تُعد الشخصية الاتكالية أحد أكثر اضطرابات الشخصية شيوعاً، وتصيب كل من الرجال والنساء بشكلٍ متساوٍ، وعادةً ما تظهر أعراض هذا الاضطراب في سن الرشد أو في وقتٍ لاحق، باعتباره شكلًا مهمًا من العلاقات بين البالغين.[١]


الشخصية الاتكالية في علم النفس

تعرف الشخصية الاتكالية في علم النفس باسم اضطراب الشخصية الاعتمادي (بالإنجليزية: Dependent personality disorder) واختصاراً (DPD)، وهو أحد أنواع اضطراب الشخصية القلق، وفيه يواجه المريض صعوبة في اتخاذ القرارت وإنجاز المهام بمفرده، ويشعر بالعجز، والاستسلام، وعدم القدرة على رعاية نفسه، لذلك يميل إلى الاعتماد على الآخرين والتشبث الشديد بهم لتلبية احتياجاته العاطفية والجسدية.[٢][٣]


ما هي أسباب الإصابة باضطراب الشخصية الاتكالية؟

يعتبر السبب الدقيق حول اكتساب الفرد للشخصية الاتكالية غير معروف تماماً، ولكن يعتقد الباحثون أنها تحدث نتيجة مزيج من العوامل البيولوجية، والتطورية، والمزاجية، والنفسية، فقد يكون السبب هو نشأة الفرد مع أبوين مستبدين أو مفرطي الاهتمام،[٤] أو معاناته من أحد الأمور التالية:[٢]

  • العلاقات المؤذية: يصبح الفرد أكثر قابلية للإصابة باضطراب الشخصية الاتكالية عندما يتعرض للعلاقات المؤذية خلال حياته.
  • حوادث الطفولة: يعتبر الأفراد الذين تمت إساءة معاملتهم خلال مرحلة الطفولة (مثل الإساءة اللفظية)، أو تم إهمالهم، أو تعرضوا لمرض خطير هدد حياتهم، أكثر عرضة للإصابة باضطراب الشخصية الاتكالية.
  • التاريخ العائلي: يكون الفرد أكثر عرضة للإصابة باضطراب الشخصية الاتكالية إذا كان أحد أفراد عائلته مصاباً به أو بأحد أنواع اضطرابات الشخصية الأخرى.
  • بعض العادات الثقافية أو الدينية أو الأسرية: قد تؤدي بعض العادات الثقافية، أو الدينية، أو الأسرية، إلى تأكيد فكرة الخضوع لحكم أصحاب السلطة، مما قد يؤدي إلى إصابة الفرد باضطراب الشخصية الاتكالية، ولكن من المهم إدراك أن الاستسلام للسلطة والاتصاف بالأدب وحده لا يعتبر علامة على الإصابة باضطراب الشخصية الاتكالية.


كيف تعرف الشخصية الاتكالية؟

تظهر بعض الأعراض على الشخص المصاب باضطراب الشخصية الاتكالية، والتي نذكر منها ما يلي:[٥][٦]

  • تجنب البقاء وحيداً، بسبب خوفه من عدم المقدرة على رعاية نفسه.
  • تجنب تحمل المسؤولية.
  • التألم بسهولة عند التعرض للرفض أو النقد.
  • الخوف بشكلٍ كبير من أن يتم التخلي عنه وتركه لتولي مسؤولية نفسه.
  • عدم امتلاكه تأثير في علاقاته مع الآخرين.
  • الشعور بالضيق أو الخذلان الشديد عند انتهاء علاقته مع أحد الأشخاص.
  • مواجهة صعوبة في اتخاذ القرارات اليومية دون تشجيع ونصح الآخرين.
  • مواجهة مشكلة في التعبير عن اختلاف وجهة نظره مع الآخرين، بسبب خوفه من فقدان دعم الآخرين وقبولهم له.
  • مواجهة صعوبة في بدء مشروع أو القيام بالأمور بمفرده، بسبب قلة ثقته بنفسه.
  • القيام بأمور لا تعجبه في سبيل الحصول على الرعاية والدعم من الآخرين.
  • محاولة الدخول في علاقة أخرى بشكلٍ سريع بعد انتهاء العلاقة السابقة من أجل الحصول على الرعاية والدعم.


