يُعدّ الصرع (Epilepsy) مرضًا عصبيًا يحدث بسبب مشكلة في نشاط الدماغ، ونتيجةً لذلك، يعاني المصاب من نوبات صرع تشنجية قد تؤدي أحيانًا لفقدان الوعي، وفي بعض الأحيان قد ينتج عن هذه النوبات حركات لا إرادية في الأطراف،[١] وإذا كنت مصابًا بالصرع أو كنت تملك أحد أفراد العائلة المصابين به، قد تتساءل عمّا إذا كان يمكن علاجه بدون أدوية؟ وهذا ما سنُبيّنه في مقالنا الآتي.


هل يمكن علاج الصرع بدون أدوية؟

في الواقع، فإن أدوية الصرع هي الخيار الأول في العلاج، إذ سيصف الطبيب الأدوية المناسبة لحالتك، ولكن في حال لم تكن الأدوية كافية، حينها قد يلجأ الطبيب لعلاجات أخرى.[١]


ولكن يجب عليك ألا تتوقف أو تغير الأدوية التي تستخدمها أو تجرّب أيّ علاج دون استشارة الطبيب أولًا.[١]


إذن ما هي العلاجات التي لا تتضمّن الأدوية؟

هذه العلاجات قد تُخفف من أعراض الصرع التي تعاني منها بالتزامن مع استخدامك للأدوية، ومع ذلك فالدراسات حول فعاليتها ما زالت غير كافية، لذا من المهمّ ألا تجرّب أيّ منها دون الرجوع لطبيبك أولًا،[٢] وهي كما يأتي:


اتباع حمية الكيتو

اتباع حمية الكيتو (التي تتضمّن تناول نظام غذائي عالي الدهون، وقليل بالكربوهيدرات والبروتين)، يُعدّ من الطرق التي قد تُقلل من نوبات الصرع، خاصةً لدى الأطفال، لذا فالعديد من الأطفال المصابين بالصرع يتّبعون هذه الحمية.[٢]


ولكنّ حمية الكيتو تُعرف بكونها حميةً مقيّدةً نوعًا ما، وهذا قد يُصعّب اتباعها،[٣] لذا في عام 2002، تمّ تصميم حمية أخرى أقلّ تقييدًا، وهي حمية أتكينز (Atkins diet).[٢]


الأعشاب الطبيعية

هناك بعض الأعشاب التي يُعتقَد أنها قد تكون مفيدةً لتخفيف الصرع، وهي كما يأتي:[٢]

  • عشبة النار (Mugwort).
  • الناردين أو حشيشة الهرّ (Valerian).
  • المُضاض المجنح (Burning bush).
  • الطاسية أو جذور الخروف (Hydrocotyle).
  • شجرة السماء أو الأيلنط الباسق (Tree of heaven).
  • الدَرَقة (Skullcaps).


الفيتامينات

فبعض الفيتامينات قد تكون مفيدةً للأشخاص المصابين بالصرع، ولكننا نحتاج للمزيد من الدراسات لتأكيد فعاليتها، ومنها ما يأتي:[٣]

  • فيتامين ب6.
  • فيتامين هـ.
  • المغنيسيوم.
  • المنغنيز.
  • الأوميغا 3.


التحكم الذاتي بنوبات الصرع

هذا العلاج يُركّز على محاولة التعرّف على الأعراض التي تسبِق نوبة الصرع، ليستطيع الشخص منعها، إذ قبل 20 دقيقة تقريبًا من النوبة، قد يعاني الشخص من الصداع، او ضبابية الرؤية، أو يشمّ رائحة غريبة، وغيرها.[٢]


وحينما يتعرّف على هذه الأعراض، يمكنه اللجوء لبعض الطرق لتساعده على منع حدوث هذه النوبات، مثل:[٢]

  • المشي.
  • التأمّل.
  • الانشغال بقضاء مهمة ما.
  • شمّ روائح قوية.


علاجات أخرى

مثل ما يأتي:[٤]

  • الجراحة،

يتم اللجوء عادةً إلى الجراحة في حال فشل الأدوية في التحكم في الصرع؛ حيث يتم استئصال الجزء المسؤول عن التشنجات في الدماغ جراحيًا، وإذا نجحت الجراحة، فقد يُشفى المصاب تمامًا من الصرع.

  • تحفيز العصب المبهم (Vagus nerve stimulation)،

ويتم إجراء هذه الطريقة بزراعة جهاز صغير تحت الجلد عند الصدر، ويمتد منه سلك يصل إلى العصب المبهم في الرقبة، وهذا الجهاز لا يوقف نوبات الصرع تمامًا، ولكنّه يُقلل عددها ويُخفف شدّتها.


هل هذه العلاجات آمنة؟

سنوضّح فيما يأتي أمان استخدام الطرق سابقة الذكر:

  • حمية الكيتو،

حمية الكيتو آمنة إذا اتبعتها بطريقة صحيحة، ولكنّها أحيانًا قد تسبب آثارًا جانبيةً، مثل الإمساك، والجفاف، وقد تؤثر في نموّ الأطفال إذا لم يحصلوا على ما يحتاجونه من عناصر غذائية.[١]

  • الأعشاب الطبيعية،

يُنصح في الواقع بعدم استخدام الأعشاب في علاج الصرع، فأمان هذه الأعشاب، وتفاعلاتها مع الأدوية، وجرعاتها ما زالت غير محددة للآن، كما أن قد تتسبب بآثار جانبية، مثل الاضطرابات الهضمية، والصداع، والطفح الجلدي، وقد تزيد أعراض الصرع سوءًا.[٢]

  • الفيتامينات،

تُعدّ آمنة عامةً بشرط ألا تأخذ أيّ منها دون استشارة الطبيب أولًا.[٣]

  • التحكّم الذاتي،

هذه الطريقة ليست لها آثار جانبية، ولكنّ مشكلتها تكمن في عدم وجود ما يضمن فعاليتها! كما أن نجاحها في مرة لا يعني أنها ستنجح المرة القادمة أيضًا.[٢]

  • تحفيز العصب المبهم،

قد يتسبب بآثار جانبية، مثل التهاب الحلق، وخشونة الصوت.[٤]


ملخص المقال

لا يمكن علاج الصرع بدون أدوية في أغلب الحالات، فالأدوية هي أول خيار يلجأ له الأطباء لعلاج الصرع، ولكن في حال لم تكن الأدوية كافية للتحكم بنوبات الصرع، قد يقترح معها الأطباء أساليب أو علاجات أخرى، مثل اتباع حمية الكيتو، أو التحكّم الذاتي، أو الفيتامينات، أو الجراحة وغيرها، ومن المهم ألا تستخدم أيّ علاج جديد، أو تتوقف عن أدويتك دون استشارة الطبيب أولًا.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث Mayoclinic staff (7/10/2021), "Epilepsy Symptoms and causes ", Mayoclinic, Retrieved 21/1/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Natural Treatments for Epilepsy: Do They Work?", healthline, Retrieved 30/10/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Natural remedies for epilepsy and seizures, and how effective they are proven to be", medicalnewstoday, Retrieved 30/10/2022. Edited.
  4. ^ أ ب "Treatment -Epilepsy", nhs, Retrieved 30/10/2022. Edited.