أسباب فشل العلاج النفسي

إن أهمية العلاج النفسي (Psychotherapy) يكمن في علاج الاضطرابات النفسية والسلوكية أو السيطرة عليها، ويسمى هذا الأسلوب العلاجي بالإرشاد النفسي (Counseling) أيضًا، وقد يضاف إلى هذا العلاج في بعض الحالات علاجات دوائية وأساليب طبية أخرى بناءً على حالة المصاب، غير أن تأثيره الإيجابي يكمن في كلمات المعالج وإرشاداته للمصاب ومدى استجابة المصاب إلى ذلك.^[١]

يشار إلى أن العلاج النفسي قد يكون فرديًا في جلسات بين المعالج ومصاب واحد، وقد يكون أيضًا على شكل جلسات جماعية، ويعتمد الاختيار بينهما على حالة المصاب، ويُعالج بهذا الأسلوب كل من البالغين والأطفال على حد سواء، وسنتعرف في مقالنا هذا معًا على أبرز أسباب فشل العلاج النفسي.^[٢]

ما أسباب فشل العلاج النفسي؟

قد يفشل العلاج النفسي في بعض الحالات في تقديم النتائج المرجوة للمصاب، وتتضمن أبرز أسباب فشل العلاج النفسي الآتي: ^[٣]

1. عدم اختيار أسلوب العلاج النفسي المناسب

تختلف أساليب وأنواع العلاج النفسي فيما بينها، فبعضها يستهدف نوعًا معينًا من الاضطرابات النفسية بطريقة محددة، من ذلك إزالة حساسية حركة العين وإعادة المعالجة (Eye movement desensitization and reprocessing - EMDR) الذي يجرى عبر تتبع المصاب لحركات إصبع المعالج أثناء تفكيره بحادثة صادمة تعرض إليها.

منها أيضًا أساليب أخرى تجرى دراستها على مجموعة من المصابين باضطرابات نفسية، ثم يطبقها المعالجون على مصابين آخرين في حالة نجاحها، لكنها قد لا تكون مناسبةً لبعض منهم، وهذا يقع ضمن أسباب فشل العلاج النفسي.

2. اختيار أسلوب العلاج بناء على التشخيص فقط

قد يصاب شخصان بالمرض النفسي ذاته لأسباب مختلفة، فعلى سبيل المثال، قد يصاب أحدهما بالاكتئاب نتيجةً لتعرضه لمشكلات في العمل، في حين يصاب به آخر بسبب وجود مشكلة في غدته الدرقية.

فاختيار الأسلوب العلاجي النفسي دون وضع هذا الاختلاف بينهما بعين الاعتبار قد يؤدي إلى فشله مع أحدهما، ويذكر أنه يجب النظر في أمور أخرى أيضًا عند تحديد أسلوب العلاج النفسي المناسب للمصاب، ومن ذلك طبيعة شخصيته وظروفه الحياتية.

3. عدم فعالية تأثير المعالج

يختلف المعالجون فيما بينهم في جوانب عديدة، منها ما يتعلق بشخصياتهم وما لديهم من خبرات ومهارات، وذلك يحدد مدى تأثير المعالج في المصاب، فإن لم يكن التأثير كافيًا، فقد ينجم عن ذلك عدم الحصول على النتائج المرجوة من العلاج النفسي.

4. عدم التزام المُصاب بالعلاج النفسي

وهي واحدة من أشهر أسباب فشل العلاج النفسي، فلا يحاول المُصاب الالتزام بجلسات العلاج النفسي المقررة له، أو أنه لا يتحلى بالمصداقية في المحادثة مع المُعالج النفسي، وهذا ما يجعل تحقيق الهدف من العلاج صعباً على الطرفين.^[٤]

نصائح لتجنب فشل العلاج النفسي

رغم أن أسباب فشل العلاج النفسي غالبًا ما لا تقع على كاهل المصاب، فالتزامه ببعض النصائح التي تشمل الآتي يزيد احتمال حصوله على نتائج إيجابية من العلاج: ^[٥]

• احرص على أن تكون مرتاحًا للمعالج وواثقًا فيه، وإلا فعليك البحث عن معالج آخر.
• كن فعالًا في العلاج وشارك في وضع الخطة العلاجية واطرح ما شئت من الأسئلة.
• تعامل مع المعالج بصدق وصراحة.
• التزم بالخطة العلاجية.
• لا تتعجل النتائج، لكن ناقش المعالج في حالة تأخر ظهورها كثيرًا.