أنواع قلق الانفصال

هنالك عدّة أنواع للقلق ومنها: اضطراب القلق العام، أو اضطراب القلق الاجتماعي، أو اضطراب ما بعد الصّدمة، أو اضطراب قلق الانفصال وغيرها، وفي هذا المقال سنتحدث عن اضطراب قلق الانفصال، وأنواعه، وعلاجه.

أنواع قلق الانفصال

ينقسم قلق الانفصال إلى نوعين حسب العمر، وهما قلق الانفصال عند الأطفال، وقلق الانفصال عند البالغين، وللتوضيح نفصّل كلاً منهما على النحو التالي:

قلق الانفصال عند الأطفال

وينقسم قلق الانفصال عند الأطفال إلى نوعين، هما قلق الانفصال الطبيعي، واضطراب قلق الانفصال، اللذان نوضّح كلاً منهما على النحو التالي:

قلق الانفصال الطبيعي

يعتبر القلق عند الانفصال عن الوالدين شعورًا طبيعيًا عند الأطفال (بالإنجليزية: Separation Anxiety)، وجميع ما يُرافقه من سلوكيات القلق عند الانفصال في الطفولة المبكّرة، كالبكاء، والتشبث، ونوبات الغضب، هي من ردود الفعل الصّحية للانفصال، وكذلك فإنها مرحلة طبيعية من تطوّر الطفل، وتبدأ عندما يكون عمر الطفل أقلّ من سنة وتتكرر حتى سنّ الرابعة، وقد تختلف شدّة قلق الانفصال وتوقيته بشكل كبير من طفلٍ إلى آخر، لكن يمكن تخفيف ذلك عن طريق استراتيجيات التّأقلم الصّحيحة، وتخفيف مخاوف الطفل، لتختفي تمامًا عندما يصبح بعمرٍ أكبر.^[١]

اضطراب قلق الانفصال

يُصنّف اضطراب قلق الانفصال (بالإنجليزية: Separation Anxiety Disorder) من ضمن الأمراض العقلية، إذ يكون الطّفل في حالة قلقٍ دائم حول احتمالية انفصاله عن عائلته أو أشخاص مقرّبين له، وكذلك يخاف من الضّياع عن عائلته أو حدوث مكروه لأحد أفراد عائلته عندما يكون بعيدُا عنهم،^[٢] إذ يعاني ما نسبته 4% من الأطفال في عمر قبل المدرسة اضطراب قلق الانفصال، وكذلك الأطفال في عمر المدرسة يعانون هذا النوع من الاضطراب.^[٣] ويتمّ تشخيص اضطراب قلق الانفصال بوجود بعض الأعراض الأكثر شدّة من أعراض الانفصال الطبيعي واستمرارها لمدّة 4 أسابيع على الأقلّ، ومن هذه الأعراض التي تختلف حسب العمر، ما يلي:^[٤]

• رفض الطفل للذهاب إلى المدرسة، أو اللعب، أو التخييم دون وجود الأم معه.
• عدم استطاعة الطفل النوم وحده في المساء.
• شكوى جسدية متكررة عند الطفل، مثل ألم المعدة، أو في الرأس، أو في الظهر، وهي أعراض تدلّ على القلق، ولكن يجب مراجعة الطبيب بهذا الخصوص فقد تدلّ على مشاكل صحية أخرى.
• معاناة الطفل من نوبات قلق في عمر بين 5-7 سنوات، وهذا مؤشر على كون الطفل يعاني من قلقٍ شديد وغير قادر على التعبير عنه.

قلق الانفصال عن الكبار

قد يحدث قلق الانفصال أيضًا عند الكبار، والمتمثّل بخوف الشّخص من فقدان شخصٍ معين أو رحيل الأبوين أو ابتعاد شخصٍ عزيز أو حيوان أليف، ومن المُحتمَل أن يكون القلق الذي يصيب الأشخاص في عمر كبير قد أصابهم سابقًا في الطّفولة، أو قد يرتبط بأمراض عقلية أخرى غير ظاهرة، والتي تتضمن هلوساتٍ ناجمة اضطراباتٍ ذهنية، أو الخوف من التغيير المرتبط بمرض التوحد.^[٥] ومن الأعراض والعلامات الدّالة على وجود قلق الانفصال عند الكبار:^[٦]

• صداع.
• التهاب في الحلق.
• غثيان.
• خوفٌ كبير من الوحدة.
• خوف كبير من إيذاء الأشخاص المُقرّبين إذا تمّ تركهم وحدهم.
• مشاكل في العلاقات الاجتماعية ناتجة عن قلق الانفصال الذي يعاني منها الشخص.

علاج قلق الانفصال

يمكن توضيح طرق علاج قلق الانفصال كلاً بحسب نوعه على النحو التالي:

علاج قلق الانفصال الطبيعي

هنالك بعض النّصائح التي تساعد على التخلص من قلق الانفصال الطّبيعي عند الأطفال، وهي:^[٧]

• الانفصال لفترة وجيزة عن الطفل: إذ يمكن للأم أن تترك الطفل مع شخصٍ تثق به حتى يشعر بالرّاحة في غيابها، وذلك لفترة وجيزة تمهيدًا للانفصال عنه مدة أطول.
• إخبار الطّفل عن فعل ما سيتم القيام به معًا عند اللقاء: وذلك يجعله يتطلع إلى ذلك مما يقلل قلقه في غياب الأم.
• الإبقاء على شيء ما مع الطفل يستطيع التعرف من خلاله على أمه أو إلهاءه به: مثل وشاح معين أو لعبة مفضلة.
• عند الانفصال عن الطفل يجب أن يتم إظهار شعور بالسعادة: لأن إظهار الشعور بالحزن سيزيد من قلق الطفل.

علاج اضطراب قلق الانفصال

يساعد العلاج النفسي، أو العلاج بالكلام في علاج الأطفال الأكبر عمرًا من اضطراب قلق الانفصال، ولكن قد يكون غير كافيًا، علاوة على ذلك سيُصرَف أدوية مضادة للاكتئاب أو أدوية مضادة للقلق إذا كان الطفل يعاني من أعراضٍ أخرى لاضطراب قلق الانفصال كالاكتئاب.^[٨]

علاج قلق الانفصال عند الكبار

يتمّ علاج قلق الانفصال عند الكبار بنفس العلاج المخصّص للتعامل مع قلق الانفصال عن الأطفال، بالإضافة إلى اللجوء لمجموعات الدعم، والتي يستطيعون من خلالها الحصول على المساعدة وتعلّم طرقٍ مختلفة للتقليل من هذا النوع من القلق.^[٥]