يعد رُهاب العناكب أو فوبيا العناكب (بالإنجليزية: Arachnophobia)؛ من أكثر أنواع الرُهاب أو الفوبيا شيوعاً بين الناس، ويعرف على أنه الشعور بالخوف الشديد من العناكب، ومن الجدير بالذكر أن نسبة انتشار رُهاب العناكب وصلت بناء على دراسة أجريت عام 2014 إلى ما نسبته 3.5%.[١][٢]



ما هو رُهاب العناكب؟

يعرّف رهاب العناكب على أنّه الخوف الشديد جداً من العناكب، والذي يتجاوز الخوف العادي الذي قد يشعر به الأشخاص الطبيعيون، حيث يسبب حدوث نوبة خوف، وهلع، وقد يسبب التوقف عن الحركة، كما يمتد رهاب العناكب إلى ما هو أكثر من الخوف من رؤية العناكب حقيقةً، ليشمل مشاهدة صور العناكب، أو ذِكر العناكب، أو حتّى التفكير بها، لذلك من الواضح أنّ هذا النوع من الرُهاب يؤثر بشكل كبير في الحياة اليومية للشخص المصاب به؛ حيث يتقيّد الشخص بالأنشطة التي سيقوم بها والأماكن التي سيذهب إليها.[١][١]


أعراض رُهاب العناكب

يوجد عدّة طُرق يمكن اتباعها لمعرفة ما إذا كان الشخص يعاني من رُهاب العناكب، وإحدى هذه الطرق تتمثل بشعور الشخص بكل مما يلي عند مشاهدة أو التفكير بالعناكب:[٣]

  • الدوخة أو الدوار.
  • الشعور بالاضطراب في المعدة ويرافقه الغثيان.
  • التعرّق المفرط.
  • زيادة معدل ضربات القلب، والخفقان.
  • الارتعاش.
  • الشعور بالهلع.
  • ضيق في التنفس.


أسباب رُهاب العناكب

نذكر فيما يلي مجموعة من الأسباب المقترحة الكامنة وراء رهاب العناكب:[٤][١]

  • المعتقدات الثقافية والدينية: تعتبر المعتقدات الثقافية والدينية عوامل محتملة للإصابة بالرهاب، حيث تؤثر المعتقدات الدينية والثقافية في بعض الأفراد داخل المجموعة وتساهم في تطوّر أنواع من الرُهاب، وتختلف أنواع الرهاب هذه عن الرهاب العام الشائع بين عامة السكان.
  • التأثيرات الجينية والعائلية: يعتقد الباحثون بوجود مكوّن وراثي مرتبط بالإصابة بمرض الرهاب، وقد تؤثر العوامل البيئية الأسرية أيضًا في تطوّر الرهاب والإصابة به؛ فعلى سبيل المثال: إذا كان أحد الوالدين يعاني من رهاب مُعين تجاه شيء ما، فقد يلتقط الطفل هذا الخوف ويطور استجابة رهابية تجاهه.
  • التجارب السابقة: إذا كان لدى الشخص تجربة سابقة مزعجة أو مؤلمة مع العناكب، فقد يتسبب ذلك في الإصابة لاحقاً برُهاب العناكب.


كيف يؤثر الخوف من العناكب في صحتك وحياتك

بشكل عام إذا كان الخوف من العناكب شديد جداً لدرجة الرُهاب، فمن الممكن أن يسبب ما يأتي:[٣]

  • التأثير في الصحة النفسية للشخص.
  • تغيير سير حياة الأشخاص اليومية، ويمنعهم من العمل بكامل طاقاتهم.


متى يجب طلب المساعدة الطبية

يمكن التفكير في طلب المساعدة الطبية واستشارة متخصص للمساعدة على التعامل مع رهاب العناكب في حال كان يؤثر بشكل كبير في حياة الشخص، وذلك من خلال حدوث أي كل مما يلي:[٥]

  • صعوبة الخروج في الهواء الطلق لنزهة مثلاً.
  • إعاقة العمل.
  • التأثير في حياة الشخص الاجتماعية.
  • منع الشخص من قضاء وقت مع من يحب.
  • بقاء الشخص مستيقظا في الليل.
  • التفكير بالعناكب بصورة مستمرة.


تشخيص رُهاب العناكب

لتشخيص رُهاب العناكب يستخدم الطبيب العام أو الطبيب النفسي المعايير الواردة في الدليل التشخيصي والإحصائي للجمعية الأمريكية للطب النفسي لفهم الأعراض بشكل أفضل وتحديد ما إذا كان الشخص يعاني من رُهاب العناكب، فقد يطرح الطبيب على الشخص المصاب برُهاب العناكب مجموعة من الأسئلة حول الأعراض التي يعاني منها، وشدة هذه الأعراض، ومدتها - إن كانت ستة أشهر أو أقل-، كما قد يأخذ الطبيب أيضًا تاريخًا طبيًا للمصاب، ويسأل حول مهاراته الحالية في التأقلم مع رهاب العناكب وتأثيره في الحياة اليومية، حيث من خلال ذلك يمكن التوصل مع المريض إلى الأهداف العلاجية المشتركة.[٤][٤]


علاج رهاب العناكب

لا يستخدم الطبيب المعالج طريقة واحدة لمعالجة رُهاب العناكب لدى الأشخاص المصابين به؛ وإنما يكون العلاج مزيجاً من الاستشارات النفسية، والعلاجات الدوائية مثل مضادات الاكتئاب وغيرها من الأدوية المضادة للقلق، بالإضافة إلى اتباع التقنيات المختلفة، مثل: تقنيات الاسترخاء والتأمل التي تكون في العادة مفيدة جداً لعلاج رُهاب العناكب، وكما هو الحال في علاج أنواع الرهاب المختلفة يمكن علاج رهاب العناكب من خلال اتباع أي من العلاجات السلوكية التالي ذكرها:[٦][٦]

  • العلاج السلوكي المعرفي: ويتمثل هذا العلاج في محاولة الطبيب استبدال الأفكار التلقائية السلبية المرتبطة بالعناكب بأفكار أكثر عقلانية ومنطقية.
  • علاج التخلص المنظم من الحساسية: ويجمع هذا العلاج بين ممارسة تقنيات الاسترخاء، والعلاج بالتعرض للعناكب بشكل تدريجي وتحت إشراف الطبيب، وذلك لكسر حواجز وأنماط الخوف لدى الشخص.[٧]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "What to know about arachnophobia", medicalnewstoday, Retrieved 18/6/2021. Edited.
  2. "Arachnophobia and Fear of Other Insects: Efficacy and Lessons Learned from Treatment Process", researchgate, Retrieved 18/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "What To Know About Fear of Spiders", webmd, Retrieved 18/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "What Is Arachnophobia?", verywellmind, Retrieved 18/6/2021. Edited.
  5. "How to Cope with Arachnophobia, or Fear of Spiders", healthline, Retrieved 18/6/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Arachnophobia: Fear of Spiders and How to Overcome It", psycom, Retrieved 18/6/2021. Edited.
  7. "Systematic Desensitization as a Counterconditioning Process", simplypsychology, Retrieved 8/7/2021. Edited.