يحدث الإدمان نتيجةً لتعاطي مواد غير مشروعة لفترة طويلة، مما يؤدي إلى توليد شعور بالحاجة الدائمة لهذه المادة أو المواد، ويُعتبر الإدمان اضطراب يؤثر بشكلٍ مباشر في قدرة الفرد على التحكم بذاته وسلوكياته، وسنتحدث في هذا المقال حول مراحل لظهور الإدمان لدى الشخص.[١]
مراحل الإدمان
تتبع عملية الوصول إلى الإدمان نمطًا سلوكيًا معينًا، فمن الممكن تقسيم الإدمان إلى مراحل بدءًا من بداية استخدام المادة وصولًا إلى الإدمان، وفي حين أنّ هناك بعض الجدل فيما يتعلق بعدد المراحل التي يتضمنها الإدمان، إلا أنّ هناك خمسة مراحل للوصول للإدمان تعتبر الأكثر شيوعًا، وفيما يلي بيان لتفاصيل هذه المراحل:[١]
مرحلة التجربة
يبدأ تعاطي المواد غير المشروعة بالتجريب، وعادةً ما يكون استخدامًا طوعيًا، حيث ما يزال الشخص في هذه المرحلة قادرًا على التحكم بقراراته مما يجعل تعاطي المواد نادرًا وقليلًا خلال هذه الفترة، وعادةً ما يتم الحصول على هذه المواد في فترة المراهقة استجابةً لضغط الأصدقاء والأقران، أما بالنسبة للأشخاص الذين يبدؤون في تعاطي هذه المواد في عمرٍ متقدم، فغالبًا ما يفعلون ذلك كرد فعل لتعرضهم للمشاكل والظروف خلال حياتهم؛ مثل فقدان أحد أفراد الأسرة أو فقدان الوظيفة، حيث يستطيع بعض الأشخاص في هذه المرحلة التوقف عن التعاطي بأنفسهم.[٢]
مرحلة الاستخدام المنتظم
تتميز هذه المرحلة بالاستخدام المنتظم والمتكرر للمادة المؤدية إلى الإدمان، فقد يستمر الشخص بتعاطي هذه المواد مع الأصدقاء أو المعارف، أو قد يستخدم المادة بمفرده دون ضغوطات خارجية، ولا يعني الاستخدام المنتظم أن يكون التعاطي بشكلٍ يومي، ولكن قد يتّبع الشخص نمط مُعيّن، مثل عطلة نهاية الأسبوع أو في ظروف مُعيّنة يمر بها، مثل الشعور بالوحدة، أو الملل، أو التوتر.[٢]
مرحلة الاستخدام الخطير
يتسبب تعاطي المواد المؤدية في هذه المرحلة إلى الإدمان بإحداث تأثيرات سلبية في حياة الفرد؛ مثل: الاعتياد على قيادة السيارة تحت تأثير المادّة التي يتم تعاطيها، أو تراجع الأداء في العمل أو المدرسة، إلى جانب التأثير في العلاقات الاجتماعية مع الآخرين، مما يمكن أن يؤدي إلى تغيير الفرد لدائرة أصدقائه أو سلوكياته بشكلٍ يؤثر في صحته وسلامته، كما أنه قد يُشكّل خطرًا على الأشخاص الذين يتعامل معهم نتيجةً لتغيُّر سلوكياته.[٣]
مرحلة الاعتماد
يحتاج الفرد خلال هذه المرحلة إلى كميات كبيرة من المادة التي يتعاطاها ليحصل على نتيجة مُرضية، وتجدر الإشارة إلى أنّ عدم أخذ المادة لفترة من الوقت خلال هذه المرحلة قد يؤدي إلى ظهور أعراض انسحابية؛ مثل آلام العضلات، أو التقيؤ، أو الحمى، ويُمكن تقسيم الشعور بالرغبة الشديدة للحصول على المادة في هذه المرحلة إلى شقّين؛ الاعتماد النفسي والجسدي، وهما كالآتي:[٤]
- الاعتماد النفسي: ويعني أن الفرد يعتقد نفسيًا أنه أصبح بحاجة لاستخدام المادة حتى يستطيع ممارسة حياته بشكلٍ طبيعي، وعادةً ما يحدث ذلك في حالات الإدمان الناتج عن إساءة استخدام الأدوية الموصوفة، وتجدر الإشارة إلى أن الاعتماد النفسي عادةً ما يسبق الاعتماد الجسدي على المادة المستخدمة.[١]
- الاعتماد الجسدي: ويعني أن الفرد قد استخدم المادة لفترة طويلة جدًا، مما أدّى إلى تكيف الجسم مع وجود هذه المادة والاعتماد عليها، مما يعني أن التوقف المفاجئ عن استخدام المادة سيؤدي إلى ظهور أعراض انسحابية على المريض.[١]
مرحلة الإدمان
لا يمكن للفرد في هذه المرحلة الصعبة ممارسة نشاطاته اليومية بشكلٍ طبيعي دون استخدام المادة، مما قد يؤدي في النهاية إلى خسائر كبيرة في حياة الشخص، مثل خسارة الوظيفة أو العلاقات الاجتماعية مع الآخرين،[٤] وتتمثل خطورة هذه المرحلة في عدم قدرة الشخص على التوقف عن استخدام المادة حتى لو كانت لديه رغبة شديدة تجاه ذلك، كما قد يدفعه الإدمان إلى ممارسة نشاطات خطيرة على نفسه وعلى الآخرين، ولكنه يستمر بفعلها مع علمه بحجم الضرر الذي قد تسببه هذه الممارسات، حيث لا يمتلك الشخص في هذه المرحلة القدرة على السيطرة على أفعاله،[٥] وبالرغم من جميع هذه النتائج السلبية فإنّ الشخص قد يستمر بتعاطي المادة.[٤]
علامات الإدمان
توجد بعض العلامات التي قد تظهر على الشخص، وتعد مؤشرات أولية للإدمان، ونذكر منها ما يلي:[٦]
- تراجع التحصيل الدراسي أو صعوبة التركيز في المدرسة.
