يثير مظهر الدم خوف وهلع بعض الأشخاص، وتسمّى هذه الحالة عندئذٍ فوبيا الدم (بالإنجليزية: Hemophobia)، والتي تنتشر بين 3 - 4% من الأشخاص.[١]


ما المقصود بفوبيا الدم؟

تُعرَف فوبيا الدم، أو رهاب الدم، أو الهيموفوبيا بأنها اضطرابٌ نفسي يتسبب بالخوف، والهلع، والقلق عند رؤية الدم، سواءً كان دم الشّخص المُصاب، أو رؤية دم شخصٍ آخر، أو دم الحيوان، ومن الجدير بالذكر بأن فوبيا الدم لا تقتصر على رؤية الدم بشكلٍ واقعي فحسب، بل يمكن أن يُصاب الشّخص بها لمجرد رؤية الدم في التلفاز أو صورة خيالية في عقل المريض.[٢][٣]


أعراض فوبيا الدم

يشعر المريض ببعض الأعراض المُصاحبة لفوبيا الدم التي تختلف من شخصٍ لآخر، وتتمثل هذه الأعراض بما يلي:[٢]

  • ارتفاع ضغط الدم، وتسارع نبضات القلب.
  • انخفاض ضغط الدم، وتباطؤ نبضات القلب.
  • شحوب البشرة، والضّعف العام.
  • الإغماء.


وبالنسبة للأطفال: فقد يعاني الأطفال من أعراض فوبيا الدم بصورة مختلفة، وتتمثّل لديهم الأعراض بما يلي:[٤]

  • نوبات غضب شديدة.
  • بكاءٌ مستمرّ.
  • التشتت.
  • الجري إلى أماكن بعيدة عند مشاهدة الدماء، والاختباء.


أسباب فوبيا الدم

توجد العديد من الأسباب التي تساهم في الإصابة بفوبيا الدم، ومن ضمن هذه الأسباب ما يأتي:

  • العوامل الوراثية: يمكن أن تكون الجينات هي السبب في الإصابة بفوبيا الدم، كأن يكون أحد الوالدين أو كلاهما مُصاب بفوبيا الدم.[٥]
  • التجارب السابقة والسّيئة في المراحل المبكّرة من العمر: والتي يتخلّلها رؤية الدم، ومن الأمثلة على ذلك:[٥][٥]
  • إجراء عمليةٍ جراحية.
  • تعرّض أحد الأشخاص المقرّبين لحادثٍ أدّى إلى نزول الدم ورؤيته.
  • التعرّض لهجوم حيوانٍ مفترس، ونزول الدم خلال ذلك.


محفزات فوبيا الدم

توجد العديد من المحفّزات التي يمكن أن تؤدي إلى تطوّر مرض فوبيا الدم، وبحسب اعتقاد الخبراء فإن الإصابة بفوبيا الدم ليست دائمًا حدثًا يتضمّن وجود الدم على وجه التحديد، بل إن التعرّض لأيّ نوعٍ من أنواع المحفزات قد يُساهم في الإصابة بفوبيا الدم، ويمكن الإشارة إلى هذه المحفّزات بالنقاط التالية:[٦]

  • رؤية الإبر والحقن والسرنجات، والخوف منها.
  • مشاهدة زخارف الهالوين، وتخزينها في العقل الباطن.
  • المشاهد التلفزيونية، والبرامج، والأفلام المتعلّقة بالقتل، أو أفلام الرعب، أو نشرات الأخبار.


تشخيص فوبيا الدم

يحتاج الشخص الذي يعاني من فوبيا الدم إلى جلسات مع طبيب نفسي للتحدث عن مشاعره وتخوّفه ومعرفة الأسباب الرئيسية التي أدّت إلى الإصابة بفوبيا الدم، وخلال ذلك سيطرح الطبيب مجموعةً من الأسئلة حول الأعراض التي يعاني منها المصاب، كما أنه سيراجع تاريخه الطبي والنفسي والاجتماعي، بالإضافة إلى تحققه من المعايير التّشخيصية الواردة في الدليل التشخيصي، والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5)،[٧] والتي يمكن توضيحها على النحو التالي:[٨]

  • الخوف غير المعقول: في هذه الحالة يُظهر الشخص خوفًا مفرطًا ومستمرًا ناتجًا عن التعرّض لشيءٍ أو الاستجابة لموقفٍ معين.
  • الاستجابة الفورية للقلق: ويكون ردّ فعل الخوف في هذه الحالة غير متناسبٍ مع الخطر الفعلي، ويظهر على الفور.
  • التجنّب أو الإحساس بالضّيق الشّديد: يبذل المصاب قصارى جهده لتجنّب الشيء أو الموقف، أو يتحمّله بضيقٍ شديد.
  • التأثير في طبيعة الحياة اليومية: يؤثر الخوف في هذه الحالة في دوام المدرسة أو العمل أو الحياة الشخصية للفرد بشكل كبير.
  • الاستمرار على هذه الحالة ل 6 أشهر: تستمر مدة الأعراض لمدة ستة أشهر على الأقلّ عند الأطفال والبالغين.
  • غير ناتج عن اضطراب آخر: توجد العديد من الاضطرابات التي لها أعراض متشابهة، لذلك يجب على الطبيب أو المُعالج فحص الأعراض لاستبعاد الحالات المماثلة.


