من الأعراض المرافقة لطفل التوحد تأخر أو صعوبة الكلام، لكن هذا لا يعني أن كل طفل يعاني من صعوبة الكلام مصاب بالتوحد، إذ إن هنالك العديد من العلامات الفارقة ما بين التوحد وصعوبة الكلام والتي قد تكون واضحة تمامًا، حتى عند الأشخاص الذين لا يملكون خبرة كبيرة بهذا الشأن، فما الفرق بينهما؟ وما هي العلامات المميزة؟[١]




ما الفرق بين صعوبة النطق والتوحد؟

يختلف التوحد عن صعوبة النطق بعلامة فارقة وأساسية ألا وهي المهارات الاجتماعية التي يمتلكها الطفل والتي يستخدمها للتواصل مع الآخرين، فالطفل الذي يعاني من صعوبة في النطق، يتمتع بحبه الشديد للتواصل الاجتماعي، مثل تبادل العناق والابتسامات، والانتباه للآخرين، وتقليده لتصرفاتهم، بينما يُلاحظ على طفل التوحد وجود خلل في مهارات التواصل، وعدم الانتباه أو ضعفٍ في الاستجابة للمؤثرات المحيطة، وتجنبه للتواصل بالعين، بالإضافة إلى قيامه بحركات متكررة مثل هز الرأس أماماً وخلفاً.[٢][٣]


الفرق بين أعراض صعوبة النطق والتوحد

تتعدد الفروقات بين طفل التوحد والطفل الذي يعاني من صعوبة في النطق، فلكل مرحلة عمرية مميزاتها، وبيانها فيما يلي:


طفل التوحد

تتفاوت الأعراض المصاحبة للتوحد بناءً على كل مرحلة عمرية يمر فيها الطفل، ويعاني حوالي 40% من الأطفال المصابين بالتوحد من عدم القدرة على الكلام، وما بين 25% إلى 30% من الأطفال تنخفض لديهم المهارات اللغوية التي أتقنوها في عامهم الأول، ويمكن تفصيل الأعراض الأخرى كما يلي:[٤][٥]

  • في عمر ال9 شهور: لا يتواصل بالنظر، ولا يلتفت عند مناداته باسمه، ولا يستخدم تعبيرات الوجه كالفرح والحزن.
  • في عمر السنة: لا يتفاعل عند ملاعبته ولا يستخدم الإيماءات كالتلويح بوداعاً.
  • في عمر السنة ونصف: لا يُظهر رغبته بالأغراض المحيطة أو تفضيله للعبة معينة، ولا يستخدم الإشارة إلى الأشياء للحصول عليها.
  • في عمر السنتين: لا ينتبه إلى انفعالات الآخرين المحيطة به، كالحزن والألم.



يستطيع معظم أطفال التوحد المناغاة والمكاغاة في عامهم الأول، ثم يتوقفون عن ذلك.




طفل صعوبة النطق

أما الأعراض التي تميز الطفل المصاب بصعوبة النطق، وتفرق بينه وبين طفل التوحد، مذكورة كما يلي حسب المرحلة العمرية:[٦][٧]

  • في عمر ال9 شهور: يصنع أصوات محددة فقط، ولا يستخدم الإيماءات، كالتلويح والإشارة للأغراض.
  • في عمر السنة إلى السنة ونصف: ينطق بكلمات محدودة، ويفتقد القدرة على تكوين جمل.
  • في عمر السنة ونصف إلى سنتين: ينطق بعدد كلمات أقل من 50 كلمة.
  • عمر السنتين إلى ثلاث سنوات: يواجه صعوبة في اللعب مع الآخرين لافتقاره مهارات الكلام، ونبرة صوته غريبة أقرب ما تكون للخشونة أو كأنه صوت صادر من الأنف.



يستطيع معظم الأطفال الأصحاء النطق والكلام بوضوح بحلول عامهم الثالث، أمّا في حال لاحظت الأم عدم تطور المهارات اللغوية لدى طفلها مع مرور الوقت، فيجب مراجعة الطبيب.




