يستجيب العقل البشري بشكلٍ طبيعي للتوتر ويعمل على تنبيه الإنسان إلى وجود خطر محتمل في المستقبل عن طريق الشعور بالقلق،[١] ولكن يُعتبر اضطراب القلق حالة مرضية تُسبّب أكثر من مجرد قلق أو خوف مؤقت، وهو من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا وتؤثر في الأشخاص خلال مراحل حياتهم المختلفة، وسنتحدث في هذا المقال عن أهم المعلومات حول اضطراب القلق والتوتر.[٢][٣]
اضطراب القلق والتوتر
يتمثل اضطراب القلق والتوتر بالمعاناة من القلق المستمر دون أن يزول مع مرور الوقت؛ بل على العكس يُمكن أن يزداد سوءًا، وقد تؤثر أعراض اضطراب القلق والتوتر في أنشطة المصاب اليومية مثل: أدائه في الوظيفة، أو المدرسة، أو العمل، أو في علاقته مع الآخرين، ومن الجدير بالذكر أنه يمكن علاج اضطراب القلق والتوتر عن طريق العديد من الطرق الفعالة، مما يساعد المريض على عيش حياة طبيعية منتجة.[٢][٣]
أنواع اضطراب القلق والتوتر
توجد عدة أنواع من اضطراب القلق والتوتر،[٢] والتي نذكر منها:[٣]
- اضطراب القلق المعمم: (بالإنجليزية: Generalized anxiety disorder)، الذي يتمثل بشعور مستمر ومفرط بالقلق، مما يؤثر في الأنشطة اليومية.
- اضطراب الهلع: (بالإنجليزية: Panic disorder)، الذي تشمل أعراضه الأساسية نوبات هلع متكررة، ويُعرف الهلع بأنه مزيج من الضيق الجسدي والنفسي.
- الرهاب: (بالإنجليزية: Phobia)، وهو عبارة عن خوف مستمر ومفرط تجاه شيء، أو موقف، أو نشاط معين، وفي الغالب لا يكون الشيء الذي يشعر المريض بالرهاب تجاهه ضاراً.
- رهاب الخلاء: (بالإنجليزية: Agoraphobia)، وهو الخوف من ظهور أعراض الهلع في الأماكن التي يكون فيها الهروب صعباً، أو محرجاً، أو تخلو من أشخاص يمكنهم المساعدة في حال ظهور الأعراض.
- اضطراب القلق الاجتماعي: (بالإنجليزية: Social anxiety disorder)، وفيه يعاني الشخص المصاب بهذا الاضطراب من شعور شديد بالقلق والانزعاج تجاه تعرضه لموقف محرج، أو شعوره بالإذلال، أو الرفض، أو الاستخفاف عند تفاعله مع الآخرين.
أعراض اضطراب القلق والتوتر
يشمل اضطراب القلق والتوتر العديد من الحالات المرتبطة ببعضها، ولكل منها أعراض فريدة خاصة بها، ومع ذلك فإن هذه الحالات تشترك جميعها بشعور مستمر ومفرط بالخوف أو القلق تجاه المواقف التي لا تعتبر خطيرة، وعادةً ما يعاني المصاب باضطراب القلق والتوتر من واحد أو أكثر من الأعراض التالية:[٤]
الأعراض العاطفية
تتضمن الأعراض الحسية ما يلي:[٤]
- الشعور بالهلع أو الفزع.
- الشعور بالحرج أو التوتر.
- الارتباك أو سرعة الانفعال.
- توقع أسوأ الظروف والبقاء حذر من علامات الخطر.
الأعراض الجسدية
تتضمن الأعراض الجسدية ما يلي:[٤]
- تسارع وتثاقل دقات القلب والشعور بضيق في التنفس.
- الإصابة بالتعرق، والرعاش، والتشنج.
- الإصابة بالصداع، والإرهاق، والأرق.
- حدوث اضطراب في المعدة، أو كثرة التبول، أو الإسهال.
أسباب اضطراب القلق والتوتر
لم يتوصل الباحثون لسبب محدد يؤدي لإصابة الفرد باضطراب القلق والتوتر، ويعتبرون أن سبب الإصابة قد يكون عبارة عن مزيج معقد من الأشياء المختلفة، وفيما يلي بيان لأسباب الإصابة باضطراب القلق والتوتر:[١]
- العوامل الوراثية: يمكن أن يكون اضطراب القلق والتوتر وراثياً ينتقل بين أفراد العائلة.
- عوامل متعلقة بكيمياء الدماغ: تُشير بعض الأبحاث إلى أن اضطراب القلق والتوتر قد يكون مرتبط بوجود خلل في بعض أجزاء الدماغ المسؤولة عن التحكم بالأحاسيس والشعور بالخوف.
- الإجهاد البيئي: والذي يتمثل بالضغوطات التي شاهدها أو تعرض لها المريض، مثل: إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم، أو فقدان أحد الأحباء، أو التعرض للهجوم، أو رؤية الأحداث العنيفة.
- تعاطي المخدرات أو محاولة الإقلاع عنها: في أغلب الأحيان يؤدي تعاطي المخدرات وتناول الكحول إلى الإصابة باضطراب القلق والتوتر.
