شهد عام 2020م زيادة كبيرة في حالات القلق الاجتماعي بنسبة تفوق السنوات السابقة بحسب دراسة منشورة في مجلة (PLOS one) في سبتمبر 2020م، فما هو القلق الاجتماعي، وهل يوجد فرق بينه وبين الرهاب الاجتماعي؟ سنتعرف على التفاصيل في هذا المقال.[١]


ما هو الفرق بين الرهاب الاجتماعي والقلق الاجتماعي؟

قد لا يكون هناك فرق بين الرهاب الاجتماعي (بالإنجليزية: Social phobia) واضطراب القلق الاجتماعي (بالإنجليزية: Social Anxiety Disorder)، إلّا أن الرهاب الاجتماعي هو مصطلح كان يستخدم في السابق أما المصطلح الحالي والمستخدم هو اضطراب القلق الاجتماعي، ويوصف الرهاب الاجتماعي على أنه الخوف من مواجهة المواقف والمناسبات الاجتماعية التي تجعل من الشخص محط أنظار الآخرين، وعندما تم نشر الدليل التشخيصي والإحصائي الرابع في عام 1994م، تم استبدال مصطلح الرهاب الاجتماعي بمصطلح اضطراب القلق الاجتماعي، حيث أصبح المصطلح الجديد أكثر شمولية للمخاوف التي تشكل جزءًا من هذا الاضطراب.[٢]




الدليل التشخيصي والإحصائي هو الدليل المكتوب الذي يستخدمه مقدمو الرعاية الصحية لمساعدتهم على الوصول لتشخيص دقيق.




ما هو اضطراب القلق الاجتماعي؟

اضطراب القلق الاجتماعي هو نوع من أنواع اضطرابات القلق، حيث يواجه الشخص مواقف معينة تجعله يشعر بالخوف والقلق من أن تبدو تصرفاته غير مناسبة، ويتّصف الخوف والقلق الذي يشعر به الشخص المصاب بأنه غير متناسب مع الموقف، فبالرغم من أن الشعور بالقلق في بعض المواقف الاجتماعية هو أمر طبيعي ومبرّر، إلا أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي يشعرون بقلق زائد لدرجة بما يجعلهم يتجنبون مواجهة تلك المواقف الاجتماعية، أو مواجهتها، مع الشعور بقدر كبير من الضيق والانزعاج.[٣]




يعد اضطراب القلق الاجتماعي أحد أكثر أنواع المشاكل النفسية شيوعًا، ووفقاً لمركز واشنطن للعلاج المعرفي، هناك ما يقارب 36% من الأشخاص الذي يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي يشكون من ظهور الأعراض لمدة عشر سنوات أو أكثر قبل اللجوء إلى المساعدة الطبيّة.




ما هي المواقف التي تحفز الرهاب الاجتماعي؟

توجد بعض المواقف الشائعة التي تثير الشعور بالقلق عند الأشخاص المصابين بالرهاب الاجتماعي، وتشمل ما يلي:[٣]

  • التحدث أمام عدد كبير من الناس.
  • تقديم عرض أو أداء أمام الناس، مثل إلقاء كلمة في مناسبة رسمية.
  • تناول الطعام مع الآخرين.
  • مقابلة أشخاص جدد.
  • توقيع وثيقة أمام شهود.
  • إجراء محادثة مع شخص.
  • استخدام حمّام عام.


ما هو الفرق بين الرهاب الاجتماعي والخجل؟

يشعر العديد من الناس بالخجل أو عدم الراحة عند التعرض لموقف معين، خاصة عند الأطفال، ولكن ليس بالضرورة أن يكون ذلك علامة من علامات الإصابة باضطراب القلق الاجتماعي، حيث تتفاوت مستويات تقبّل الأشخاص للمواقف الاجتماعية المختلفة، ويعتمد ذلك على السمات الشخصية والخبرات الحياتية، أما اضطراب القلق الاجتماعي فيتضمن الشعور بالخوف، والتوتر، والقلق، وتجنب المواقف الاجتماعية، مما يؤثر في الروتين اليومي، والعمل، والدراسة، أو أي نشاط آخر يقوم به الشخص.[٤]  


ما هو الفرق بين الرهاب الاجتماعي والشخصية الانطوائية؟

يشعر الشخص الانطوائي بالقلق في المناسبات الاجتماعية ويميل للعُزلة، ولكن تعد الانطوائية سمة تولد مع الشخص، بحيث يكون الشخص انطوائيًا بالفطرة، أمّا القلق الاجتماعي فهو اضطراب يكتسبه الشخص في مرحلة معينة من حياته، وتجدر الإشارة إلى أن الشخص الذي يعاني من الرهاب الاجتماعي ليس بالضرورة أن يكون انطوائيًا، على سبيل المثال؛ قد يكون لدى الشخص الرغبة بقضاء وقت مع زملاء العمل، ولكنه قلق بشأن عدم رغبتهم بوجوده، أو خشيته من أن يقول شيئًا ليس في مكانه أمام الآخرين.[٥]


