قد يصدر من الأطفال المصابين بالتوّحد مجموعة من الأعراض والعلامات السلوكيّة أو الطبيّة، ما يعيق تنظيف الأسنان، ويجعل روتين العناية بهم أمراً صعباً وتحدّياً كبيراً لدى هؤلاء الأطفال، وقد لوحظ أنّ أكثر المشاكل شيوعاً أو انتشاراً بين الأطفال المصابين بالتوّحد فيما يتعلّق بالأسنان، هو مشكلة صرير الأسنان بقوّة.[١]

ما هو صرير الأسنان؟

يعرّف صرير الأسنان (Bruxism أو Teeth Grinding) بأنه ضغط أو احتكاك للأسنان مع بعضها البعض، ويصاحبه ظهور أو نشوء صوت احتكاك أو طحن للأسنان عند التقائها مع بعضها البعض، وكما ذكرنا سابقاً فهو من الأعراض الأكثر شيوعاً والمثيرة للقلق بين أطفال التوّحد، حيثُ يمكن أن يؤدي صّك الأسنان على بعضها البعض إلى مضاعفات معيّنة تتمثّل بحدوث تلف في الّلثة وبُنية العظم، ومن آثاره السلبيّة أيضاً حدوث تآكل في الأسنان، وحساسيّة الأسنان، وألم في الوجه.[٢]


متى يحدث صرير الأسنان عند أطفال التوحد؟

يعاني غالبيّة أطفال التوّحد من حدوث صرير الأسنان أثناء النوم وليس الاستيقاظ،[٣] ولكن بالرغم من ذلك قد يحدث صرير الأسنان في بعض الأحيان خلال النهار؛ أيّ عندما يكون الطفل مستيقظاً.[٤]


أسباب حدوث صرير الأسنان عند أطفال التوحد

لا يوجد أسباب واضحة لحدوث مشكلة صرير الأسنان لدى بعض أطفال التوّحد، ولكن من الأسباب المُحتمَلة لحدوث هذه الحالة ما يلي:[٣]

  • إحدى الحركات النمطيّة الارتكازيّة أو السلوكات النمطيّة والمتكررة التي تصاحب أطفال التوّحد.[٥]
  • الضغوطات والإجهادات التي قد تكون مرافقة لطفل التوّحد؛ سواء أكانت ضغوطات جسديّة، أم ضغوطات نفسيّة وعاطفيّة، وهي من الأسباب الرئيسيّة لحدوث مشكلة صرير الأسنان عند أطفال التوّحد.[٦]
  • مشاكل متعلّقة بالأسنان؛[٥] مثل اصطفاف الأسنان إلى جانب بعضها البعض بشكلٍ غير صحيح، أو وجود خلل ما في الاتصال بين الأسنان العلوية والأسنان السفليّة.[٣]
  • وجود أمراض وحالات طبيّة أخرى، مثل: سوء التغذيّة، وعدوى الدودة الدبوسيّة (Pinworm)، واضطرابات الغدد الصماء، والأمراض التحسسيّة.[٣]
  • أحد الآثار الجانبيّة لدواء معيّن.[٥]
  • عادة أو سلوك اعتاد الطفل على القيام بها.[٥]
  • شعور الطّفل بالألم؛ مثل الألم الذي قد يسبّبه التهاب الأذن الوُسطى.[٥]
  • نوعيّة وروتين غذاء الطّفل.[٥]
  • اعتماد الطفل سلوك الاستطلاع أو البحث الحسّي باستخدام الفم، وهو سلوك طبيعي لدى الأطفال الصّغار والأطفال الرّضع، حيث يقومون عادةً بمصّ الأشياء لإعطائهم شعوراً بالرّاحة والهدوء، وهو ما قد يفسر آليّة عمل الّلهاية في منح الهدوء والرّاحة للطفل والتقليل من انزعاجه وإزالة التوّتر لديه،[٧] وقد يكون الطفل أيضاً بحاجة لاكتساب المزيد من ردود الفعل التحسسيّة من خلال إدراك موضع الجسم بالنسبة للأشياء المحيطة وهو ما يساهم في إدراك حركات الجسم المختلفة،[٨] فإذا كان طفل التوّحد لديه مشكلة إمّا بالبحث الحسّي باستعمال الفمّ أو مشكلة عدم إدراكه أو وعيه للحركات الحسيّة لجسمه فقد يكون ذلك سبباً في نشوء مشكلة صرير الأسنان.[٥]


هل يؤثر صرير الأسنان على أطفال التوحد؟

نعم، ففي حال استمرار مشكلة صرير الأسنان لفترات طويلة فإنّ ذلك قد يزيد من احتماليّة ظهور مضاعفات معيّنة؛ ولعلّ أهمها: وجود أسنان متآكلة وذات بُنية ضعيفة، ونشوء حساسيّة في الأسنان، وآلام بالفك، وصداع، وغيرها من المضاعفات، ولهذا الأمر أيضاً تأثير في إطباق الأسنان، والمضغ، والكلام، ويؤثر في ثقة الشخص بنفسه ونوعيّة أو جودة الحياة بشكلٍ عام.[٩][١٠]


