إنّ ما يجمع متلازمة داون واضطراب التوحد هو أنهما حالتان يواجه المُصاب بهما مشاكل في التطوّر والنمو تلازمه طوال فترة حياته، عدا عن ذلك فهما اضطرابان مختلفان تمامًا، إذ تختلف الأسباب المؤدية لكلّ منهما، والأعراض التي تظهر على المُصاب بأيّ منهما، كما يختلف شكل المُصاب وأساليب العلاج والأدوية المُستخدمَة في كل حالة.[١]
الفرق بين متلازمة داون والتوحد
- متلازمة داون: (بالإنجليزية: Down syndrome)؛ هي متلازمة تولد مع الطّفل وتؤثر في قدراته الذّهنية والبدنية، لكن من المُمكن أن يُولَد الطفل دون مشاكل جسدية أو ذهنية.[٢]
- اضطراب طيف التوحد: (بالإنجليزية: Autism Spectrum Disorder-ASD)؛ هو اضطرابٌ معقد في السّلوك العصبي يؤثر في مهارات المُصاب الاجتماعية، بحيث لا يستطيع التواصل مع الآخرين، ولا يتمكّن من تكوين العلاقات، وقد لا يتمكن المُصاب بهذا الاضطراب من الاهتمام بنفسه.[١]
من حيث الأعراض
أعراض متلازمة داون
من الممكن التّعرّف إلى المُصاب بمتلازمة داون فور رؤيته، وذلك بسبب الأعراض المميزة التي تظهر على شكل المصاب، ومن أشهرها:[٣]
- الوجه المسطح وعظم الأنف المسطّح.
- شكل العيون اللوزي المائل.
- الرقبة القصيرة.
- الآذان الصغيرة.
- اللسان البارز.
- وجود نقطة بيضاء صغيرة في قزحية العين (الجزء الملوّن من العين).
- الأيدي والأقدام الصغيرة.
- التجعّد في راحة اليد.
- أصابع قصيرة وردية اللون منحنية باتجاه الإبهام.
- ضعف العضلات، وليونة المفاصل.
- قصر القامة.
أعراض التوحد
تظهر أعراض اضطراب التوحد من خلال اضطرابات في مهارات المُصاب الاجتماعية، وتشمل:[١]
- محدودية النشاطات والاهتمامات.
- ضعف القدرة على التواصل مع الآخرين والانخراط اجتماعيًا.
- اضطرابات في الأكل والنوم.
- نوبات الصّرع.
تتشابه أعراض اضطراب التوحد مع الكثير من الاضطرابات كاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه؛ لذلك من الضّروري التّركيز على حاجة كلّ مُصابٍ بشكل خاص عند علاجه.
من حيث السّلوكيات
السلوكيات التي تظهر على مُصاب داون
تتسبب متلازمة داون بظهور العديد من الاضطرابات السّلوكية عند المُصاب، نذكرها فيما يلي:[٤]
- الإهمال والاندفاع والشّرود والميل إلى الاعتراض.
- العناد والقلق وانعدام المرونة.
- التمسّك بالسلوكيات النمطية وتكرارها.
- الانغماس مع النفس وعدم القدرة على تكوين العلاقات الاجتماعية.
- مواجهة اضطراباتٍ دائمة في النوم وتغييرات مستمرّة في المزاج.
- محدودية المهارات اللغوية ومهارات التواصل مع الآخرين.
السلوكيات التي تظهر على مصاب التوحد
يمارس المُصابون باضطراب التوحد السّلوكيات المذكورة أدناه:[٤]
- ضعف التّواصل البصري.
- عدم القدرة على استخدام تعابير الوجه والإيماءات في التعبير.
- صعوبة الإحساس بمشاعر الآخرين، وعدم القدرة على إظهار التعاطف معهم.
- السلوكات النمطية المحددة.
من حيث الأسباب
سبب الإصابة بمتلازمة داون
تحدث متلازمة داون نتيجة الانقسام غير الطّبيعي للخلايا، الذي يؤدي إلى وجود نسخةٍ إضافية كاملة أو جزءٍ منها في الكروموسوم 21، ووجود هذا الكروموسوم الإضافي يؤثر في تطور الدماغ وفي القدرات البدنية للمُصاب.[١]
سبب الإصابة باضطراب التوحد
إنّ المُسبب الرئيسي لحدوث هذا الاضطراب غير معروفٍ حتى الآن، لكن تشير الأبحاث إلى أنه لا يوجد سببٌ واحد لحدوثه بل مجموعة من الأسباب، نذكرها كالتالي:[٥]
- العامل الوراثي وحدوث الطّفرات الجينية.
