ما هو برنامج لوفاس لعلاج التوحد؟

يهدف برنامج لوفاس إلى علاج سلوك الأطفال المصابين بالتوحد، عن طريق تعليم الطفل بشكلٍ فردي لفترة من الزمن، وبعد ذلك يمكن الانتقال لتعليم المهارات الاجتماعية استعداداً لدخول الطفل إلى المدرسة، وسنتحدث في هذا المقال حول برنامج لوفاس لعلاج التوحد.^[١]

ما هو برنامج لوفاس لعلاج التوحد؟

يعتبر برنامج لوفاس (بالإنجليزية: Lovaas Program)، شكل من أشكال التحليل السلوكي التطبيقي (بالإنجليزية: Applied Behavioral Analysis) واختصاراً (ABA)، والذي يهدف لمساعدة الأطفال الذين يعانون من تأخر في النمو، أو الذين تم تشخيصهم بالتوحد، من خلال تقسيم المهام المعقدة إلى خطوات أصغر، ومن ثم تعليم الطفل كيفية تنفيذها، ويحصل الأطفال على الثناء والمديح عند إتمام المهم الموكلة إليهم، ومن الجدير بالذكر أن برنامج لوفاس تم ابتكاره من قبل الدكتور (أولي إيفار لوفاس) الذي عمل على تطوير ما ابتكره العالِم (بورهوس فريدريك سكينر) خلال فترة الثلاثينيات.^[٢][٣]

ما هي الفئة العمرية المناسبة لبرنامج لوفاس؟

يمكن البدء ببرنامج لوفاس لعلاج التوحد لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين إلى 8 سنوات، ويستمر تطور البرنامج خلال المرحلة الابتدائية حتى موعد لا يتجاوز 12 سنة من عمر الطفل، وعلى الرغم من أن برنامج لوفاس يعتمد على مبدأ تحليل السلوك التطبيقي، إلا أن تطبيقه يختلف بناءً على الاحتياجات المختلفة للأطفال.^[٤]

ما هو مبدأ عمل برنامج لوفاس في علاج التوحد؟

يُساعد برنامج لوفاس على تعليم السلوكيات الاجتماعية، والحركية، واللفظية، بالإضافة إلى مهارات التفكير، وطريقة تخطي التحديات الصعبة، وذلك من خلال الملاحظة والتعزيز الإيجابي، إذ يبدأ برنامج لوفاس بإخضاع الطفل لاختبارات محددة، ويطلب منه القيام بتصرفات معينة، مثل: أن يطلب المعالج من الطفل إحضار الملعقة، ففي حالة امتثال الطفل للطلب، يتم منحه مكافأة معينة؛ كوجبة طعام أو أي شيء آخر يريده الطفل، أما في حالة عدم امتثاله للطلب فلا ينال المكافأة، ويتم تكرار الاختبار، وبعد أن يُتقن الطفل السلوكيات التي تعلّمها يقوم المعالج باصطحاب الطفل إلى أماكن في الحياة الواقعية، حيث بإمكانهم تعميم السلوكيات التي تعلموها ودمجها مع التجارب الاجتماعية العادية، ومن الجدير بالذكر أنّ الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 3 سنوات يتم إخضاعهم لاختبارات معدلة بحيث تكون أقرب للعب.^[٥][٦]

ما هي مدة العلاج ببرنامج لوفاس؟

يقوم مبدأ عمل برنامج لوفاس على التكرار حتى يتعلم الطفل المصاب بالتوحد ويكتسب مهارات جديدة، وقد أثبتت العديد من الأبحاث أنه يمكن ملاحظة تحسن كبير في مهارات الطفل بعد 40 ساعة من الخضوع للعلاج، وبالتالي فإن خضوع الطفل لعلاج تتراوح مدته من 20 إلى 40 ساعة قد تكون كافية بالنسبة لطفل يحتاج إلى تدخل شامل، بينما الطفل الذي يحتاج لاكتساب عدد قليل من المهارات فإن العلاج الذي مدته من 10 إلى 20 ساعة قد يكون كافياً.^[٧]

هل يعتبر برنامج لوفاس فعال في علاج التوحد؟

الجواب نعم، فكما ذكرنا سابقاً يعتمد برنامج لوفاس على مبدأ التحليل السلوكي التطبيقي، والذي يتميز بكونه فعالاً في علاج التوحد، إذ تكون نتائجه ذات أثر إيجابي في سلوك الأطفال المصابين بالتوحد، بالإضافة إلى كونه مهدئاً وممتعاً للأطفال، وذلك كونه يهدف لإيقاف بعض السلوكيات؛ مثل: الرفرفة، أو القيام بحركات نمطية أو تكرارية معينة.^[٣]

نموذج عام عن برنامج لوفاس لعلاج التوحد

يبدو الهيكل العام لبرنامج لوفاس لعلاج التوحد على النحو التالي:^[٨]

• خلال السنة الأولى: يبدأ التدريب الفردي المنفصل للطفل في منزله بمشاركة أحد الوالدين أو كليهما.
• خلال السنة الثانية: يبدأ الطفل في بناء مهارات التواصل مع الأطفال الآخرين المصابين بالتوحد من نفس عمره، إذ يقوم المعالج بتحديد الجلسات، بالإضافة إلى أنه من الممكن أن يدخل الطفل إلى الحضانة، مما يزيد من فرص تعلمه السلوكيات الاجتماعية، والمهارات اللغوية، والمهارات اليومية، مثل: ارتداء الملابس.
• خلال السنة الثالثة: يمكن تقليل جلسات العلاج الفردي اعتماداً على احتياجات الطفل، وذلك لأن الطفل يقضي وقتاً أطول مع الأطفال الآخرين، أو من الممكن الاستمرار بالعلاج الفردي، ولكن قد يتم تغييره إلى نمط مختلف.

ما هي أهداف برنامج لوفاس لعلاج التوحد؟

يهدف برنامج لوفاس لعلاج التوحد إلى ما يلي:^[٨]

• تحسين مهارات اكتساب واستخدام اللغة.
• زيادة الترابط العاطفي مع الآخرين.
• زيادة معدل الذكاء.
• تقليل حاجة الطفل لتلقي الرعاية في المدرسة.
• تحسين المهارات الاجتماعية مع الأطفال الآخرين المصابين بالتوحد.
• تقليل السلوكيات التي قد تسبب الأذى للطفل؛ مثل: سلوك الحركات النمطية أو التكرارية.

نتائج برنامج لوفاس لعلاج التوحد

قام الدكتور (أولي إيفار لوفاس) عام 1987م بإجراء دراسة على 60 طفلاً مصاباً بالتوحد، حيثُ تم تقسيمهم إلى مجموعتين، إحداها خضعت للعلاج لبرنامج العلاج السلوكي بما في ذلك برنامج لوفاس والأخرى لم تخضع له، وكانت نتيجة الدراسة أن 47% من الأطفال الذين تلقوا العلاج أصبح من الصعب تمييزهم عن أقرانهم غير المصابين بالتوحد، وشهدوا تحسناً كبيراً وارتفاعاً في معدلات الذكاء، والسلوكيات الاجتماعية.^[٩]

لمعرفة المزيد عن البرامج المتوفرة لعلاج التوحد، انقر هنا.