هل المرض النفسي يسبب مرض عضوي؟

لا يستقر الجسم ويبقى سليمًا إلّا بتساوي كفّتيّ الصحّة النّفسية والصحة الجسديّة، لذلك كُن مُتأكدًا أنّ سلامة صحّتك النفسية هي سبيل لوقايتك من الأمراض العُضوية.

هل المرض النفسي يسبب مرضاً عضوياً؟

نعم هذا ممكن، تُؤثّر الصحّة النّفسية بصورة كبيرة على الصحّة الجسديّة، فعلى سبيل المِثال تمّ رَبط الاكتئاب بالعديد من الأمراض العُضوية المزمنة، مثل مرض السكري، والربو، والسرطان، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والتهاب المفاصل، وتم ربط الفصام بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والجهاز التنفسي.^[١]

يمكن لحالات الصحة النّفسية أيضًا أن تُصعِّب التعامل مع الأمراض العضوية المُزمنة، لذلك يُلاحَظ أنّ معدل الوفيات بسبب السرطان وأمراض القلب أعلى بين الأشخاص المصابين بالاكتئاب أو غيره من حالات الصحة النفسية.^[١]

لماذا المرض النّفسي يُسبب مرضاً عضوياً؟

لأنّ أغلب الأشخاص الذين يُعانون من أمراض نفسية خطيرة يتعرّضون لارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات هرمونات التوتر والأدرينالين، ويتأثّر نومهم، في حين أن العديد من الأدوية النفسية لها آثار جانبية تتراوح من زيادة الوزن إلى عدم انتظام ضربات القلب كذلك، الأمر الذي يزيد من معدل ضربات القلب لديهم، ويُؤثّر على جودة الحياة كُكل، وعلى الصحّة البدنية عُمومًا، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض العضوية المزمنة.^[٢]

علاوة على ذلك، يُمكن أن يؤثر المرض النّفسي على الحالة الاجتماعية والإدراكية للمريض، ويقلل من مستويات الطاقة لديه، وحينها لن يعتني بصحّته بالصورة الصحيحة، وسيتّبع سُلوكيات أخرى غير صحية في كُل من الأكل والنوم، حتّى أنه قد يبدأ بالتّدخين أو التّعاطي، وحينها ستسوء حالته الصحيّة بالكامل، وسيتعرّض للإصابة بأمراض عضوية.^[٢]

توصيات للحفاظ على سلامة الصحّة النّفسية والجسدية

يُمكن لاتّباع بعض التّوصيات التي تتعلق بالرعاية الذاتية، أن تُساهِم في إدارة التوتر، وتقليل خطر الإصابة بالمرض، وزيادة الطّاقة الجسدية، ومن أبرَز هذه التوصيات:^[٣]

• ممارسة الرّياضة بانتظام (30 دقيقة فقط من المشي كل يوم يمكن أن تساعد في تحسين المزاج والصحة البدنية).
• تناوُل وجبات صحية ومنتظمة (تمد الجسم بالطّاقة وتحسن التّركيز).
• شرب كميّة وفيرة من السّوائل والماء على مدار اليوم (تُحسّن من الطّاقة والتّركيز).
• التّقليل من المشروبات المحتوية على الكافيين (مثل المشروبات الغازية أو القهوة).
• النّوم لساعات كافية وبأريحية، وتقليل التعرض للضوء الأزرق من الهاتف أو جهاز الكمبيوتر قبل النوم.
• مُمارسة تمارين التأمل أو استرخاء العضلات أو تمارين التنفس.
• تحديد الأهداف والأولويات دائمًا.
• استشعار نعم الخالق والشّعور بالامتنان دومًا على أصغر التفاصيل.
• التركيز على الإيجابية.
• البقاء على تواصل مع الأصدقاء والأحبة أو أفراد العائلة الذين يمكنهم تقديم الدعم العاطفي والمساعدة العملية.

أمراض عضوية أسبابها نفسية تعرّف عليها: (اضغط هنا).