عُرِف توحد أسبرجر أو اضطراب أسبرجر منذ القِدَم على أنه مصطلحٌ لوصف اضطراباتٍ سلوكية منفصلة بحدّ ذاتها، لكن الآن بعد ظهور ما يعرف باضطراب طيف التوحد، صُنِّفَت متلازمة أسبرجر على أنها طيفٌ من أطياف اضطرابات التوحد، وهو أحد الاضطرابات التي ينتج عنها مشاكل في التواصل والسّلوك الاجتماعي.[١]

ما هي صفات توحد أسبرجر؟

تمتاز متلازمة أسبرجر عن غيرها من الاضطرابات السّلوكية والمعرفية من ناحية الجوانب الإدراكية واللغوية بما يلي:

  • يمتاز مريض متلازمة أسبرجر عن مرضى اضطراب التوحد بأن الأعراض المُصاحِبة لمتلازمة أسبرجر أقلّ شدة من الأعراض المُصاحبة لاضطراب التوحد، إذ يمتاز مريض متلازمة أسبرجر بالنمو الذهني واللغوي السّليم، ولا يوجد أيّ تأخرٍ في عملية النطق أو أي مشاكل لغوية أخرى.[٢]
  • يمتاز مريض متلازمة أسبرجر عن غيره من الاضطرابات السّلوكية بعدم وجود أيّ إعاقةٍ ذهنية، وقد يمتاز مريض متلازمة أسبرجر بالمهارات المميّزة، مثل وجود مهارات لفظية متطوّرة وقوية إلى جانب مهاراتٍ غير لفظية ضعيفة كتفسير لغة الجسد وإشارات التواصل.[٣]
  • يمتاز مرضى متلازمة أسبرجر بوجود معرفة ملمة وشاملة لديهم حول مواضيع اهتمامهم، لكن في نفس الوقت يمتازون بعدم القدرة على تفسير العلامات الاجتماعية، فالمرضى المصابين بمتلازمة أسبرجر غير قادرين على فهم النكات والدعابات الاجتماعية.[٤]


أعراض متلازمة أسبرجر

أكثر ما يميز متلازمة اسبرجر هو الارتباك والرّهاب الاجتماعي وعدم القدرة على التصرف في المواقف الاجتماعية، وهذه بعض الأعراض والعلامات التي تظهر على مريض متلازمة أسبرجر:


الأعراض والعلامات الاجتماعية

تظهر هذه العلامات والأعراض نتيجةً للتأثر بالمواقف الاجتماعية والشّخصية:[٥]

  • وجود مشاكل في تكوين الصداقات الجديدة أو الحفاظ عليها.
  • تفضيل العزلة والانطوائية وعدم الرّغبة في مشاركة الآخرين.
  • ضعف التّواصل البصري بين الناس، والميل إلى التّحديق بالأشخاص لفتراتٍ طويلة.
  • عدم القدرة على تفسير الإيماءات الجسدية للأشخاص الآخرين.
  • عدم القدرة على تمييز الدعابة والمزح.
  • التصرّف بشكل غريب.
  • وجود مشاكل في التعبير عن المشاعر والتحكّم بالعواطف.
  • الانبهار بمواضيع معيّنة.
  • عمل جدول زمني روتيني صارم.



إن الأعراض والعلامات الاجتماعية الظّاهرة على مرضى متلازمة أسبرجر لا تعني بأنهم يفتقرون إلى الإحساس، بل على العكس في بعض المواقف سيكون هؤلاء الأشخاص أكثر شاعريةً من غيرهم، لكن مشكلتهم تكمن بعدم القدرة على التّعبير عن مشاعرهم، لهذا السبب يجدون صعوبة في تكوين الصّداقات.




