ما هي فوبيا اللمس؟

ما هي فوبيا اللمس؟

فوبيا اللمس أو هافيوفوبيا (Haphephobia) هي حالة نفسية تعني الخوف الشديد وغير المنطقي عند التعرّض للملامسة من الآخرين، سواء كانوا غرباء أو أحد أفراد العائلة، بحيث يتجمّد الشخص في مكانه عند لمسه، وتنتابه أعراض جسدية، كتسارع نبضات القلب أو وتيرة التنفّس، وعادةً ما تكون فوبيا اللمس مختصة بجنس محدد أو بجميع الناس.^[١]

تؤثر فوبيا اللمس على نفسية المُصاب بشكل كبير، فهو يكوّن علاقات صداقة ومحبة مع غيره، لكن يقلق من أن تنكسر هذه العلاقات نتيجة الفوبيا، وأن لا يتفهّم الطرف الآخر مشكلته، ويظن بأنه ينفر منه وما شابه.^[٢]

أعراض فوبيا اللمس

تتضمن:^[٣]

• الرهبة الشديد من التعرّض للملامسة من الآخرين، أو حتى التفكير في الموضوع، ومعرفة أن هذا الخوف غير منطقي لكن لا يمكن السيطرة عليه.
• تجنّب الأماكن المزدحمة التي يُحتمل فيها اللمس مع الآخرين عن طريق الخطأ.
• تأثير الفوبيا على العلاقات الاجتماعية مع الآخرين.
• ظهور أعراض جسدية حال ملامسة الآخرين، كتسارع نبض القلب، أو التعرّق الغزير، أو الرجفة، أو تسارع وتيرة التنفس، أو الغثيان والتقيؤ، أو حتى الإغماء.
• الأطفال عادةً يتجمّدون في نفس المكان إذا لمسهم الآخرون، أو تنتابهم نوبة غضب شديدة، أو قد يبكون ويختبؤون وراء والديهم.

أسباب فوبيا اللمس

لم يعرف سبب الإصابة بكل أنواع الفوبيا حتى الآن، لكن مجموعة من العوامل قد تكون مفسّرة لسبب الإصابة بفوبيا اللمس، وهي:^[٢]

• إصابة أحد أفراد العائلة بفوبيا اللمس، فقد يتشكّل لدى الشخص سلوك مكتسب عند مشاهدة والديه يخافون من لمس الآخرين لهم.
• التعرض لصدمة نفسية في الماضي، كالاعتداء الجنسي، أو العنف الجسدي أو أي حادثة مؤلمة متعلّقة باللمس.

وعادةً تترافق فوبيا اللمس مع أحد الاضطرابات النفسية الأخرى، مثل:^[١]

• فوبيا الجراثيم.
• رُهاب الخلاء أو فوبيا الخروج من المنزل.
• اضطراب الوسواس القهري.
• اضطراب الكرب التالي للرضح أو الصدمة النفسية.

تشخيص فوبيا للمس

التشخيص يتم من قبل أخصائي نفسي عندما تظهر معظم أعراض فوبيا اللمس على المُصاب، بحيث تستمر لمدة 6 أشهر على الأقل، وتؤثر في حياته وعلاقاته.^[٣][٤]

علاج فوبيا اللمس

العلاج يتضمن الجمع ما بين الاستشارة النفسية والأدوية:^[٣]

• الاستشارة النفسية تتضمن جلسات أسبوعية مع طبيب نفسي يُساعد على فهم مصدر فوبيا اللمس، وكيفية تغيير الأفكار والوساوس ليُصبح الشخص أكثر مقدرة على تجاوز هذه الفوبيا، وأيضاً يُجرى ما يُسمى بالعلاج بالتعرّض، الذي يعني تعريض المُصاب إلى اللمس التدريجي حتى يُصبح أقل خوفاً منه، فمثلاً يبدأ أولاً بالتخيّل أن الآخرين يلمسونه، وبعد أن يتعوّد على ذلك يبدأ بالخروج إلى الأماكن المزدحمة، وأخيراً يتدرّج في التلامس الجسدي مع غيره، وهكذا حتى تتلاشى المشكلة.
• لا يوجد أدوية لعلاج فوبيا اللمس، لكن توجد أدوية تخفف الأعراض حال ظهورها، مثل مضادات الاكتئاب، أو حاصرات البيتا التي تخفف من الرجفة وتبطّئ من نبضات القلب، مثل بروبرانول (إنديرال).