الصمت في علم النفس؟

للصّمت معانٍ كثيرة، فقد يكون الصّمت دليلاً على الشّعور بالوحدة أو العزلة أو الإحراج، ويمكن أن يُشير الصّمت إلى الانسحاب العاطفي أو الرفض أو حتى العقاب.[١]


يُقال أنّ للصّمت فوائد نفسيّة كبيرة، مثل تعزيز الإبداع، والتركيز، وضبط النفس، والوعي الذاتي، كما يُمكن استخدام الصمت بشكل إيجابي وسلبي في التواصل مع الآخرين، وبالتالي يمكن أن يؤثر على علاقات الفرد بمن حوله.[١]



يُقال من النّاحية النّفسيّة أنّ الشّخص الهادئ يستخدِم الصّمت بذكاء.




كيف ينظُر الناس للشخص الذي يفضّل الصمت؟

يعتقد البعض أنّ الشّخص الذي يُفضّل الصّمت في أغلب الأوقات هو إنسان غامض يُخفي تعبيره عن مشاعره المُختلفة التي تتراوح بين الفرح والسعادة والحزن والإحراج والغضب والإنكار والخوف والحب. أو كثير الخجَل أو هادئ وغير اجتماعي، فقد يظُن البعض أنّ الشخص الهادئ الذي لا يُفضّل الكلام والاختلاط اجتماعيًّا يخشى من أن يُنبَذ إذا تحدّث مع الآخرين، وتكون لديه رغبة بالحديث ولكنّه يتراجع في آخر لحظة.[٢][٣]


كثرة الصّمت في العلاقة مع الشّريك

يمكن أن يكون الصمت شكلاً من أشكال التجنب في العلاقة عندما يكون لدى الشخص مشكلة مع شريكه، فيُفضّل الشخص حينها أن يبقى صامًتا لأنّه غير قادر أو غير راغب في التعبير عن مشكلته مع شريكه، حتّى أنّ البعض يصمُت تجنّبًا لنُشوء الخلاف مع الشّريك.[٤]


  • وِفقًا للدّراسات والأبحاث فإنّ كثرة الصّمت في العلاقة تُقلل من رضا الشريكين عن العلاقة، وتزيد من البُرود بين الطّرفين، وتُقلل من القدرة على التواصل بصورة سليمة وهادفة.
  • الصّمت في بعض الأحيان يُؤذي مشاعر الآخرين، ويترك قضايا مهمة في العلاقة دون حل، ويشعُر أطراف العلاقة أنّهم بلا قيمة وغير محبوبين، ومُحبطين، كما يولدّ الصمت ردود فعل مليئة بالغضب.



الصّمت بعد الصدمة النّفسية

قد يزيد الصمت من تأثير الصدمات النّفسيّة على الفرد، فإذا تعرّض شخص ما لصدمة نفسيّة ولم يتحدّث عنها لغيره ولم يُفرغ ما بداخِله سيتأذّى نفسيًّا أكثر ويتأثّر سُلوكه ومُعاملاته مع الآخرين.[٥]


ومن جِهةٍ أُخرى هُناك العديد من الأشخاص الذين يُعانون بصمت، ويُفضّلون الصّمت بعد تعرّضهم للصدمات النّفسية خوفًا من أن لا يتم تفهّمهم من قبل الآخرين، وحتّى لا يشعروا أنّهم عبء.[٦]


قد يشعُر البعض أنّ الصّمت أفضل من الحديث بعد الصّدمة بسبب الشّعور بالذّنب، ولأنّهم يشعُرون أنّ لا أحد يريد حقًا أن يسمع مدى فظاعة شيء ما بالنسبة لهم، حتّى أنّهم لا يشعُرن أنّ أحدًا ما سيتفهّم تجاربهم.[٦]



الإنسان في طبيعته اجتماعي يرغب بالحديث والحِوار والنّقاش مع الآخرين، لذلك في حالات الصّدمة يكون الكلام هو الحل للنّجاة والتّجاوز والتّصالح مع الذّات.




المراجع

  1. ^ أ ب Functions Of Silence,-It is clear&text=For some people silence means,withdrawal, disapproval or even punishment. "The Power of Silence", thepositivepsychologypeople, Retrieved 14/7/2022. Edited.
  2. "How “Quiet People” are Often Misread and Misunderstood", andymort, Retrieved 14/7/2022. Edited.
  3. "Silence Speaks Volumes", gordontraining, Retrieved 14/7/2022. Edited.
  4. "Silence in a Relationship", richardbjoelsondsw, Retrieved 14/7/2022. Edited.
  5. intensifies the impact of trauma and trauma that goes,to self and/or others. "The Dangerous Role of Silence in the Relationship Between Trauma and Violence: A Group Response", tandfonline, Retrieved 14/7/2022. Edited.
  6. ^ أ ب "Silence and Trauma", psychologytoday, Retrieved 14/7/2022. Edited.