المشاكل اللغوية والكلامية

يمتاز الأشخاص المُصابين بمتلازمة أسبرجر عن الأشخاص المُصابين بالتوحّد بعدم وجود تأخرٍ في الكلام، أو النطق، أو القدرات اللغوية لديهم، ولكن هناك بعض السّمات والصفات التي تسيطر على اللغة والكلام عند هذه الفئة ومن هذه الصفات:[٦]

  • التحدث بطريقةٍ رسمية بشكل دائم، وشبيهة بطريقة كلام الرجل الآلي.
  • الحفاظ على إيقاعٍ ثابت في الكلام.
  • وجود مشكلة في استخدام اللغة ضمن الحديث، كالتحوّل من موضوعٍ لآخر بشكلٍ مفاجئ.
  • التحدث بصوت عالٍ ومرتفع.


أعراض جسدية

يمتاز الأشخاص المصابين بمتلازمة أسبرجر بمشاكل جسدية متعلّقة بالنمو مثل:[٧][٨]

  • تأخر ملحوظ في النمو الحركي.
  • الحساسية تجاه الضوضاء، وبعض أنواع الطعام، والروائح.
  • قصورٌ وتراجع في المهارات البصرية والإدراكية، مثل التوازن، والأعمال اليدوية، والكتابة.
  • اتخاذ وضعيات غير مناسبة للجسم.
  • افتقار القدرة على استخدام المهارات الحركية، مثل مهارة ركوب الدراجة الهوائية أو الحركات التي تتطلّب إيقاعًا سريعًا.
  • الاهتمام بمواضيع معينة قد تصل إلى درجة الهوس، فيمكن تشبيه المُصابين باضطراب أسبرجر أنهم موسوعاتٌ متنقلة من شدّة المعرفة لديهم بهذه المواضيع، كما أنهم يفضّلون الروتين ولا يفضّلون التّغيير.[٤]



يعتبر العالم الخارجي للمصابين بمتلازمة أسبرجر بيئةً غير محببة وغير مرغوبةٍ؛ نتيجةً لتعلّقهم بالأمور الرّوتينية، لذلك نجد هؤلاء الأشخاص يفضّلون السفر إلى نفس المكان دائمًا والقيام بنفس الأنشطة دون تغيير.




مشاكل في السلوك المعرفي

يمتاز الأشخاص المُصابون باضطراب أسبرجر بسماتٍ وصفاتٍ معينة منها:[٩]

  • يكون مستوى الذكاء لديهم ضمن المعدل الطّبيعي أو مستوى قد يصل إلى مستوى الذّكاء الخارق، أيّ يتجاوز المعدل الطبيعي، مما يجعلهم أشبه بكتاب ذكي.
  • يكون لديهم ضعفٌ عام في العلاقات الاجتماعية، ووجود صعوبةٍ في التّعامل مع الناس.
  • يكون لديهم ذاكرة روتينية مميزة.
  • يكون التّركيز على التفاصيل لديهم بطريقة جنونية، مثل حساب الهدف والفكرة الأساسية من الموضوع.
  • يكون لديهم القدرة على استيعاب الأمور التّقنية والمعلومات المتعلّقة بالتكنولوجيا بسهولة.
  • يكون لديهم مشكلة في استيعاب الأفكار المجرّدة.



تعدّ الموضوعات القائمة على المنطق والذاكرة أكثر إثارة للاهتمام للمصاب بمتلازمة أسبرجر، لذلك قد يكون المصاب ماهرًا بشكل استثنائي في الرياضيات، وعلوم الكمبيوتر، والموسيقى.




متى تبدأ أعراض توحد أسبرجر بالظهور؟

تبدأ أعراض توحّد أسبرجر بالظّهور بعد العام الثالث للطفل، وتكون أكثر شيوعًا عند الذكور مقارنةً بالإناث، ومن المُحتمَل أن الصّعوبات والتّغيرات التي تواجه مريض أسبرجر قد لا تظهر في هذه المرحلة العمرية لعدم حاجة الطّفل إلى المهارات في هذه المرحلة، فتبدأ هذه العلامات والأعراض بالظّهور في مرحلة المراهقة ومراحل البلوغ بعد الانخراط في البيئة والمجتمع.[١٠]