حلول لمشكلة صرير الأسنان عند أطفال التوحد

لا يحتاج جميع الأشخاص الذين يعانون من مشكلة صرير الأسنان إلى الخضوع لعلاج معيّن، بينما يتمّ علاج بعض الأشخاص باستعمال أدوية أو بوسائل سلوكيّة،[١٠] ومن أهم الإرشادات والنصائح التي يمكن أن تساهم في الحدّ من مشكلة صرير الأسنان قدر الإمكان، ما يلي:[٣]

  • اتّباع وسائل وأساليب تهدف إلى تقليل التوتر والإجهاد لدى الطفل: بحيث تجعله مسترخياً ومرتاحاً وخاصة قبل النّوم.
  • الحرص على أخذ الطفل لحاجته الكافيّة من الماء: والتركيز على شرب الماء دوماً؛ لأنّ جفاف جسم الطفل قد يكون أحد أسباب حدوث مشكلة صرير الأسنان.
  • الحرص على متابعة وتقييم ومراقبة الوضع عند طبيب الأسنان: وذلك منذ بداية اكتشاف مشكلة صرير الأسنان لدّى الطفل.
  • استعمال بعض الأشياء التي قد تخفّف من تآكل أو احتكاك الأسنان ببعضها البعض: تحديداً عند الأطفال في سّن المدرسة؛ مثل الحارس الليلي (Night guard)، أو التّيجان المؤقتة (Temporary crowns)، أمّا الأطفال في سّن ما قبل المدرسة فغالباً لا يتمّ إجراء أي تدّخل علاجي لمشكلة صرير الأسنان لديهم.
  • محاولة التقليل من تعرّض الطفل لأيّة آلام قد يواجهها بسبب مشكلة صرير الأسنان: فعادةً ما يرافق مشكلة صرير الأسنان آلام أخرى بسبب الشّد والضّغط الذي يحدث على الأسنان وعظام الفك، وحتى عضلات الرقبة يمكن أن تتأثر نتيجة صّك الأسنان والشّد والاحتكاك الذي يحدث، فغالباً ما يعاني الطفل من آلام عديدة، وبالتالي فإنّ معالجة مشكلة صرير الأسنان يمثل خطوة مهمة للسيطرة والتخفيف قدر الإمكان من الآلام التي قد يواجهها الطفل.[١١]
  • التدليك أو المسّاج: فكما ذكرنا سابقاً بأنّ صرير الأسنان يحدث أحياناً بسبب التوّتر والإجهاد، لذلك يمكن أن يساهم التدليك أو المسّاج والذي يُطبّق من قِبل شخص مختّص أو معالج فيزيائي بإعطاء أو منح الطفل الشعور بالرّاحة والاسترخاء، وقد يكون فعّالاً في التخلّص أو تخفيف شدّ وتقلّص وتوّتر العضلات أو الألم الناتج عن مشكلة صرير الأسنان، وبالتالي إراحة العضلات المشدودة أو المُجهدة؛ بما فيها عضلات الفكّ والعضلات الأخرى المتأثرة.[١١]


لمعرفة المزيد عن علاج طيف التوحد والسيطرة على الأعراض المرافقة، انقر هنا.


المراجع

  1. "Management of a child with autism and severe bruxism: a case report", pubmed, Retrieved 3/9/2021. Edited.
  2. "Bruxism (Teeth Grinding) In Autism - How To Stop It Permanently?", lybrate, Retrieved 3/9/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "Dental Health and Teeth Grinding (Bruxism)", webmd, Retrieved 3/9/2021. Edited.
  4. "BRUXISM (TEETH GRINDING) AND AUTISM", corticalchauvinism, Retrieved 3/9/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ "AUTISM AND TEETH GRINDING", teachingautism, Retrieved 3/9/2021. Edited.
  6. "BRUXISM (TEETH GRINDING) IN AUTISM AND HOW TO STOP IT: THE PERMANENT SOLUTION", authenticautismsolutions, Retrieved 3/9/2021. Edited.
  7. sensory seeking behaviour, or,calm down an upset baby. "Oral seeking is part of normal development", griffinot, Retrieved 24/8/2021. Edited.
  8. "Proprioception", sciencedirect, Retrieved 24/8/2021. Edited.
  9. "TOOTH GRINDING - POSSIBLE CAUSES & WHAT YOU CAN DO", arktherapeutic, Retrieved 3/9/2021. Edited.
  10. ^ أ ب "Treating Wear From Bruxism in Autistic Patients", aegisdentalnetwork, Retrieved 3/9/2021. Edited.
  11. ^ أ ب "Tips for Coping with Bruxism or Teeth Grinding", sleepfoundation, Retrieved 3/9/2021. Edited.