الفرق بين أسباب صعوبة النطق والتوحد

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى إصابة الطفل بصعوبة النطق أو التوحد، وتختلف في كل منهما، فأكثر الأسباب شيوعاً لإصابة الطفل بصعوبة النطق هي فقدان السمع، إذ يؤدي إلى حرمان الطفل من اكتساب لغة والديه النموذجية، وبالتالي افتقاره للقدرة على تطوير المهارات، أما السبب الرئيسي لإصابة الطفل بالتوحد إلى الآن مجهول المصدر، وفيما يلي تعداد لأهم هذه الأسباب:[٨][١]


صعوبة النطق

أسباب أخرى تتسبب بالإصابة بصعوبة النطق:[٨]

  • تكلم الوالدان بأكثر من لغة: إنَّ المنازل ثنائية اللغة تجعل من الصعب على الطفل تعلم لغتين في آنٍ واحد وبالتالي قد يحتاج الطفل لوقتٍ أطول حتى يتمكن من الفصل ما بين اللغتين والتمييز بينهما.
  • الخرس الانتقائي: قد يكون الطفل مصابًا بالخرس الانتقائي، فلا يتحدث في مواقف محددة أو لأناس محددين مع امتلاكه القدرة على ذلك، ولا يوجد سبب طبي يفسّر هذه الحالة.
  • عدم قضاء الوقت الكافي مع طفلك: إذ إنّ حرمان الطفل من الوقت الكافي في التحدث مع الكبار ينعكس على مهاراته اللغوية بشكلٍ كبير.
  • الإصابة ببعض اضطرابات الحركة أو الإعاقات الذهنية.


التوحد

أما التوحد فكما ذكرنا سابقا أن السبب الرئيسي مجهول المصدر، فقد يكون العامل الوراثي أو العامل البيئي أحدها، إلا أن الأمر لا يخلو من وجود عوامل خطر تزيد من فرصة الإصابة مثل تقدم السن عند الإنجاب، وانخفاض وزن الجنين عند الولادة، ومكوثه في الخداج.[١]


الفرق بين علاج صعوبة النطق والتوحد

تتباين طرق علاج كل من الحالتين؛ نظراً لاختلاف أعراضهما وشدتهما، وفيما يأتي أهم الطرق المستخدمة في علاج التوحد وصعوبة النطق:


التوحد

يمكن وضع خطة علاجية بمساعدة المختصين لعلاج طفل التوحد من النواحي المختلفة المبينة فيما يلي:[٩]

  • علاج الطفل سلوكيّاً وإدراكياً عبر برامج خاصة لمرضى التوحد، مثل برنامج شوبلر.
  • تقوية مهارات التواصل الاجتماعي.
  • العلاجات التعليمية والمدرسية.
  • علاج النطق واللغة.
  • العلاجات الدوائية.



على الوالدين اللجوء إلى مساعدة المختص في علاج التوحد، ليستطيع تقييم شدة الحالة، ووضع خطة علاجية مناسبة تتضمن التعامل مع الجوانب المختلفة لحالة الطفل.




صعوبة النطق

طرق علاج صعوبة النطق تتمثل بما يلي:[١٠]

  • علاج الأذن في حال كانت مشاكل الأذن هي المسبب.
  • التحدث مع الطفل طوال اليوم، والحرص على تعريفه بالأشياء والأصوات من حوله سواء في المنزل، أو في السيارة، أو في البقالة والأماكن التي يذهب إليها، ويفضّل طرح الأسئلة على الطفل باستمرار والتعليق على إجابته.
  • جلسات معالجة خاصة، حيث يتعلم الطفل من خلالها كيفية نطق الكلمات والأصوات، إلى جانب تقوية عضلات الوجه والفم.

المراجع

  1. ^ أ ب ت "Is Late Speech a Sign of Autism?", very well health, Retrieved 2/9/2021. Edited.
  2. "Speech Delay vs Autism: Understanding and Recognizing the Difference", autismparentingmagazine, Retrieved 13/10/2021. Edited.
  3. "Difference Between Speech Delay and Autism", otsimo, Retrieved 2/9/2021. Edited.
  4. "Signs and Symptoms of Autism Spectrum Disorders", cdc, Retrieved 13/10/2021. Edited.
  5. "What Are Causes and Symptoms of Autism?", webmd, Retrieved 13/10/2021. Edited.
  6. "Signs Your Child has a Speech, Language or Hearing Problem", thehearinginstitute, Retrieved 13/10/2021. Edited.
  7. "Early Identification of Speech, Language, and Hearing Disorders", asha, Retrieved 13/10/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "When Does a Speech Delay Signal Autism? (How to Tell)", join sprout therapy, Retrieved 2/9/2021. Edited.
  9. "What Are the Treatments for Autism?", webmed, Retrieved 13/10/2021. Edited.
  10. "Spotting Developmental Delays in Your Child: Ages 3-5", WebMD, Retrieved 2/9/2021. Edited.