- الحالات الطبية: يمكن أن تسبب بعض الأمراض مثل: أمراض القلب، والرئة، والغدة الدرقية، أعراض مشابهة لاضطرابات القلق، أو قد تزيد من شدة أعراض اضطراب القلق والتوتر.
تشخيص اضطراب القلق والتوتر
يمكن تشخيص الإصابة باضطراب القلق والتوتر من خلال قيام الطبيب بإجراء فحص جسدي للمريض والتحدث معه وإجراء فحوصات مخبرية، وذلك من أجل استبعاد الإصابة بمرض جسدي كامن، وبعد ذلك يقوم الطبيب بإحالة المريض لأخصائي الصحة النفسية من أجل تقييم حالته.[٤]
علاج اضطراب القلق والتوتر
توجد طرق عديدة لعلاج اضطراب القلق والتوتر، إذ يمكن علاجه من خلال الخضوع للعلاج النفسي، أو استخدام الأدوية، أو بكليهما معاً، ويجب على المريض التشاور مع الطبيب من أجل اختيار العلاجات المناسبة لحالته.[٢]
العلاج النفسي
يمكن أن يساعد العلاج النفسي المرضى الذين يعانون من اضطراب القلق والتوتر على تحسين حالتهم، ومن الجدير بالذكر أنه حتى يكون العلاج النفسي فعالاً يجب أن يكون موجهاً إلى الأمور التي يخاف منها المريض وأن يكون مجهزاً وفقاً لاحتياجاته، ويعتبر العلاج المعرفي السلوكي (بالإنجليزية: Cognitive behavioral therapy) واختصاراً (CBT)، من أكثر العلاجات النفسية فاعلية في حالة الإصابة باضطراب القلق والتوتر، إذ يساعد في تعلم طرق مختلفة للتفكير، والتصرف، والتفاعل مع الأشياء والمواقف التي تسبب القلق والخوف عند المريض، كما يمكن أن يساعد في تعلم وممارسة المهارات الاجتماعية، وبالتالي المساهمة في علاج اضطراب القلق الاجتماعي.[٢][٥]
العلاج بالأدوية
تعمل بعض الأدوية على تحسين أعراض اضطراب القلق والتوتر، والمساعدة على ممارسة النشاطات اليومية بشكلٍ أفضل، ولكنها لا تعالج المرض بحد ذاته، وتتضمن الأدوية التي يتم استخدامها في علاج اضطراب القلق والتوتر ما يلي:[٦]
- الأدوية المضادة للقلق: (بالإنجليزية: Anti-anxiety medications)، والتي تساعد على تخفيف الشعور بالقلق، والهلع، والخوف، مثل أدوية البنزوديازيبين (بالإنجليزية: Benzodiazepines).
- مضادات الاكتئاب: (بالإنجليزية: Antidepressants)، وتعمل هذه الأدوية على تحسين الحالة المزاجية وتقليل التوتر من خلال تعديل طريقة العقل في استخدام بعض المواد الكيميائية.
- حاصرات بيتا: (بالإنجليزية: Beta-blockers)، تستخدم هذه الأدوية عادةً في علاج ارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى أنها قد تساعد في تخفيف بعض الأعراض الجسدية لاضطراب القلق والتوتر.
نصائح للتعامل مع اضطراب القلق والتوتر
توجد بعض النصائح التي يمكن اتباعها للتعامل مع اضطراب القلق والتوتر، والتي تشمل ما يلي:[٥]
- الحفاظ على النشاط البدني، إذ تساعد التمرينات الرياضية في تقليل التوتر، وتحسين الحالة المزاجية، وتساعد على البقاء بصحة جيدة.
- تجنب تناول الكحول والمخدرات.
- الإقلاع عن التدخين، والحد أو تجنب تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
- اتباع تقنيات الاسترخاء والتحكم بالتوتر، ويمكن أن تساعد ممارسة اليوجا والتأمل وتقنيات التخيل في تخفيف القلق.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم للشعور بالراحة.
- تناول الطعام الصحي؛ مثل: الخضار، والفواكه، والحبوب الكاملة، والأسماك.
من الأكثر عرضة للإصابة باضطراب القلق والتوتر: الرجال أم النساء؟
تصيب اضطرابات القلق والتوتر النساء أكثر من الرجال، وذلك بسبب عدة عوامل أهمها ما يلي:[٦]
- تقلب الهرمونات الأنثوية على مدار الشهر.
- انخفاض احتمالية سعي النساء للخضوع للعلاج مما يزيد الأعراض سوء.
- امتلاك الرجال كميات أكبر من هرمون التستوستيرون (بالإنجليزية: Testosterone) في أجسادهم، ويمتلك هذا الهرمون دوراً في تخفيف القلق.
المراجع
- ^ أ ب " Anxiety Disorders ", www.webmd.com, Retrieved 24/6/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج " Anxiety Disorders", www.nimh.nih.gov, Retrieved 24/6/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "What Are Anxiety Disorders?", www.psychiatry.org, Retrieved 24/6/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Anxiety Disorders", www.nami.org, Retrieved 24/6/2021. Edited.
- ^ أ ب "Anxiety disorders", www.mayoclinic.org, Retrieved 24/6/2021. Edited.
- ^ أ ب " Anxiety Disorders ", www.my.clevelandclinic.org, Retrieved 24/6/2021. Edited.