يُعدُّ اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (Attention-deficit/hyperactivity disorder) أحد أكثر اضطرابات الطفولة شيوعًا التي قد تُلازمهم خلال فترة المراهقة وحتّى مرحلة البلوغ، وقد ينجم عن هذه الحالة مشكلاتٍ عديدة مثل سوء الأداء في المدرسة أو العمل،[١][٢] ومن أبرز الأعراض المرافقة لها هي إيجاد صعوبة في الحفاظ على التركيز والانتباه، وفَرْط الحركة والنّشاط، وصعوبة التحكّم في السّلوك، أي قد يتصرفون دون التفكير في النتيجة، فما هي أسباب فرط الحركة ونقص الانتباه؟[٣]


أسباب اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه

لسوء الحظ، لا تزال أسباب اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه جميعها غير واضحة حتى وقتنا الحالي،[٤] لكن تُشير بعض الأبحاث إلى وجود بعض الأسباب التي قد تؤدّي إلى ظهور الحالة، وفيما يأتي ذِكرها:[٥][٣]

  • الجينات والوراثة: قد يكون للوراثة دورًا مهمًّا في الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أحيانًا، فمن المُحتمل أن يكون أحد أفراد الأسرة المقرّبين مثل الأخ مصابًا بالحالة، ومن الجدير بالذّكر أنّ لدى الطفل المُصاب فرصة واحدة من كلِّ 4 أن يكون أحد والديه مصابًا باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
  • الولاد المبكّرة: تزيد الولادة المبكّرة ودخول الطفل إلى الخداج من خطر الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
  • انخفاض مستوى النشاط في جزء الدّماغ المسؤول عن مستوى النشاط والانتباه.
  • التعرض لإصابة في الرّأس: قد ينجم عن التعرض لإصابات الرّأس الكبيرة الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في بعض الأحيان.
  • التدخين: يزيد تعرّض الطفل قبل الولادة للكحول أو النيكوتين الناجم عن التدخين من خطر الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.




قد تساهم بعض الأسباب في تفاقم أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، بما في ذلك تناول الكثير من السكّر، أو مشاهدة التلفاز لفتراتٍ طويلة، أو العوامل الاجتماعيّة والبيئيّة مثل الفقر والمشاكل الأسريّة، وعلى الرّغمِ من ذلك، تعتبر هذه الأدلّة ليست قويّة بما يكفي لاستنتاج أنّ هذه هي الأسباب الرّئيسيّة التي ينجم عنها الاضطراب.




عوامل خطر الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه

هناك العديد من العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، نذكر منها ما يلي:[٦]

  • التعرّض للسموم البيئيّة، على سبيل المثال الرّصاص الموجود في الطلاء والأنابيب في المباني القديمة.
  • شرب الكحول أثناء الحمل أو تعاطي الأم للمخدرات.
  • انخفاض الوزن غير المبرّر عند الولادة.[٣]
  • الإصابة بمرض الصرع.[٧]


الوقاية من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه

يُعتبر الاكتشاف المبكّر لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أمرًا مهمًّا للغاية؛ إذ أنه يساهم في تقليل شدّة الأعراض، ويُجدر بالذّكر أنّه لا يُمكن الوقاية من هذا الاضطراب، لكن هناك بعض النصائح التي قد تمنع حدوثه، ومن هذه النصائح ما يأتي:[٨]

  • احرص على ممارسة طفلك للتمارين الرياضيّة بانتظام.
  • احرص على اتباع طفلك لنظام غذائي متوازن وغنيّ بالعناصر الغذائيّة الصحيّة، مثل؛ الفواكه، والخضروات الطازجة، والعدس، واللّحوم الخالية من الدّهون، بالإضافة إلى الحبوب الكاملة.
  • تجنّب تناول طفلك للأطعمة والمشروبات المحتوية على مواد تزيد من خطر الإصابة، مثل: الكافيين، والمواد الحافظة، والألوان الصناعيّة، والمنكّهات، والسُّكّر.
  • احرص على ممارسة العلاج السلوكي والارتجاع البيولوجي لطفلك.
  • اجعل طفلك يعيش في بيئة تُساعد على تحسين قوّة التركيز، وكذلك بيئة أسريّة مستقرّة ومتفهمّة للحالة.
  • احرص على نوم طفلك لعدد ساعاتٍ كافية في اليوم.
  • احرص على التزام طفلك في تناول الأدوية إذا لزم الأمر.[٦]
  • احرص على تقليل فترة مشاهدة الأطفال للتلفاز وألعاب الفيديو خاصة خلال السّنوات الخمس الأولى من حياة الطفل.[٦]




بالإضافة إلى ما سبق يجب على المرأة الحامل تجنب أيَّ شيءٍ قد يضر بنموّ الجنين، مثل الكحول والتدخين.




ماذا يفعل الأهل في حال ملاحظة ظهور أعراض هذا الاضطراب على ابنهم؟

تجدر زيارة الطبيب في حال ملاحظة ظهور أي أعراض تدل على الإصابة بهذا الاضطراب على ابنهم بهدف تأكيد التشخيص، وفي الحقيقة يختلف تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الأطفال عن تشخيصه لدى البالغين، ومن الجدير بالذّكر أنّه لا يوجد اختبار واحد يمكن إجرائه لتشخيص الحالة، إذ يُقيّم الطبيب أيَّ أعراض ظاهرة على الطّفل أو أحد الوالدين في الأشهر الستّة الماضية، ثمّ يجري فحصًا بدنيًّا ويُراجع التاريخ الطبّي لاستبعاد أيَّ حالات طبيّة أو نفسيّة أخرى يمكن أن تسبّب الأعراض.[٤]


نسبة انتشار اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه

إنَّ متوسّط ​​الانتشار العالمي لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه هو 2.2% تقريبًا لدى الأطفال والمراهقين الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا، كما يُقدّر متوسّط ​​انتشار اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 44 حوالي 2.8% وفقًا لدراسة نُشرت في "Attention Deficit Hyperactivity Disorder" عام 2017م.[٩][١٠]


المراجع

  1. "Attention-Deficit/Hyperactivity Disorder (ADHD)", NIMH, 11/2017, Retrieved 6/8/2021. Edited.
  2. "Adult attention-deficit/hyperactivity disorder (ADHD)", mayoclinic, 22/6/2019, Retrieved 6/8/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "What is ADHD?", cdc, 26/1/2021, Retrieved 7/8/2021. Edited.
  4. ^ أ ب WILLIAM DODSON (26/9/2019), "What Is ADHD? Meaning, Symptoms & Tests", additudemag, Retrieved 6/8/2021. Edited.
  5. "Causes of ADHD: What We Know Today", healthychildren, 27/9/2019, Retrieved 6/8/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Attention-deficit/hyperactivity disorder (ADHD) in children", mayoclinic, 25/6/2019, Retrieved 7/8/2021. Edited.
  7. "Attention deficit hyperactivity disorder (ADHD)", nhs, 30/5/2018, Retrieved 7/8/2021. Edited.
  8. "Can ADHD be prevented?", sharecare, Retrieved 7/8/2021. Edited.
  9. "What is the prevalence of ADHD?", adhd-institute, 3/2021, Retrieved 7/8/2021. Edited.
  10. "The descriptive epidemiology of DSM-IV Adult ADHD in the World Health Organization World Mental Health Surveys", Attention Deficit Hyperactivity Disorder, 3/2017, Issue 9, Folder 1, Page 47-65. Edited.