ما هو علاج اضطراب الهلع؟

قد يكون من الصعب التخلّص من اضطراب الهلع تماماً، لكن العلاجات فعّالة جداً في التخفيف من أعراضه وعدد مرات حدوث النوبات، وهناك علاجان رئيسين يُجمع بينهما للحصول على نتائج مُرضية، هما الاستشارة النفسية والأدوية، لكن تحتاج هذه العلاجات بعض الوقت حتى تظهر نتائجها لذا لا بد من تحلّي الصبر.^[١]

الاستشارة النفسية

تتضمن الاستشارة النفسية الجلوس مع أخصائي نفسي يُساعدك على فهم ما هو اضطراب الهلع، ويوضّح لك أساليب علمية في كيفية التعامل معه، ومع استمرار العلاج تُصبح أكثر قدرة على فهم حالتك والمخاوف التي تنتابك أثناء نوبات الهلع وقبلها، وستّتعلم طرقاً تُساعدك على الاسترخاء عند بدء نوبات الهلع، أهمها تمارين التنفّس العميق التي تجعل أعراضك أخف وطأة، وتُكرر هذه الأساليب عدة مرات في الجلسات حتى تتعوّد عليها.^[٢]

سيتم تعريضك أثناء الجلسات أيضاً إلى مواقف وظروف شبيهة بالتي حفّزت نوبات الهلع لديك في السابق، على سبيل المثال قد تقوم بعمل تمارين رياضية تجعلك تشعر بصعوبة التنفس وتسارع النبض، أي أعراض شبيهة بنوبات الهلع، وستصبح أكثر قدرة على معرفة أن هذه الأعراض ليست خطيرة، ولا داعي للخوف من تأثيرها عليك عند حدوثها مرة أخرى، ويتضمن العلاج أيضاً التدريب على عدة مواقف حدثت قبل نوبة الهلع لتخطّي تأثيرها عليك، سواء كانت طعام تناولته، أو نشاط قمت به وما إلى ذلك.^[٣]

الأدوية

تُستخدم الأدوية المُضادة للاكتئاب لعلاج اضطراب الهلع، فصحيح أن هذه الأدوية مخصصة لمرض الاكتئاب، لكنها تفيد في تخفيف أعراض القلق والخوف الشديد التي تنتابك أثناء نوبات الهلع.^[٤]

والأدوية المهدّئة هي خيار آخر يمكن أن يُساعدك في العلاج، منها أدوية بنزوديازيبين (Benzodiazepines)، فهي تُستخدم لفترة مؤقت قبل المرور بظروف من الممكن أن تحفّز نوبة الهلع، مثل السفر في الطيارة أو الذهاب إلى حدث مهم، لكن لا تُستخدم هذه الأدوية لفترات طويلة، لأنك قد تدمن عليها أو يتعوّد جسمك على استخدامها.^[٤]

هناك أدوية أخرى قد تخفف من الأعراض الجسدية التي تحدث لك خلال نوبات الهلع، مثل بروبرانولول المشهور باسم إنديرال (Inderal)، فيخفف من الرعشة، والتعرّق، وتسارع نبضات القلب.^[٥]

كم مدة علاج اضطراب الهلع؟

تحتاج العلاجات بعض الوقت حتى تظهر نتائجها، لكنها فعّالة جداً في التخفيف من اضطراب الهلع لديك، فتحتاج الأدوية المُضادة للاكتئاب ما يقارب شهر حتى يظهر تأثيرها الأولي، لكن التأثير الأبرز يظهر بعد 8 أسابيع من استخدامها.^[٦]

أما الاستشارة النفسية فتحتاج 10-20 جلسة أسبوعية لتبدأ حالتك في التحسّن، وقد تُلاحظ تحسّن ملحوظ جداً بعد سنة تقريباً من الجلسات.^[٧]

هل يمكن الشفاء من اضطراب الهلع؟

نعم فقط إن التزمت بالعلاجات، فقد وجدت الأبحاث أن العلاجات السابقة ساعدت العديد من المرضى على تجاوز اضطراب الهلع، وعيش حياة طبيعية دون حدوث أي مخاطر على صحتهم.^[٧]

نصائح للتغلّب على اضطراب الهلع

اخترنا لك بعض النصائح التي قد تفيدك في التغلّب على اضطراب الهلع:^[٨]

• تعرّف على مرضك أكثر، وستجد أنه مرض يمكن علاجه بسهولة، ولا يُعد خطراً على صحتك على عكس ما تعتقد.
• نم جيداً لمدة لا تقل عن 7-9 ساعات يومياً، لأن قلة النوم أحد أبرز المشاكل التي تزيد من الأعراض لديك.
• تدرّب على التنفّس بعمق قدر ما تستطيع، لأنه يُساعد على تهدئتك، ويخفف من أعراض نوبات الهلع.
• تجنّب التدخين والكافيين، فهذه الأشياء قد تحفّز من نوبات الهلع، وتزيد من عدد مرات حدوثها.
• تمرّن بانتظام؛ لأن الرياضة من أفضل الوسائل التي قد تُساعدك على نسيان مخاوفك، لذا مارس الركض أو المشي نصف ساعة أغلب أيام الأسبوع، وزد المدة تدريجياً بعد أن تتعوّد على الرياضة.
• شارك مخاوفك حول مرضك مع عائلتك وأحبائك، فسيقدّمون لك الدعم الذي تحتاجه لتجاوز حالتك.