يمكن ملاحظة مرض التوحد (بالإنجليزية: Autism spectrum disorder - ASD) خلال مرحلة الرّضاعة أو الطّفولة المبكّرة عبر تقييم مجموعةٍ من الأعراض والسّلوكيات، كالتأخّر في النمو وتعلّم مهارات الكلام أو اللعب أو التفاعل مع الآخرين.[١] وبحسب ما صدر عن مركز مكافحة الأمراض والسّيطرة عليها (CDC) فإن 1 من كلّ 54 طفل تقريبًا يُصاب باضطراب التوحد، وتعدّ نسبة إصابة الذكور به أكثر من الإناث.[٢]

تشخيص التوحد عند الرضع

لا يوجد فحوصاتٌ أو تحاليل طبية محددة لتشخيص اضطراب التوحد عند الرّضع؛ لذلك فإن التّشخيص به قد يكون صعبًا، ويعتمد الأطباء فيه على التاريخ الخاصّ بتطور سلوكيات الطّفل وطبيعة نموّه.[٣]




هنالك بعض الأطفال الذين لا يتمّ تشخيصهم بهذا الاضطراب إلا في مراحل متأخرة؛ كالمراهقة أو البلوغ، ويؤدي هذا إلى التأخر في تقديم العلاج اللازم لهم.




متى يتمّ تشخيص التوحد عند الرضع؟

يتمّ تشخيص الأطفال بمرض التوحد خلال مرحلة الطّفولة المبكّرة؛ أيّ في عمر 18 شهرًا أو أقلّ، ولا يكون هذا التشخيص دقيقًا جدًا إلا عند بلوغ الطفل عمر السنتين.[٣]


من المسؤول عن تشخيص اضطراب التوحد؟

يحتاج تشخيص اضطراب التوحد إلى فريقٍ طبي يضمّ مجموعةً من الأخصائيين لإجراء الفحوصات وتقييم حالة الطفل؛ إذ يعدّ تشخيص اضطراب التوحد تشخيصًا متعدد التخصّصات، ويتكون هذا الفريق من: طبيب الأطفال، وأخصائي علم النفس، وأخصائي النطق، والطبيب النفسي وفي بعض الأحيان قد يحتاج الفريق إلى انضمام المُعالِج الطّبيعي وغيره من أخصائيي العلوم الطبية المساندة.[٤]


ما هي معايير تشخيص اضطراب التوحد؟

يعتمد المختصّين في تشخيصهم على عدّة معايير وأدوات، هي:[٤]

  • تتبع تاريخ نمو وتطوّر الطفل.
  • مراقبة طريقة الطفل باللعب وطريقة تفاعله مع الآخرين.
  • محاورة الوالدين بخصوص سلوكات الطفل.


متى تظهر أعراض التوحد عند الأطفال؟

ينحصر ظهور أعرض اضطراب التوحد بشكلٍ عام في الأعمار 12-24 شهرًا، وقد يتأخر ذلك أحيانًا،[٥] لكن بحسب مركز مكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) فإن أعراض اضطراب التوحد تبدأ بالظهور على الأطفال في عمر 9 شهور،[٣] بينما تقول مؤسسة علم التوحد أنّ الأعراض المبكّرة لاضطراب التوحد قد تظهر على الأطفال في عمر الشهرين.[٦][٧]


لمعرفة المزيد عن أعراض التوحد، انقر هنا.


كيف تميز بين الطفل الذي ينمو طبيعي والطفل الذي قد يعاني من التوحد؟

تعتبر الأعراض التالية عند ظهورها في أعمارٍ معينة على الطفل مُنبّهاتٍ تتطلّب المتابعة والتقييم لمعرفة إذا ما كان الطفل يعاني من اضطراب التوحد، وتشمل:[٨]


في عمر 6 شهور

عدم قدرة الطفل على التواصل البصري، فلا يستجيب مثلًا عند النظر إليه خلال إطعامه.

  • عدم استجابة الطفل للمُداعبة والتعبيرات المُضحِكَة التي يقوم بها الآخر لتسليته.


في عمر 9 شهور

عدم قدرة الطفل على استخدام أيّ نوع من أنواع التواصل كالإيماءات أو حركة الأيدي.


في عمر 12 شهرًا

عدم استجابة الطفل عند سماعه للأصوات أو عند مناداته باسمه.

  • عدم تتبع الطفل للإيماءات والإشارات بعينيه.


في عمر 15 شهرًا

عدم القدرة على التلفّظ بكلمةٍ واحدة.


في عمر 24 شهرًا

عدم القدرة على التلفظ بكلماتٍ من مقطعين.

  • غياب أساليب التواصل الاجتماعي ومنها عدم القدرة على الكلام.