ما هي أعراض الرهاب الاجتماعي؟

يمكن تقسيم أعراض الرهاب الاجتماعي إلى أعراض نفسية وأعراض جسدية، ونذكر كل منهما على النحو التالي:[٦]


أعراض نفسية

تشمل الأعراض النفسية ما يلي:[٦]

  • الشعور بالقلق تجاه مواجهة الأنشطة اليومية الاعتيادية، مثل مقابلة الغرباء، أو البدء بإجراء محادثة، أو التحدث على الهاتف، أو العمل مع الآخرين، أو التسوّق.
  • تجنب الأنشطة الاجتماعية أو الشعور بالقلق الشديد عند مواجتها.
  • الشعور بالقلق الدائم تجاه أشياء يعتقد الشخص أنها محرجة.
  • إيجاد صعوبة في التصرُّف أمام الآخرين، وذلك قد يكون بسبب شعوره الدائم بأنه مراقب وسيتم إصدار أحكام على أفعاله.
  • الخوف من التعرّض للانتقاد، وتجنب التواصل البصري، أو تدني تقدير الذات.
  • الإصابة بنوبات هلع، والتي تتمثل بالشعور الشديد بالخوف، والقلق، والتوتر الذي يستمر عادةً لبضع دقائق فقط.
  • التزام الصمت أو الجلوس في مكان مخفي لتجنّب الشعور بالإحراج.[٧]


أعراض جسدية

تشمل الأعراض الجسديّة ما يلي:[٤]

  • احمرار الوجه.
  • خفقان القلب.  
  • الارتجاف.
  • التعرّق.
  • الشعور باضطراب المعدة أو الغثيان.
  • ضيق وصعوبة في التنفس.
  • الشعور بدوخة أو خفّة الرأس.
  • الشعور بتشنج عضلي.


ما هي أسباب الرهاب الاجتماعي؟

قد ينشأ الرهاب الاجتماعي من أسباب متعددة ناتجة عن تأثير العوامل البيولوجية والبيئية، ويمكن ذكر الأسباب المحتملة على النحو التالي:[٤]

  • العامل الوراثي: تميل اضطرابات القلق إلى الظهور في أفراد الأسرة الواحدة، ولكن من غير الواضح حتى الآن ما إذا كان السبب يرجع للجينات أم أنه يعد سلوكًا مكتسبًا من أفراد العائلة المصابين بالرهاب الاجتماعي.
  • بُنية الدماغ: تعدّ اللوزة الدماغية (بالإنجليزية: Amygdala) من الأجزاء المسؤولة عن التحكم في مشاعر الخوف لدى الشخص، ويؤدي فرط نشاط اللوزة الدماغية إلى الشعور بخوف وقلق شديد بشكلٍ غير متناسب مع شدّة الحدث.
  • العامل البيئي: قد يكون اضطراب القلق الاجتماعي سلوكًا مكتسبًا من البيئة المحيطة بالشخص، حيث يصاب بعض الأشخاص بهذا الاضطراب بعد التعرض لموقف اجتماعي محرج.


الرهاب الاجتماعي وجائحة كوفيد-19

يجد المصابون بالرهاب الاجتماعي أن التباعد الجسدي المفروض أثناء جائحة كورونا قد سهّل عليهم تجنب التواصل الاجتماعي مع الآخرين، وبشكلٍ عام يُعتبر العلاج السلوكي المعرفي (بالإنجليزية: Cognitive Behavioral Therapy) أحد أكثر العلاجات شيوعا للقلق الاجتماعي والذي يتضمن التعرّض التدريجي للمواقف الاجتماعية التي تسبب القلق للشخص، ويحث الخبراء الأشخاص على الاستمرار بالتواصل الاجتماعي في ظل جائحة كورونا لمواجهة الشعور بالعزلة، وتشمل الطرق المختلفة للتواصل الاجتماعي ما يلي:[٨]

  • التواصل عبر الهاتف.
  • عقد الاجتماعات أو المؤتمرات بالفيديو.
  • التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
  • إرسال بطاقات بريدية، أو رسائل عادية أو إلكترونية.


المراجع

  1. "Social anxiety in young people: A prevalence study in seven countries", plos, Retrieved 28/6/2021. Edited.
  2. "Social Phobia and Social Anxiety Disorder Differences", verywellmind, Retrieved 28/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Social Phobia", msdmanuals, Retrieved 28/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Social anxiety disorder (social phobia)", mayoclinic, Retrieved 28/6/2021. Edited.
  5. "Am I Introverted or Socially Anxious?", scientificamerican, Retrieved 28/6/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Social anxiety (social phobia)", nhs, Retrieved 28/6/2021. Edited.
  7. "Social Anxiety Disorder", helpguide, Retrieved 28/6/2021. Edited.
  8. "How the COVID-19 pandemic affects people with social anxiety", medicalnewstoday, Retrieved 28/6/2021. Edited.