يُساهِم كلّ من الشقيقة والاكتئاب في التأثير بطبيعة حياة المُصاب، فما العلاقة بينهما؟


ما العلاقة بين الشقيقة والاكتئاب؟

تعدّ العلاقة ما بين الشّقيقة والاكتئاب متبادلة؛ إذ تُضاعِف الشّقيقة احتمالية الإصابة بالاكتئاب بمقدار 2-3 مرات مقارنةً بالأشخاص غير المُصابين بها، فحقيقة التعايش مع الألم والتّعطّل عن القيام بالأعمال اليومية والتغيّب عن العمل الذي يُصيب مرضى الشقيقة يُساهِم في الإصابة بالاكتئاب،[١] كما أنّ المُصابين بالاكتئاب هم أكثر عرضةً للإصابة بالشّقيقة وآلام الرأس من غير المُصابين به.[٢][٣]




الملخص

العلاقة بين الشّقيقة والاكتئاب مُشترَكة؛ أيّ أنّ وجود أحدهما يزيد من احتمالية الإصابة بالآخر.




ما أسباب العلاقة بين الشّقيقة والاكتئاب؟

ما زال السّبب الرّئيسي في كَوْن العلاقة بين الشّقيقة والاكتئاب متبادلة غير معروفٍ حتى الآن، لكن يعزي العلماء ذلك إلى وجود مجموعة من العوامل المُشتركة بين كلاهما، وهي:[٤]

  • الجينات المُشتركة: تلعب الجينات المُتسبِّبة في الشّقيقة دورًا في الإصابة بالاكتئاب أيضًا، فقد تؤثر هذه الجينات في مستوى النّاقلات العصبية في الدماغ.
  • ضعف إنتاج هرمون السّيروتونين: تمّ ربط انخفاض مستوى هرمون السّيروتونين بالاكتئاب، كما أنّ انخفاضه يؤدي إلى الإصابة بالشّقيقة.
  • التأثير الهرموني: تُساهِم الهرمونات الأنثوية في حدوث كلٍّ من الاكتئاب والشقيقة، خصوصًا خلال فترة التقلّبات الهرمونية؛ سواءً أثناء دورة الحيض، أو الحمل، أو انقطاع الطّمث.
  • خللٌ وظيفي في الغدّ النّخامية والكظرية: واللتان تتحكّك كلاهما في كيفية استجابة الجسم للتوتر، وتنظيم الوظائف المختلفة في الجسم.


علاج الشّقيقة والاكتئاب

لعلاج الشقيقة والاكتئاب معًا سيلزم استخدام خياراتٍ علاجية لكلا الاضطرابين معًا، فمن غير المُحتمَل الإحساس بفائدة إن لم يتمّ علاج كلتا المشكلتين، وفيما يلي بعض الأساليب العلاجية المتّبعة:[٢][٤]


العلاج النفسي

يمكن علاج الاكتئاب والاضطرابات العقلية الأخرى بالكلام والتّحاور مع مستشارٍ مختصّ بأعراض المشكلة وكيفية السّيطرة عليها، إمّا الشّخص لوحده أو في إطار مجموعات الدّعم، والتي تُصحِّح أنماط التّفكير السّلبي وتساعد على اعتماد السّلوكيات الصّحية في الحياة اليومية، فضلاً عن تحديد محفّزات الشّقيقة وتفاديها.




تُعالَج معظم الاضطرابات العقلية باستخدام الأدوية أو جلسات العلاج النفسي أو كلاهما معًا، فقد تمّ التوصّل إلى أن دمج الأدوية مع الجلسات النّفسية في خطّة العلاج يكون أكثر فاعلية مقارنةً بأن يكون العلاج منفردًا.




العلاج بالأدوية

يصف الطّبيب في البداية مجموعة الأدوية التالية:

  • الأدوية المضادّة للاكتئاب: مثل فلوكستين (بروزاك) أو سيرترالين (زولوفت) أو فينلافاكسين (إيفكسور) أو أميتريبتيلين والتي تساعد على زيادة بعض المواد الكيميائية في الدّماغ، التي تُحسِّن الحالة المزاجية.
  • مسكّنات الألم: مثل الإيبوبروفين أو أسيتامينوفين، أو سوماتريبتان، التي تُخفِّف جميعها من ألم الشّقيقة.




لا بدّ من استشارة الطّبيب قبل البدء في تناول أيّ دواءٍ للسّيطرة على الاكتئاب أو الشّقيقة، فمن المُحتمَل أن تتفاعل الأدوية مع بعضها، كأن تسبب مجموعةً من الأعراض الخاصّة بمتلازمة السيروتونين، وهي الارتباك، وتيَبّس العضلات، والنوبات.




علاجات وأساليب أخرى

تساعد بعض السّلوكيات على تخفيف آلام الشّقيقة والاكتئاب، ومن هذه السّلوكيات ما يلي:

  • الاسترخاء: يُخفِّف الاسترخاء حدّة أعراض الشّقيقة والاكتئاب.
  • الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم: والذي يُقدَّر بحوالي 7-9 ساعات من النوم المتواصل في الليل.
  • ممارسة التّمارين الرّياضية: لذلك يُنصَح بممارستها 3 مرات يوميًا في الأسبوع.
  • تفادي التوتر: إذ يمكن للتوتر والإجهاد المزمن أن يزيد سوء أعراض الاكتئاب والشّقيقة.
  • تناول نظام غذائي متوازن: إذ إنّ اتباع نظامٍ غذائي متوازن يحتوي على الكثير من الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدّهون يزيد الصّحة البدنية والعقلية.


المراجع

  1. "What You Need to Know About Migraine, Depression, and Anxiety", www.everydayhealth.com, Retrieved 21/1/2022. Edited.
  2. ^ أ ب "What’s the Relationship Between Migraines and Depression?", www.goodrx.com, Retrieved 21/1/2022. Edited.
  3. "Headache and major depression: is the association specific to migraine?", pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 21/1/2022. Edited.
  4. ^ أ ب "The Relationship Between Migraines and Depression", www.verywellhealth.com, Retrieved 21/1/2022. Edited.