دواعي مراجعة الطبيب لمريض متلازمة أسبرجر

يجب على المريض طلب الاستشارة الطبية لبدء تقييم وتشخيص متلازمة أسبرجر في بدء ظهور الأعراض والعلامات التّالية:[٨]

  • ظهور مشاكل وقصور في المهارات الحركية للمريض.
  • ظهور مشاكل في السّلوك والمهارات الاجتماعية في سنّ مبكّرة ما قبل المدرسة، أو في مراحل مبكّرة خلال سن المدرسة.
  • اشتباه طبيب الأطفال بمتلازمة أسبرجر عند زيارته.


كيفية علاج متلازمة أسبرجر

يساعد متابعة المُصابين بمتلازمة أسبرجر بشكل جيد وتعليمهم المهارات الضّرورية واللازمة في استمرارية نجاحه خلال حياته، كما أن العلاج المُناسب للطفل المصاب بمتلازمة أسبرجر يمكّنه من تحقيق نجاحات وإنجازات على الصّعيدين المجتمعي والتّعليمي،[١١][١٢] ومن طرق العلاج المتّبعة في متلازمة أسبرجر:


العلاج السلوكي

يعتبر العلاج السلوكي والمجتمعي والأسري من أهم الأساليب العلاجية المتبعة للسيطرة على متلازمة أسبرجر ومن هذه الطّرق:[٨]

  • علاج متلازمة أسبرجر يتضمن التّركيز على عدّة محاور، مثل المحور التعليمي، والمحور العملي والمهني، والمحور السلوكي، إلى جانب الدعم الأسري والمجتمعي، ويجب أن يكون التدخل هنا بشكلٍ فردي للتغلّب على الصّعوبات والمشاكل التي تواجه الأفراد.
  • التدريب على المهارات الاجتماعية وكيفية التّصرف الصّحيح في المواقف الاجتماعية، فقد يكون ذلك مفيدًا للتغلّب على المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها مرضى متلازمة أسبرجر.
  • العمل على تنظيم أنشطةٍ لمرضى متلازمة أسبرجر والمشاركة فيها لتقليل المشاكل الاجتماعية التي يواجهونها.
  • اللجوء إلى الدّعم اللازم من الأطباء النفسيين، للحصول على العلاج اللازم في حالات الشّعور بالغضب والانفعال والاكتئاب والتوتر لما له من دورٍ كبير في التغلّب على المشاكل النفسية التي يعاني منها مرضى أسبرجر.
  • التغلب على السلوكيات غير المرغوبة بها لدى مرضى أسبرجر، مثل العزلة وغيرها بزرع صفاتٍ وسلوكيات جديدة لديهم.


العلاج الدوائي

ليس هناك علاجٌ دوائي محدد للتغلّب على متلازمة أسبرجر، لكن يوجد بعض الأدوية التي من شأنها تقليل الأعراض والتغلّب على بعض السّلوكيات التي يعاني منها المريض ومن هذه العلاجات:[١٣]

  • مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية.
  • مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان.
  • المنبّهات.

المراجع

  1. "Asperger’s Syndrome", familydoctor.org. Edited.
  2. "Asperger’s Syndrome", www.autism-society.org, Retrieved 18\6\2021. Edited.
  3. "Asperger’s disorder", raisingchildren.net.au, Retrieved 18\6\2021. Edited.
  4. ^ أ ب
  5. "Asperger’s Syndrome: What Are the Signs and Symptoms of the Disorder?", everydayhealth, Retrieved 19\6\2021. Edited.
  6. "What Are the Characteristics and Symptoms of a Person With Asperger's?", www.medicinenet.com, Retrieved 17/7/2021. Edited.
  7. "Signs, Symptoms, & Causes of Asperger’s Syndrome", .millcreekbehavioralhealth, Retrieved 17/7/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت
  9. "Asperger's Syndrome", webmed, Retrieved 20\6\2021. Edited.