في أيّ عمر

من المُحتمَل ظهور بعض الأعراض التالية على الطفل المُصاب بالتوحّد في أيّ عمر:[٩]

  • عدم قيام الطفل بافتعال الضجيج والأصوات للفت الانتباه، مثلًا فقد لا يبكي عند الخوف أو عند الشّعور بالألم.
  • عدم اللعب بصورةٍ طبيعية كباقي الأطفال.
  • تجنّب اللعب مع الآخرين ومشاركتهم أيّ شكلٍ من أشكال المتعة.
  • عدم القدرة على ملاحظة مشاعر الآخرين وتفهمها.
  • عدم القدرة على التعبير عن احتياجاته من خلال الإشارة للأشياء أو من خلال تعبيرات الوجه.
  • الخلط بين الضّمائر وعدم استخدامها بالشّكل الصّحيح.
  • تكرار الكلام الصادر عن الآخرين دون فهم معانيه بما يُعرف بحالة الصدى أو الببغاء.
  • القدرة العالية على تذكر العديد من الأمور؛ كالأرقام والأحرف والأغاني والبرامج التلفزيونية وغيرها من الأشياء.


هل هناك طريقة لإجراء التشخيص المبكر لاضطراب التوحد؟

نعم. تنصح الأكاديمية الأمريكية للأطفال (AAP) بإجراء مجموعة الفحوصات التّالية للمساعدة في الكشف المبكّر عن الإصابة باضطراب التوحد:[٦]

  • تقييم نمو الأطفال خلال مراجعاتهم الدّورية للأطباء.
  • إجراء فحوصات تأخر النمو للطفل في أعمار 9 و18 و24 أو 30 شهرًا.
  • إجراء فحصٍ خاصّ لتشخيص اضطراب التوحد عندما يُتِمّ الطفل عمر 18 و24 شهرًا.


ماذا لو تم تشخيص طفلي باضطراب التوحد؟

معرفة أن لديك طفلاً سيعاني من اضطرابٍ يؤثر في نموه كامل حياته ليس بأمرٍ سهل، وسيؤثر في مسار حياتك وحياة جميع من يعيشون معه أيضًا، لكن قد يساعد اتباع النصائح التالية في التخفيف من الضغط الذي تشعر به العائلة، ففي النهاية وجود طفل مصاب باضطراب التوحد لا يعتبر ذنب أيّ منهم:[٢][١٠]

  • التواصل مع عائلات أخرى لديها أطفال مصابين باضطراب التوحد من خلال مجموعات الدعم.
  • ممارسة تدريبات إضافية للتعامل مع المُصاب، والتّخفيف من الشعور بالضغط.
  • التعرف على جميع المصادر المحلية المتخصصة بالتعامل مع مرضى التوحد.
  • تعلم الممارسات والمهارات التي تساعد على التحكم بالضغط والتخفيف منه كتمارين استرخاء العضلات.
  • المتابعة مع المعالج النفسي لفهم المشاعر السّلبية وكيفية التعامل معها.


هل يعيش طفلي المُصاب بالتوحد حياةً طبيعية؟

نعم. عليك معرفة أنّ هناك الكثير من الحالات التي تمّ تشخيصها باضطراب التوحد أظهرت تقدّمًا كبيرًا في جميع نواحي الحياة العلمية والعملية والاجتماعية؛ فبعض الأطفال تمكّنوا من متابعة تعليمهم في المدارس العادية مع باقي الأطفال، كما تمكّن الكثير منهم من تكوين علاقاتٍ طبيعية مع الأهل والأطفال من نفس أعمارهم، فضلاً عن إظهار العديد من مُصابي اضطراب التوحد استقلاليةً كبيرة في حياتهم عند البلوغ.[١٠]

المراجع

  1. "Does My Child Have Autism?", helpguide, Retrieved 25/7/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Signs of Autism in Babies: A Simple Guide to Developmental Differences", healthline, Retrieved 25/7/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Screening and Diagnosis of Autism Spectrum Disorder", cdc, Retrieved 25/7/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Autism: what is it?", raisingchildren, Retrieved 25/7/2021. Edited.
  5. "AUTISM SPECTRUM DISORDER", www.marchofdimes.org, Retrieved 22/8/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "What are the signs of autism in babies?", medicalnewstoday, Retrieved 25/7/2021. Edited.
  7. "What is Autism?", autismsciencefoundation.org, Retrieved 22/8/2021. Edited.
  8. "Learn the Signs of Autism", autismspeaks, Retrieved 25/7/2021. Edited.
  9. "What are the Early Signs of Autism?", healthychildren, Retrieved 25/7/2021. Edited.
  10. ^ أ ب "How is Autism Diagnosed?", healthychildren, Retrieved 25/7/2021. Edited.