- ضعف الأداء في العمل.
- صعوبة الحفاظ على العلاقات الاجتماعية، وعادةً ما يكون ذلك نتيجة الانتقادات التي توجه له من الأصدقاء والمعارف بسبب ممارساته.
- عدم القدرة على التوقف عن استخدام مادة ما على الرغم من أنها قد تسبب مشاكل صحية أو اجتماعية عديدة.
- الشعور بانخفاض مستوى الطاقة للقيام بالأنشطة اليومية.
- تغيرات ملحوظة في المظهر؛ مثل فقدان الوزن وعدم الحفاظ على النظافة الشخصية.
- التعامل بأسلوب دفاعي عند السؤال عن تعاطي المواد المسببة للإدمان.
في أي مرحلة يكون العلاج ممكنًا؟
قد لا يكون الشخص الذي يعاني من الإدمان مستعدًا أو راغبًا في طلب مساعدة طبية متخصصة،[٦] ولكن يمكن للعائلة والأصدقاء مساعدة الشخص على التوقف عن تعاطي المواد المسببة للإدمان بغض النظر عن المرحلة من الإدمان، وذلك من خلال إشعاره بأنّ ما يقوم به هو أمر غير مرغوب لأنه قد يؤثر في صحته وشخصيته، ومن ثم اقتراح اللجوء إلى المساعدة الطبيّة للتخلص من الإدمان، وتجدر الإشارة إلى أنّ تدخل الأصدقاء والأقارب في المراحل الأولى قد يكون أكثر فائدة بشأن تجنّب الوصول إلى مرحلة الإدمان.[٧]
إذا تعرض الشخص لجرعة زائدة من مادة ما، يجب طلب المساعدة الطبية الطارئة على الفور، وتجدر الإشارة إلى أن الشخص الذي يتعافى من جُرعة زائدة قد يكون أكثر تقبلًا للجوء إلى المساعدة الطبية المتخصصة لعلاج الإدمان.
كيف يمكن السيطرة على الأعراض الانسحابية؟
يمكن أن يؤدي الاستخدام المنتظم للمواد إلى الاعتماد عليها وتغير طريقة تفكير الشخص المدمن، وعند التوقف عن استخدام هذه المواد يحاول الجهاز العصبي تنظيم العمليات الحيوية داخل الجسم، مما يؤدي إلى ظهور الأعراض الانسحابية، وللسيطرة على هذه الأعراض وتجنب العودة للمادة المسببة للإدمان، ينبغي اتباع النصائح التالية:[٨]
- الانضمام إلى برنامج طبي متخصص للتخلص من السموم، حيث تعتبر هذه الطريقة المثلى للسيطرة على الأعراض الانسحابية.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- اتباع نظام غذائي صحي متوازن.
- الحفاظ على شرب الماء بانتظام.
- الالتزام بجدول نوم منتظم.
- ممارسة تقنيات الاسترخاء، مثل اليوغا أو التأمل.
- التواصل مع أحد أفراد الأسرة أو الطبيب المعالِج بانتظام.
المراجع
- ^ أ ب ت ث "The 7 Stages of Addiction", brookdalerecovery, Retrieved 25/6/2021. Edited.
- ^ أ ب "Stages of Substance Abuse", stanfordchildrens, Retrieved 25/6/2021. Edited.
- ↑ "The Stages Of Addiction", therecoveryvillage, Retrieved 25/6/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "The 5 Stages of Addiction", alvernia, Retrieved 25/6/2021. Edited.
- ↑ "THE STAGES OF ADDICTION", uk-rehab, Retrieved 25/6/2021. Edited.
- ^ أ ب "What is addiction?", medicalnewstoday, Retrieved 25/6/2021. Edited.
- ↑ "UNDERSTANDING THE STAGES OF ADDICTION", alinalodge, Retrieved 25/6/2021. Edited.
- ↑ "10 Ways to Manage Your Addiction Withdrawal Symptoms", americanaddictioncenters, Retrieved 25/6/2021. Edited.