ما هي الفحوصات والاختبارات التي تجرى لتشخيص الشخصية الاتكالية؟

يمكن للطبيب تشخيص الإصابة باضطراب الشخصية الاتكالية بناءً على التقييم النفسي للمريض وشدة الأعراض وطول مدة الإصابة بالأعراض التي ذكرناها أعلاه.[٥]


هل يمكن التعافي من اضطراب الشخصية الاتكالية؟

الإجابة نعم، حيثُ يُمكن للمصاب باضطراب الشخصية الاتكالية التعايش مع حالته والاعتماد على نفسه عن طريق مراقبة حالته والخضوع للعلاج المستمر وتناول الأدوية.[٧]


كيف يمكن علاج اضطراب الشخصية الاتكالية؟

يمكن علاج اضطراب الشخصية الاتكالية من خلال ما يلي:[٨]

  • العلاج النفسي: ويُعد أحد الخيارات العلاجية الأولى، والتي تُساعد على السيطرة على أعراض اضطراب الشخصية الاتكالية، ومن الأمثلة على هذا العلاج: العلاج السلوكي المعرفي (بالإنجليزية: Cognitive behavioral therapy)، والعلاج النفسي الديناميكي (بالإنجليزية: Psychodynamic therapy)، والذي يهدف إلى تعلم سلوكيات جديدة.
  • التثقيف: يجب على المريض وأفراد عائلته وأصدقائه معرفة المزيد من المعلومات حول اضطراب الشخصية الاتكالية، واضطرابات الشخصية بشكلٍ عام، وحالات الصحة النفسية المختلفة، من أجل تقديم الدعم المناسب للمريض.
  • الدعم: يمكن أن يشعر المريض بالتحسن عند حصوله على الدعم الكافي من الآخرين، مما يساهم في علاج حالته.
  • الأدوية: يمكن لبعض الأدوية أن تساعد في السيطرة على أعراض المرض، مثل: مضادات القلق (بالإنجليزية: Anti-anxiety)، ومضادات الاكتئاب (بالإنجليزية: Antidepressants)، والأدوية المثبتة للحالة المزاجية (بالإنجليزية: Mood stabilizers)، ولكن بالرغم من ذلك، فإنّه حتى الآن لم تتم الموافقة على أي دواء لعلاج اضطراب الشخصية الاتكالية.


ما هي مضاعفات عدم تلقي العلاج؟

يمكن أن تظهر مضاعفات على المريض في حال عدم تلقيه العلاج، ومنها:[٢]

  • ارتفاع خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق.
  • تشكيل علاقات غير صحية ومؤذية مع الآخرين.


هل يمكن الوقاية من الإصابة باضطراب الشخصية الاتكالية؟

الجواب لا، ولكن يمكن أن يساعد العلاج النفسي في سن مبكر على تعديل شخصية المريض وتعليمه طرق فعالة للتعامل مع المواقف المختلفة، وخاصة إذا كان المريض يرغب في التغيير، ويثق بطبيبه المعالج.[٤]


المراجع

  1. "Dependent Personality Disorder", webmd, Retrieved 4/8/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت " Dependent Personality Disorder ", clevelandclinic, Retrieved 20/7/2021. Edited.
  3. " The Link Between Borderline and Dependent Personality Disorders ", verywellmind, Retrieved 20/7/2021. Edited.
  4. ^ أ ب " Dependent Personality Disorder ", webmd, Retrieved 20/7/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Dependent personality disorder", medlineplus, Retrieved 4/8/2021. Edited.
  6. "Dependent Personality Disorder", psychologytoday, Retrieved 4/8/2021. Edited.
  7. "Symptoms of Dependent Personality Disorder", psychcentral, Retrieved 20/7/2021. Edited.
  8. "Dependent Personality Disorder", sheppardpratt, Retrieved 20/7/2021. Edited.