علاج فوبيا الدم

يجب معالجة فوبيا الدم بالسّرعة القصوى، وذلك لأنه لا يمكن حصر المريض بالتعامل في أماكن لا تحتوي على الدم، ومن الجدير بالذكر أن علاج فوبيا الدم يختلف عن باقي حالات الفوبيا، فالأولوية خلال علاج فوبيا الدم هي منع الشخص من الإغماء، إذ يمكن علاج الإغماء في هذه الحالة باستخدام طريقة التوترالتطبيقي،[٩] والتي تقوم على مبدأ زيادة ضغط الدم داخل الجسم عن طريق محاولة شدّ عضلات الجسم.[١٠] كما يمكن علاج فوبيا الدم بالعديد من الطريق، ومن ضمن هذه الطرق ما يأتي:[٤]


العلاج بالتعرض

يمكن أن يكون العلاج بالتعرض فعّالاً في بعض الحالات لدرجة أنه يؤثر في المريض بشكلٍ إيجابي من خلال الجلسة الأولى، والتي يلجأ فيها الطبيب إلى تعريض المريض لمظهر الدم ومخاوفه بشكل تدريجي من خلال الصور والمشاهد والمقاطع المرئية، حتى يتمكن من التغلب على فوبيا الدم من خلال التعود.


العلاج السلوكي المعرفي

يحاول الطبيب من خلال العلاج السلوكي المعرفي تحديد مشاعر القلق التي يشعر بها المريض حول الدم، واستبدالها بأفكارٍ أكثر واقعية من أجل التخلّص من الأفكار السلبية حول ما يجري مثلاً خلال سحب عينة الدم، أو عند التعرّض لأيّة إصابات.


ممارسة تقنيات الاسترخاء

يساهم تدريب النفس على الاسترخاء والتحكم في مشاعر الخوف والتوتر عند رؤية الدم، في التخلّص من فوبيا الدم، ومن الأمثلة على ممارسات وتقنيات الاسترخاء التي يمكن القيام بها هي؛ التنفس العميق، والتأمل، ورياضة اليوغا.


تناول بعض الأدوية

يحتاج المريض في الحالات الشّديدة من رهاب الدم إلى تناول بعض الأدوية التي تخفف من حدّة الشّعور بالقلق والتوتر، ويتمّ تناول هذه الأدوية تحت إشراف الطبيب.


لماذا لا ينبغي ترك فوبيا الدم دون علاج؟

لا تعتبر فوبيا الدم أمرًا يستدعي القلق، إلا في حالة مرافقتها لاضطراباتٍ أخرى،[١١] ولكنها في حالات أخرى تؤثر في طبيعة حياة المريض، وربما تحرمه من ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي، وقد ينتهي المطاف بالمريض إلى العزلة في بعض الأحيان، والإصابة بالرّهاب الاجتماعي، بسبب تخوّفه من الإصابات أو رؤية الدم، بالتالي لن يستطيع فعل ما يلي:[١٢]

  • ممارسة التمارين الرياضية.
  • مشاهدة التلفاز.
  • المشاركة في الأنشطة الخارجية؛ مثل المشي لمسافات طويلة أو التخييم أو الجري.


نصائح للمساعدة على التخلّص من فوبيا الدم

يمكن أن تساعدك بعض النصائح على تخطّي مرحلة الخوف من الدم، وهذه النصائح هي:[١٣][١٤]

  • حاول القراءة عن التبرعات وفحوصات الدم: إذ يمكنك البحث ضمن موسوعاتٍ طبية موثوقة، وقراءة مقالات عن الدم والمواضيع المتعلّقة به لمدة 10-15 دقيقة، وتنفّس ببطء خلال ذلك، وحاول الاسترخاء.
  • انظر إلى الصور والنقط باللون الأحمر الداكن: إذ يمكنك التدرج في ذلك والبحث بدايةً عن الصور برتقالية اللون، ومن ثم حمراء اللون، والنظر إليها مدة 10-15 دقيقة.
  • استعن بمقاطع الفيديو لمراحل سحب الدم: وابدأ بفيديو مدته 5-10 ثوانٍ، ثم تدرّج إلى 10-15 دقيقة، وحاول مشاهدة مقاطع فيديو لعمليات جراحية.

المراجع

  1. "Blood Injury and Injection Phobia: The Neglected One", ncbi.nlm.nih, Retrieved 13/6/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Medical Definition of Hemophobia", medicinenet, Retrieved 13/6/2021. Edited.
  3. "DEFINITION OF HEMOPHOBIA", .rxlist, Retrieved 13/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "What Is Hemophobia?", healthline, Retrieved 13/6/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "DSM-5 Diagnostic Criteria for a Specific Phobia", verywellmind, Retrieved 13/6/2021. Edited.
  6. "Coping With The Fear Of Blood", betterhelp, Retrieved 13/6/2021. Edited.
  7. "Specific phobias", mayoclinic, Retrieved 13/6/2021. Edited.
  8. "DSM-5 Diagnostic Criteria for a Specific Phobia", verywellmind, Retrieved 13/6/2021. Edited.
  9. "Coping With The Fear Of Blood", betterhelp, Retrieved 14/6/2021. Edited.
  10. "APPLIED TENSION TECHNIQUE - FOR PEOPLE WHO FAINT AT THE SIGHT OF BLOOD OR NEEDLES ", anxietycanada, Retrieved 14/6/2021. Edited.
  11. "Blood Injury and Injection Phobia: The Neglected One", ncbi.nlm.nih, Retrieved 14/6/2021. Edited.
  12. "Symptoms and Treatment for the Fear of Blood", verywellmind, Retrieved 14/6/2021. Edited.
  13. "BLOOD, SWEAT AND FEARS", http://sm.stanford.edu/, Retrieved 14/6/2021. Edited.
  14. "Self-arranged exposure for overcoming blood-injection-injury Phobia: a case study", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 14/6/2021. Edited.