تفسير ظاهرة الديجافو علمياً

قد تدخل أحياناً غرفة ما وينتباك شعور فجائي بأنك قد دخلتها من قبل، رغم معرفتك بعدم ذلك، هذا الشعور الغريب يسمى ديجافو، وهي كلمة فرنسية تعني "تمت رؤيته بالفعل"، وتعتبر الديجافو تجربة شائعة حيث مر بها حوالي ثلثي الأشخاص حول العالم،^[١] فما هي بالتحديد ولماذا تحدث؟ ومتى يجب مراجعة الطبيب نتيجة حدوثها؟

ما هي ظاهرة الديجافو علمياً؟

في بعض الأحيان قد يشعر الشّخص بأنه قام بأحد الأفعال بالماضي، أو أنه قد كان في هذا المكان سابقاً، أو أجرى نفس المحادثة في وقت سابق، وتمثّل هذه الأحداث أو الأحاسيس ظاهر الديجافو، وقد يكون الشعور المرتبط بها مثيراً للارتباك أو التساؤول، ولكن في نفس الوقت، يدرك الفرد بأنه لا يمكن لهذا الأمر أن يكون حقيقياً لأنه لم يتواجد سابقاً في هذا المكان، ولم يقابل هؤلاء الأشخاص من قبل، ولم يجري هذه المحادثة مع أحد.^[٢]

سبب حدوث ظاهرة الديجافو

يعتقد بعض العلماء أن هناك ارتباطاً بين ظاهرة أو تجربة الديجافو وبين الذكريات المخزّنة في الفص الصدغيّ، وهو الجزء المسؤول عن تخزين الذكريات في الدماغ، ولكن لم يتم إثبات ذلك علمياً إلى هذه اللحظة،^[٣] ولكن ثبت ظهور بعض الأعراض لنوبات تحدث في الفص الصدغي عند الأشخاص الذين يواجهون هذه الظاهرة؛ -بالرّغم من أنها قد تحدث لأي شخص-، وهذه الحالة تحدث نتيجة لنشاط خاطئ في نظام الذاكرة الإدراكية والمسؤولة عن التعرف على الأمور والمواقف والمشابهة، وهذا النظام في الدماغ ويتكون من منطقتين، وهما: التلافيف المجاورة للحصين ومناطق شبكات اتصال من القشرة المخيّة والتي لها دور في الوظائف المعرفية والإدراكية المعقدة، إذ ينتج عن هذا النشاط الشعور بأن هذا الحدث قد تم سابقاً، وعادة ما يكون مصحوباً باسترجاع ذاكرة المشهد الذي يتم إدراكه في الوقت الحالي، وبالإضافة إلى ذلك فإن للوظائف الطبيعية التي تقوم بها أجزاء أخرى من الدماغ مثل: قشرة الفص الجبهي والحصين دوراً في استرجاع الذاكرة، مما يؤدي إلى تعقيد هذه الظاهرة.^[٤][٥]

بعض التجارب التي أجريت لتفسير ظاهرة الديجافو

تم بناء سيناريوهات افتراضية مستوحاة من واحدة من ألعاب الفيديو، وهي لعبة Sims، في واحدة من التجارب التي أجريت من أجل اختبار نظرية ارتباط ظاهرة الديجافو بالذاكرة، وكانت النتيجة معاناة اللاعبون الذين يُجرى عليهم التجربة من ظاهرة الديجافو للعديد من الأحداث أو التجارب، بحيث كانت الظاهرة أو مشاهد الديجافو مرتبطة بمشاهد مشابهة لتلك التي تم عرضها عليهم مسبقاً، وفي حين أن بعض الناس يشعرون غالباً أنّ حدوث الديجافو قد يساعدهم على توقّع حدث ما سيحصل في المستقبل، إلّا أن التجربة وجدت بأنه لم يصبح الأفراد أكثر قدرة على توقع المسار الصحيح أو التوصل إلى إجابات أكثر دقة أثناء عرض السيناريوهات الافتراضية عليهم، وفي الوقت الراهن يقوم العلماء بالبحث عن السبب الفعلي وراء مرور النّاس بهذه التجربة من خلال إجراء المزيد من الدراسات والاختبارات العلمية الدقيقة.^[٣]

متى تشير ظاهرة الديجافو إلى وجود مشكلة؟

قد يرتبط حدوث نوبات الصرع، أو النوبات التشجنيّة بظاهرة الديجافو في بعض الحالات النادرة،^[١] وبالإضافة إلى ذلك فقد تمّت ملاحظة ارتباط حدوث ظاهرة الديجافو ببعض الأمراض الأخرى، مثل: بمرض الخرف الوعائي، وكذلك بأنواع أخرى من الخرف -لكن ذلك في حالات أقل حدة-، وكذلك يعاني المرضى الذين يعانون من الخرف الجبهي الصدغي من حدوث هذه الظاهرة بشكل متكرر، حيث يقومون بتأليف قصصاً غير واقعية من خيالهم عن الحياة الحالية التي يعيشونها، وذلك لإيجاد تفسيراً لحالة الوهم، وقد يشير حدوث هذه الظاهرة إلى وجود مشكلة عصبية، وخاصةً في الحالات الآتية:^[١]

• الارتباط بذكريات غير منطقية، أو مألوفة شبيهة بالحلم، أو تصوّرات بصرية.
• تكرار حدوثها؛ بحيث تحدث لمرات عديدة في الشهر، أو أكثر بدل حدوثها لعدّة مرات في السنة.
• الإصابة بفقدان للوعي مع أو بدون وجود الأعراض، مثل: التفكير المفرط باللاوعي، أو حدوث تسارع في نبضات القلب، أو الشعور بالخوف، أو التلعثم، أو فقدان السيطرة.

^[٦]

هل حدوث ظاهرة الديجافو أمر سيء؟

تشير الدراسات إلى أن ظاهرة الديجافو قد تحدث نتيجة لعمليات الفحص التي يجريها الدماغ للمعلومات الحسّية التي ترسلها إليه حواس الإنسان؛ وبالتالي فهي مجرد شعور ولا يصنّف بكونه شعوراَ جيدّاً أو سيئاً، وقد تحدث أكثر في حالات التعب أو التعرض لضغطٍ شديد.^[٧][٨]