ينطوي قلق الانفصال على الخوف الشديد حول الابتعاد عن شخص معين، أو المنزل، أو حتى حيوان أليف، وغالبًا ما يحدث عند الأطفال ممن تقلّ أعمارهم عن السّنتين، لكنه قد يحدث عند البالغين أيضًا، ويتمثّل ظهوره ببعض الأعراض الجسدية، كالغثيان، والصّداع الشديد، أمّا بالنّسبة لطرق الوقاية من قلق الانفصال، فهذا ما سنتعرّف عليه في المقال التّالي.[١]








طرق الوقاية من قلق الانفصال

لا يوجد طريقة مضمونةٌ للوقاية من قلق الانفصال خاصّة عند الأطفال، لكن قد يساعد اتّباع التوصيات والنّصائح الآتية على التّقليل من حدّة الأعراض المُصاحبة له، ومنها:[٢][٣]

  • اطلب المشورة الطبية في أقرب وقتٍ ممكن: وذلك في حال كان قلق الطفل أسوأ بكثير من الأمر الطّبيعي، فعندما يؤثّر الخوف في طفلٍ يزيد عمره عن 6 سنوات، ويستمرّ لأكثر من 4 أسابيع، فهذا يعني احتمالية إصابة الطفل بقلق الانفصال، ويمكن أن يساعد الكشف المبكّر عن اضّطراب قلق الانفصال، وتحديد العلاج المناسب على تقليل الأعراض والوقاية من تفاقم الحالة، وفيما يأتي بعض الأعراض الشّائعة لدى الأطفال لقلق الانفصال:
  • قلق الطّفل الدّائم وغير الواقعي من حدوث أمر سييء إن تُرك لوحده.
  • رفض الذهاب إلى المدرسة.
  • رفض النوم بعيدًا عن الوالدين، أو بعيدًا عن المنزل.
  • التبوُّل اللاإرادي.
  • الشّعور بالذنب والخوف الشّديد.
  • حدوث نوبات الغضب.
  • احرص على تعزيز استقلّالية الطفل: واحترامه لذاته؛ وذلك من خلال تقديم الدّعم المناسب له، حيث قد يساعد هذا في منع نوبات القلق المستقبلية.
  • ابحث عن علاج متخصّص: في حال المعاناة من أيّة مخاوف تتعلق بالصحة العقلية، بما في ذلك، القلق، أو الاكتئاب، وغيرها.


التخفيف من قلق الانفصال الطبيعي

يمكنك التّقليل من قلق الانفصال الطّبيعي لدى طفلك عند تركه لوحده، باتباع النصائح التالية:

  • أخبر طفلك بموعد مغادرتك من المنزل وعودتك إليه؛ إذ تعتبر هذه الاستراتيجية مفيدة جدًّا مع الأطفال، وذلك لأن الخروج دون إخبار الطفل قد يزيد الوضع سوءًا، إذ يمكن أن يشعر الطفل بالارتباك أو الانزعاج، كما قد يَصعُب عليه الاستقرار في المرات القادمة التي ستتركه فيها.[٤][٥]
  • اجعل طفلك ينخرط في الأنشطة الممتعة قبل مغادرتك للمنزل.[٤][٥]
  • انظر إلى طفلك نظرةً مريحة، وابتسم له ابتسامةً جميلة قبل المغادرة؛ لأن الشعور بالقلق والحزن يُشعِر الطفل بأن المكان ليس آمنًا، وقد يُزعجه ويوتّره ذلك أيضًا.[٤][٥]
  • عوّد طفلك على تركه بشكلٍ تدريجي؛ وذلك من خلال إبقائِه مع مقدّم الرّعاية لفترات وجيزة، ومسافاتٍ قصيرة في البداية، فعندما يعتاد الطفل على ذلك، يمكنك المغادرة لفتراتٍ أطول.[٤][٥]
  • ابتعد عن طفلك في فترات معينة، أي بعد القيلولة أو الرضاعة، لأن الأطفال يكونون أكثر عُرضةً لقلق الانفصال عندما يكونوا جائعين أو مُتعبين.[٤][٥]
  • نفّذ وعودك لطفلك، واكسب ثقته، لكي يكون أكثر قدرة على التعامل مع قلق الانفصال، ومن الأمثلة على ذلك؛ عد إليه في الوقت الذي وعدته فيه.[٤][٥]
  • حاول جعل البيئة المحيطة بطفلك مألوفة قدر الإمكان، وعندما يكون طفلك بعيدًا عن المنزل، شجّعه على إحضار شيء مألوف له.[٤][٥]
  • حاول تجنُّب التناقض في حياة طفلك، من خلال تعيين مقدّم رعاية ثابت، وإبقائه في الوظيفة على المدى الطويل.[٤][٥]
  • قلّل من مشاهدة مقاطع التلفاز المخيفة، لتقليل احتمالية خوف الطفل.[٤][٥]
  • حاول التأكد من أنّ مقدم الرعاية يمكنه التعامل جيدًّا مع طفلك، فعلى الرغم من أنّ ترك طفلك يبكي ويصرخ من أجلك أمر صعب، إلا أنّ الطفل قد يهدأ مع مقدم الرعاية ويلعب بأشياءٍ أخرى بحلول الوقت الذي تصل فيه إلى سيارتك.[٦]


علاج قلق الانفصال

يمكن علاج اضطراب قلق الانفصال لدى الأطفال من خلال العلاجات النّفسية، لكن قد يتمُّ اللجوء إلى الأدوية في الحالات الأكثر شدة والّتي لا تستجيب للعلاج النّفسي، وفيما يلي تفصيلٌ لطرق العلاج المتبعة،[٧] على النحو التالي:


العلاج النفسي

يتضمّن العلاج النّفسي لاضطراب قلق الانفصال نوعين من العلاج، وهما:[٧]

  • العلاج السلوكي المعرفي: وهو عبارة عن نهجٍ علاجي يساعد الطفل على تعلُّم فهم الأمور التي يخاف منها وكيفية التعامل معها، ومن الجدير بالذكر أن العلاج السلوكي يعزز مهارات التأقُّلم لدى الطفل، بحيث يمكنه الاعتماد عليها عند الشعور بالقلق.
  • العلاج بالتعرُّض: وهو شكلٌ متخصص من العلاج السلوكي، حيث يتمُّ تعريض الأطفال للانفصال بشكلٍ تدريجي مع الخضوع للرقابة، وذلك للمساعدة على تقليل قلقهم مع مرور الوقت.


العلاج السلوكي والعلاج الدّوائي

قد يكون من الجيّد الجمع بين العلاج السّلوكي والدّوائي في بعض الحالات، كزيادة حدّة الأعراض مثلًا، ومن الأمثلة على الأدوية المُستخدمَة لذلك، مضّادات الاكتئاب، فقد تكون خيارًا جيدًّا للأطفال والبالغين.[٨]

المراجع

  1. "What is separation anxiety disorder in adults?", medicalnewstoday, 8/6/2018, Retrieved 21/7/2021. Edited.
  2. "Separation anxiety disorder", mayoclinic, 5/4/2021, Retrieved 21/7/2021. Edited.
  3. "Separation Anxiety Disorder", webmd, 28/9/2020, Retrieved 21/7/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "Separation Anxiety and Separation Anxiety Disorder", helpguide, 11/2020, Retrieved 21/7/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "Separation anxiety in babies and children", raisingchildren, 20/10/2020, Retrieved 21/7/2021. Edited.
  6. "Separation Anxiety", kidshealth, 10/2016, Retrieved 21/7/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Separation Anxiety: Treatment", childmind, Retrieved 21/7/2021. Edited.
  8. "Separation anxiety disorder", mayoclinic, 9/8/2021. Edited.