- الإصابة بأحد الأمراض الجينية كمتلازمة كرورموسوم إكس الهش.
- الإنجاب في عمرٍ كبير.
- ولادة الطفل بوزنٍ أقلّ من الطبيعي.
- عدم التوازن في عمليات الأيض.
- التعرّض للمواد البيئية السّامة.
- وجود تاريخٍ للإصابة بالعدوى الفيروسية.
- إساءة استخدام بعض الأدوية أثناء الحمل، مثل الثاليدوميد (Thalidomide)، وحمض الفالبرويك (Sodium valproate).
من حيث التشخيص
تشخيص متلازمة داون
يتمّ تشخيص الإصابة بمتلازمة داون خلال مرحلة الحمل من خلال مجموعةٍ من الفحوصات والاختبارات المخصّصة لذلك.[٤]
تشخيص التوحد
على عكس متلازمة داون لا يمكن التّنبؤ باضطراب التوحد خلال مرحلة الحمل، لكن يمكن تشخيصه قبل أن يُتمّ الطفل عمر 3 سنوات،إذ تتمّ ملاحظة الاضطراب وتشخيصه من خلال مراقبة نمو الطفل وتطوّر قدراته بصورةٍ غير طبيعية.[٤]
من حيث العلاج
علاج متلازمة داون
للأسف تعتبر متلازمة داون من الأمراض التي لا يمكن الشّفاء منها، لكن يُساهِم بدء العلاج مبكّرًا في تحسين مهارات المُصاب، ومنحه حياةً منتجة وسعيدة، ومن العلاجات التي يتم استخدامها للمصابين بمتلازمة داون:[٢]
- علاج النطق واللغة.
- العلاج الفيزيائي.
- العلاج الوظيفي.
- العلاج التّعليمي والسلوكي.
علاج التوحد
يعتبر اضطراب التوحد أيضًا من الأمراض التي لا يمكن التّعافي منها، لكن يمكن استخدام مجموعة من العلاجات تهدف إلى تحسين نوعية حياة المُصاب، وبما أنه لا يوجد علاج واحد يستخدم لاضطراب التوحد، يتمّ علاج التوحّد بمجموعةٍ من الأساليب، منها:[٦]
- علاج النطق والكلام.
- العلاج الفيزيائي.
- العلاج الوظيفي.
- العلاج بالتغذية.
- العلاج السلوكي المعرفي.
- العلاج بالأدوية.
- التمرين على اكتساب المهارات الاجتماعية.
هل من الممكن أن يصاب الشخص بمتلازمة داون واضطراب التوحد معًا؟
نعم. فالأشخاص المُصابون بمتلازمة داون أكثر عرضةً للإصابة باضطراب التوحد، فقد تمّ تشخيص 20% من المصابين بمتلازمة داون لاحقًا باضطراب التوحد.[٧] وتُلاحَظ على هؤلاء الذين تمّ تشخيصهم الإصابة بالاضطرابين معًا الأعراض التالية:[٨]
- الاستجابة غير الطّبيعية للأمور الحسية كالأصوات والألوان والألم.
- عدم تقبّل جميع أنواع الطعام.
- اللعب بطريقةٍ مختلفة عن باقي الأطفال.
- مواجهة صعوبات مع التغيير والرّغبة بالالتزام بنمط محدد.
- ضعف التّواصل المعنوي أو انعدامه.
- السلوكيات العدائية والتعرّض لنوبات الغضب.
- النشاط الزائد والاندفاع وضعف التّركيز.
- إيذاء الجسم مثل حك الجلد، أو ضرب الرأس، أو العضّ.
- اضطرابات النوم.
- حدوث انتكاسات وتراجع في تطور المهارات الاجتماعية واللغوية.
المراجع
- ^ أ ب ت ث "Difference Between Autism and Down Syndrome", differencebetween, Retrieved 26/7/2021. Edited.
- ^ أ ب "Down Syndrome", medlineplus, Retrieved 26/7/2021. Edited.
- ↑ "Facts about Down Syndrome", cdc, Retrieved 26/7/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Know the Signs of a Dual Diagnosis of Down Syndrome and Autism Spectrum Disorder", sunfieldcenter, Retrieved 26/7/2021. Edited.
- ↑ "Everything You Need to Know About Autism", healthline, Retrieved 26/7/2021. Edited.
- ↑ "What are the treatments for autism?", nichd, Retrieved 26/7/2021. Edited.
- ↑ "Autism Spectrum Disorder-Associated Behaviour in Infants with Down Syndrome", ncbi, Retrieved 26/7/2021. Edited.
- ↑ "Dual Diagnosis of Down Syndrome and Autism", ndss, Retrieved 26/7/2021. Edited.